ليست المرة الأولى التي توجه سهام الانتقاد لأداء دائرة الاعلام في الديوان الملكي والذي بات يأتي بانعكاسات سلبية على نشاطات القصر وكان أخرها تغريدة جلالة الملك بخصوص المعلمين ورسالة جلالة الملكة للشعب الاردني التي حملت عتابا شديدا .
الملفت ونحن في عصر عالم القرية الصغيرة وسرعة تناقل المعلومات عبر الفضاء المفتوح ان رصد المعنيين في الديوان لما تضج به منصات التواصل الاجتماعي يشي بصورة ما الى انهم ليسوا بمستوى المتابعة والتدقيق فيما يقال ويُكتب أو انهم ينطلقون من اجندات خاصة بهم أو ان الأسهل بالنسبة لهم التطمين بأن ” كل شي تمام ” مبررين ما يرصدون من تعليقات وانتقادات بأن اصحابها يبحثون عن الشعبويات أو مكتسبات مالية ومناصب وترضيات .
في الوسط الصحفي لا توجد اسرار يمكن أخفاؤها أو ان يتم تضليلهم بها لا بل أجزم ان بينهم من يمتلك قدرات استخبارية لا تقل عن قدرات من تدربوا عليها وامتهنوها وبالتالي فان مهنة المتاعب لا يمكن لأحد ان يتقنها الا من مارسها واصبحت جزءا من شخصيته.
الملفت بالنسبة لمن يتولون اعلام الديوان الملكي انهم بالأغلب لم يمارسوا المهنة بل أغلبهم اما عملوا في مؤسسات تُعنى بالعلاقات العامة أو تم تنفيعهم بتزكية من متنفذ هنا وهناك .
نعي تماما في الوسط الصحفي ان ما يصدر عن جلالة الملك من تغريدات يكون اغلبها ليس منه مباشرة بل بناء على طلبه باعداد تغريدة تتناول أمر ما والأمثلة عديدة على تغريدات لم تلقى قبولا شعبيا وقناعة بأن جلالته كاتبها وكان أخرها تغريدة جلالته بخصوص أزمة المعلمين .
ويتعدى الأمر التغريدات الى الرسائل الملكية حيث يظهر للمدقق والمتمعن فيها ورود عبارات لا تنسجم مع نهج جلالته وبخاصة في حرصه على علاقته بأبناء شعبه وهو ما حصل ايضا من ردود فعل على الرسالة الأخيرة التي وجهتها جلالة الملكة في شأن منتقديها على منصات التواصل الاجتماعي والتي بحسب مراقبين مختصين كانت انشائية وخلت من معطيات ومعلومات ذات صلة بشأن مضامين الانتقادات التي طالت جلالتها والتي نعتقد ان سببها غياب الشفافية والوضوح لدى القائمين على المؤسسات التي ترعاها سواء من ناحية الأداء وانعكاسات ذلك في خدمة المجتمعات او من جهة التعينات فيها والرواتب الخيالية بحسب النشطاء المعلقين .
القناعة التي لا يمكن تغييرها ان العلاقات الشخصية والمنفعة الخاصة تحكم اداء وتعامل القائمين على اعلام الديوان الملكي بوجه خاص وغالبية من يعملون في باقي دوائر الديوان وأكثر من ذلك بانه لم يتم في تعينهم مراعاة أهليتهم الفنية والإدارية وحسن تعاملهم مع الأخريين فيما تم تعين البعض ترضية لمسؤول كبير أو متنفذ الى درجة ان بعض المسؤولين اشتكوا وان لم يكن بصورة مباشرة الى ان اتصال هاتفي وردهم من الديوان وراء اتخاذهم لقرارات معينة .
أمر طبيعي ان يُؤشر حملة الأقلام الحرة من كتاب مقالات وصحفيون في كتاباتهم ومتابعاتهم على مواطن شبهات الفساد والخلل بغية ايصال رسائل الى المخططين وصناع القرار الذين يتوجب عليهم التمعن في قراءة ما تحمله من رسائل من أجل التصويب والمحاسبة ان اقتضى الأمر لا ان توجه لكاتبيها الاتهاميات بأنه مغرر بهم أو يعملون لصالح اجندات خاصة أو يبحثون عن الشعبويات أو طمعا بمال أو مناصب .
كتبنا هنا وكتب غيرنا من الزملاء في أمر تنظيم اعلام الديوان الملكي لقاءات صحفية مع جلالة الملك وكشفنا بالمعلومة الصحيحة كيف يختارون من يلتقي جلالته ولم نظلم حين أشرنا إلى اشخاص ليس لهم علاقة بمهنة المتاعب وليسوا من حملة الأقلام الحرة القادرين على التعامل مع افكار ومبادرات وهموم جلالة الملك
واقع الحال بالنسبة لاعلام الديوان الملكي تحديدا انه بحاجة لأعادة الهيكلة ليتولاه اشخاص احترفوا مهنة المتاعب وليس العلاقات العامة .