صراحة نيوز – د. حسن خليل الشوابكة
في 17 كانون الأول / ديسمبر من عام 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 54/120 إعلان 12 من آب / اغسطس من كل عام يوما دولياً للشباب بحيث يكون هذا اليوم بمثابة يوم للاحتفال بالشباب والشابات والتأكيد على دورهم في بناء المجتمع، حيث يعتبرون شركاء رئيسيين في كافة مناحي الحياة.
يعتبر شعار هذا العام ليوم الشباب النهضة في التعليم والذي يتطلب اعادة بناء المنظومة التربوية بناء يحقق بناء الدولة بناء قويا، لانه لن يتحقق بناء الدولة القوية الا من خلال التعليم اذ من الواجب تطوير وتحديث اليات التعليم ليكون فعالا ومنتجا ويحقق الاهداف المرجوة منه حيث يعلم الجميع ان هناك العديد من الطلبة على مقاعد الدراسة الثانوية او الجامعية يفتقرون الى العديد من المهارات التعليمية الاساسية مما سيؤثر حتما على المخرجات التعليمية في المدارس والجامعات .
ومن هنا لا بد ان يعاد النظر في الاسس التي يتم التعيين عليها في القطاعات التعليمية في شقيها المدارس او الجامعات لما لها من اثر كبير في اعادة بناء المجتمع بناء قويا سليما وتنهض الدولة ككل بنهضة التعليم، ومن الواجب ان يخضع المعلم او الاستاذ الجامعي الى عدد من الاختبارات والفحوصات الدقيقة في مختلف المجالات التربوية منها والاجتماعية والسياسية وغيرها لانعكاساتها على طلبتنا بشكر كبير ولا يقتصر الاختبار في مجال تخصصه فقط. لأن الشباب هم الركيزة الاساسية في بناء الدول على مر العصور حيث ان الدول التي تعتني بالشباب تحقق الانجازات وتبنى بناءا يتحقق من خلاله الاستدامة في حين ان الدول التي يخطط لها فئة القيادات الهرمة تقتصر على التخطيط التقليدي الذي لا يتوافق مع ما يتطور على العصر من مستجدات.
حيث ان الشباب ينظر الى المستقبل نظرة تطور متسارع لا يمكن ان نكبح جماحه فيلزم التخطيط مع ما تتطلبه هذه المرحلة من تتطورات متسارعة، قبل سنوات خلت كان من غير المتوقع ان تكون كل البرامج والانشطة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما نشهده الان وهو ما يجعلنا ان ننظر الى المستقبل بنظرة متغيرة وهي انه يتوقع ان يتحول التعليم في مختلف مراحله عبر مواقع الانترنت المختلفة ما يسترعي منا ان نطور اداوتنا ونتطور وفق ما تقتضيه المرحلة القادمة.
الشباب الذين حولوا قنوات الاتصال من التقليدية الى الحديثة في مختلف شؤون حياتهم هم من سيقودون المرحلة القادمة حتما وفق ما تعلموه في هذه المرحلة، الامر الذي يجعلنا نتعلم كيف يجب ان ندربهم لحمل زمام الامور في المستقبل، فهم قادة التغيير وفرسان المستقبل، شريطة ان يتم اعدادهم اعدادا جيدا مدروسا.
فالمطلوب هنا ان ينخرط الشباب فعلا لا قولا في العملية السياسية والاقتصادية والتربوية ليكتسبوا من خبرة الاجيال السابقة ويضيفوا اليها الانماط العصرية ولا نقول ان ينخرطوا في العملية الاجتماعية لانهم فعليا هم من يؤثرون اجتماعيا في الوقت الحاضر، وهم يديرون دفة التوجهات الاجتماعية، اذ تعتبر الشريحة الاكبر التي تؤثر حاليا هي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغالبيتها من الشباب.
على الحكومات ان تدرك بان الشباب هم الجانب الاقوى والاهم في التخطيط فلا يجوز اقصائهم او تهميشهم فتقع تحت وطأة ردة الفعل العدائية من جهتهم كرد على هذا الاقصاء او التهميش، كما ولا بد من ادماجهم بشكل فعلي وحقيقي في العملية الساسية من خلال دخولهم الى مواقع صنع القرار السياسي للتعرف على كيفية صنع القرار والظروف التي تتخذ فيها هذه القرارات، واخذ رأيهم في القرارات السياسية المهمة.
شبابنا على امتداد الوطن الحبيب والعالم اجمع كل عام وانتم بخير وستبقون دوما تلك الشمعة التي لن ينطفئ نورها