صراحة نيوز – خاص
منذ وسمها بدائرة الحيتان ، ودائرة عمان الثالثة تحتل صدارة المتابعة والتحليل ، رغم تراجع مستوى الاقتراع فيها لنسب مقلقة ، وتكفي دلالة الاقتراع في الانتخابات الماضية للتدليل على ذلك فقد بلغ عدد المقترعين في ٢٠١٦ حوالي ٤٦ الف مقترع من اصل ٢٦٠ الف مقترع ، اي بنسبة ١٧٪ ، وهي ادنى نسبة اقتراع على مستوى المملكة ، ويعتقد
مراقبون ان تدني نسبة الاقتراع في دائرة الحيتان يعود لتراجع سوية المرشحين وغياب الحيتان ، بعد ان باتت الدائرة تستقبل مرشحين من مستوى اسماك السلمون باعلى الاحوال ان لم تكن اسماك البسارية ، وساد العبث في الاصوات والصناديق بحيث نأت الاسماء الثقيلة عن المشاركة ترشيحا او دعما وحتى مشاركة .
دائرة الحيتان وفي زمن الكورونا ، يبدو انها تستعيد بريقها مجددا بعد ان اعلنت مجموعة اسماء شابة لها حضور في الشارع العماني ، شقّ عصا الطاعة على الحيتان وخوض الانتخابات بقوائم مستقلة ، وللانصاف فإن بروز قائمة ( معا ) في الانتخابات السابقة وتحقيقها مقعدين ساهمت في فتح شهية المرشحين الشباب والذين يحملون فكرا مدنيا وكانت ترعبهم فكرة الدخول الى الانتخابات بقوائم منفردة ، ويبدو اكثر ان تراجع شعبية قائمة ( معا ) وانحسار شعبيتها بين مريديها وداعميها اسرع في انضاج القرار الشبابي ، فقد أسرّت داعمة شديدة الحضور والقوة بأنها لن تكتفِ بالابتعاد عن قائمة معا ، بل ستسعى لافشالها وكذلك صرحت فعاليات مدنية تجرعت مرارة التجربة النيابية للقائمة التي اثارت جدلا واسعا وحظيت بدعم غير مسبوق لكن الاداء لم يكن على مستوى الطموح ، بعد اتهام النائبين الفائزين عن القائمة باجهاض فكرة تحويل القائمة الى حزب سياسي .
السبب التالي لتشجيع رموز شبابية على الدخول بقوة الى اتون المعركة ، هو تراجع شعبية النواب السابقين امام المرشحين الجدد ، فلأول مرة يرصد العارفون بالانتخابات النيابية تراجع النائب الحالي عن المرشح الجديد بعد انهيار شعبية النواب بفعل ايديهم اولا وسماحهم للحكومة بعزلهم في معازل كورونا ، فقد غاب البرلمان تماما عن المشهد ، بل ان كثيرين ربطوا بين نجاح الحكومة في بداية الجائحة وارتفاع شعبيتها غير المسبوق ، لغياب النواب عن المشهد ، وتعليق جلساتهم ، فكان الحظر الشامل وبالا على النواب ، رغم اصرار معظمهم على غير ذلك ، ومحاولتهم الى اشعال سوق لشائعات عن دعم خفي ومحاولتهم توزيع مناصب قادمة على من يدعمهم .
نواب الدائرة الثالثة الحاليون يعانون من انحسار جارف في شعبيتهم رغم محاولاتهم السابقة سواء بالدعم الخفي او ترويج الاشاعات بانهم قادمون لمواقع مهمة في البرلمان القادم ، فمعظمهم حتى اللحظة عاجز عن تشكيل قائمة او يسعون الى الاتكاء على اسماء طازجة ليركبوا الموجة ، لكنهم وحسب اكثر من مراقب خارج الحسبة الصوتية ، بعد دخول مجموعة شابة الى سبق المنافسة ، امثال المحامي عمر العطعوط حفيد رئيس الوزراء سليمان النابلسي اول رئيس وزراء لحكومة حزبية وبرلمانية وابنة وزير التربية والتعليم النزيه ذوقان الهنداوي ، ويبرز بشكل لافت بين الجيل الجديد المحامي اسامة البيطار الذي حظي باجماع غير مسبوق من جمعية الفيحاء ذات الاصول الشامية ويمتلك حصة وافرة من اصوات خارج تجمع الفيحاء بحكم المصاهرة والنشاط الحقوقي في الملكية الفكرية الذي يعتبر البيطار احد ابرز وجوهها ورئاسته اكثر من مركز حقوقي عربي وعالمي في هذا المضمار ونشط .
على المسار الموازي للمقاعد المسلمة ، يبرز الناشط وائل قعوار على المقعد المسيحي بعد تراجع شعبية قيس زيادين النائب عن هذا المقعد على قائمة معا ، ويبدو ان قعوار في طريقه لاسترداد مقعد حسم لعائلته مرتين في الانتخابات السابقة بعد ان حظي باجماع عائلي ودعم من قطاعات السياحة النقل الذي ينشط فيهما ، وما زال المقعد الشركسي حائرا بين وجوه شابة تخوض الانتخابات للمرة الاولى مما يشير بوضوح الى افول نجم منصور مراد الذي ترشح على قائمة الحركة الاسلامية رغم نزعته اليسارية ، لگن الراجح ان اسماء جديدة ستشق طريقها الى العبدلي عن دائرة الحيتان التي ستسعيد بريقها باسماء شابة ، مع بقاء فرص النائب ديما طهبوب قوية بشكل لافت بحكم اداء الناشطة الاسلامية النيابي ، يليها بنسبة اضعف النائب الحالي خالد رمضان .