نظرية ترييف العالم

13 يوليو 2021
نظرية ترييف العالم

صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان

يقول الكاتب ثروت الخرباوي في كتابه ” أئمة الشر ” : أن الفيلسوف والمؤرخ البريطاني الشهير ” برتراند راسل ” ( 1872 – 1970 ) طرح نظريته عن (ترييف العالم ) عام 1951 قائلا، وأقتبس :

” يتزايد سكان العالم حاليا بمقدار 58 ألف نسمة في اليوم الواحد. ولم يكن للحرب حتى الآن أثر على الحدّ من هذه الزيادة. لقد ثبت أن الحرب مخيبة للآمال في هذا الخصوص حتى الآن، لذلك يجب أن يبحث أصحاب العقول الراجحة، عن وسائل بديلة للحرب بين الدول، حينئذ سيكون من السهل أن يتحول جزء كبير من العالم إلى قطعان من الفلاحين، التي خبرها الأجداد في القرون الوسطى، وسيكون من السهل على الدول الصناعية الكبرى أن تقود العالم “.

وهكذا فإن ” نظرية ترييف العالم ” وجعله سلة غذاء للدول الصناعية الكبرى، هي الفكرة التي استحوذت على عقل الإدارة الأمريكية، يجب أن يتحول البشر في معظم أنحاء العالم إلى قطيع من الفلاحين الأجراء أو العبيد، كل عملهم هو إعداد مائدة الطعام للسيد الصناعي الكبير.

وفي عام 1975 تطورت فكرة برتراند راسل لتنتج مشروع ” مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية لحقبة الثمانينات “. وهو استقراء خططي للمستقبل، جاء في ثلاثين مجلدا، شارك فيه أصحاب أكبر العقول الإستراتيجية في أمريكا ومنهم : سايروس فانس، أنطوني سلومون، هارلد براون، وبريجنسكي.
تتلخص هذه المجلدات في كلمتين هما ” التفكيك المنضبط ” لاقتصاد العالم. وفكرة التفكيك هذه تقوم على إشاعة الفوضى الاجتماعية والحروب الإقليمية بين الجوار، والحروب الأهلية في الدولة الواحدة.

وسيترتب على هذه الحالة زيادة نسبة الوفيات في العالم، فيما يشبه الإبادة، وستكون هذه الإبادة بين سكان كل منطقة، لا بيد الدول الصناعية الكبرى. ولكي يؤتي المشروع ثماره، يجب أن يكون تفكيك دول المنطقة عن طريق إشاعة الفتن الدينية والعرقية والحدودية، فينقسم الشرق الأوسط إلى سنة وشيعة، ثم فلينقسم العالم السني إلى أنصار الدولة الإسلامية وخصومها. ومن الأفضل تضخيم الروح العنصرية بين أبناء الدولة الواحدة، وليكن ما يكون . . !
* * *
التعليق :

  1. أعتقد أن هذه النظرية تتساوق مع نظرية ” الفوضى الخلاّقة “، التي تبنّتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس في عام 2005. كانت تلك النظرية ذريعة استخدمتها رايس، لنقل الدول العربية والإسلامية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية. وقد وردت هذه النظرية أساسا في أدبيات الماسونية القديمة، بدعوى توفير الأمن والحرية والازدهار لشعوب العالم. ولكن غالبا ما تكون لها أهدافا أخرى مستترة، تصب في مصلحة من يقوم بإحداثها.
  2. رأت رايس في حينه، أن تطبيق هذه النظرية في الشرق الأوسط سيؤدي إلى إشاعة أقصى درجة من الفوضى معتمدة على وسائل العنف والرعب والدم، بغرض تحقيق الديمقراطية المزعومة. وقد طبقت الولايات المتحدة هذه النظرية في الشرق الأوسط عام 2011، وحققت نجاحا باهرا في العراق وليبيا واليمن، ولكنها واجهت مقاومة عنيفة في سوريا بتحالفها مع روسيا. 3. يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، تبدي اهتمامها الأقصى لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد، وطمأنة حلفائها في منطقة الإندوباسيفيك ( الهندي والهادي )، لإحياء التحالف الرباعي ( الولايات المتحدة، الهند، اليابان، وأستراليا )، لتشكل نواة لحلف " ناتو آسيوي موسع "، يضم دولا آسيوية وأوروبية، وربما دولا شرق أوسطية، في إطار إستراتيجية أمريكية لاحتواء الصين، على غرار إستراتيجية احتواء الاتحاد السوفيتي السابق خلال مرحلة الحرب البارد.

التاريخ : 13 / 7 / 2021

الاخبار العاجلة