صراحة نيوز – بقلم اطراد المجالي
ابتليت بعض الشعوب بحكامها، وابتليت البعض الاخرى بدمارها وابتليت غيرها باحتلالها، اما نحن فقد ابتلينا بنخر لا يمكن تفسيره ولا تأويله، يعبرك الاحساس انه حتى غير قابل للتحليل العلمي ولا المنهجي، قادة، سياسيون، تجار،فاسدون؛ بأبهى الأشكال وأجمل الصور سوروا أنفسهم بغفلة الوطن بدواعي الأمن ودواعي الحداثة والخصصخة فتقاسموه، واشتروا الألسن والأصوات، وبنوا حصونهم على حطام الشعب الكادح الصابر، يتفنون تارة بلقاءاتهم وتارة بتصريحاتهم وصرخاتهم الصورية كمنافقين قل نظيرهم حتى بأسوأ العصور. يقتلوننا قتلا رحيما فلا دمار ترى ولا خراب ترى ولا تفجير، ووالله ان استطيع ان اكتب بذلك مجلدا رقما وألواحا بقناطير.
انتم، اقول انتم، يا صعاليك عصر الهبوط والانحطاط، يا من تصنعون ازمتنا بقلة خبرتكم وقلة انتمائكم ووطنيتكم التي ترهن بحجم تجارتكم واستثماراتكم، يا من صنعتم منا الفقير بعد الرضا والستيره، وجعلتم اعزة اهل وطني اذلة، يا من انتقيتم سفاهة البشر لادارة شؤوننا،وسلطتم علينا قراراتكم وقوانينكم منذ حين، وسرقتم الوطن بميزانياته وارضه وجوفه ومنحه الخارجية ومنحة صبر المواطن الداخلية، واستنزفت ثباتنا ودمنا وتعديتم لمستقبلنا ومستقبل اولادنا ، يا من حولتم وطننا قلقا واهتراءا واستهزأتم بأمانيينا وتوسلاتنا، فلم نجد منكم بعد كل ذلك الا الجحود، وها انتم تنتهون بتكميم افواهنا، يا من جعلتم من النبلاء لصوصا صغارا ومرتشين، وحولتم قيمنا واعرافنا الى ربح وتخسير، يا من جعلتم من مؤسساتنا الوطنية عنابر اما للمجانين او الفاسدين، لقد انتفخ منكم القالون واستشاطت عصارات المعدة، فأعلموا لا سامحكم الله وعجل بزوالكم، اننا نكاد ان نتقياكم.