“أتنحــــي حتي أتيح لغيري أن يفعل ما يمنعني ضميري أن أفعله ” بهذة الكلمات قدمت ريما خلف استقالتها من رئاسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب أسيا ” الاسكــــــوا ” ..هذة ليست المرأة الأولي التي تلقي فيها خلف القفـاز في وجة الظلـم والإستبـــداد .. ريمــــا خلف الشخصية العبقرية الفذة … عرفت بجرأتها في قول الحق منذ ان كانت طالبة بالجامعة الامريكية في بيروت …شخصية نقية صلبة تتمسك دائما بمبادئها وقول الحق مهما كانت النتائج لتثبت أن العمرموقف .
هذة الشخصية القوية لم يتحملها مجتمعها كونها سيـدة في مجتمع ذكـــــوري …ولم يشفع لها أنها عملت مع اربعة رؤساء حكومات سابقة ” عبد السلام المجالي – الشريف ذيد بن شاكر –عبد الكريم الكباريتي –عبد الرؤوف الروابدة ” قدمت استقالتها بعد ذلك بسبب احترامها لمبادئها وثقافتها .. وتجاهلتها الدولة الاردنية بكل أجهزتها رغم كفاءتها العاليــــــة .
انتقلت خلف من العمل في النطاق المحلي الي العمل في العالم الخارجي .. وكانت رائدة سلسلة من التقارير الانمائية حول العالم العربي 2002 حول مؤشرات التنمية الانسانية في العالم العربي – هذة التقارير التي ظهرت في تلك الفترة .. لو اخذت بها الدول العربية وحاولت اصلاح ماورد فيها من سلبيات لتجنبت المنطقة الكثير من كوارث الربيـــــع العربـــــي .. كشفت التقارير عن فجوات كبيرة وقصور وعجز مرئيا عن الحريات السياسية … ومكانة المرأة في المجتمع واشكاليات المذهبية والطائفية .. وقد عادت هذة تلك التحديات من جديد لتظهر في ثورات ماعرف بالربيع العربي فيما بعد .
ريما خلف دفعت مرارا ثمن جرأتها في قول الحق والتفكير المستقبلي خارج المألوف ..ووضع حلول خارج الصندوق … العالم كله يخشي سطوة امريكا واسرائيل…لكن خلف اعتادت علي العمل تحت الضغط والسير علي الاشواك وبين الالغام ..تعرضت من قبل شهور قليلة من دول نافذة لمحاولة منع ظهور تقرير
بعنوان “الظلم في العالم العربي” . لكنها لم تستسلم ورفضت كل الضغوط رغم محاولة اسرائيل شطب الجزئية الخاصة بفلسطين .
وحين ظهر التقرير الأخير الذي يصف اسرائيل بالدولة العنصــرية الوحيــــدة الموجودة في العالم بعد إنتهاء العنصرية في جنوب افريقيا … إستشاطت اسرائيــــل وامريكـــــا .. وضغطت علي الامين العام للامم المتحدة “انطونيوغويتريس” ا الذي لم يحفظ العالم اسمه بعــد …ضغط غويتريس علي المقاتلة ريما خلف لسحب التقرير الذي يتضمن في بعض بنوده أن اسرائيل أسست نظاما عنصريا يشمل كل الشعب الفلسطيني بما فيهم عرب 48 والفصل العنصري أو التميز العنصري .. وأفعال ترتكب في سياق مؤسس ممنهج نابعة من القوانيين الاساسية لدولـــة الاحتـــــــلال …. مثل حصر الاراضي الفلسطينية وملكيتها لليهود بالتملك والسيطرة وبدون أي سند قانوني ..أو أي مؤشر ملكية .. ومنع أصحاب الاراضي الحقيقيين من التملك رغم كل ما يملكون من وئاثق قانونية تثبت ذلك .. ومنع الطعن بهذة القوانيين في الكنيست… كشف هذا التقرير أساليب اسرائيل المتبعة في تفتيت الشعب الفلسطيني عن طريق فصل وتمزيق التجمعات الفلسطينية عن بعضها …..حيث يعيش الفلسطينيون تحت أربع تقسمات يحكمها قانون عسكـــري اسرائيلي أو مدنــــي وقد سبق وتحدث جيمي كارتر من قبل في ذلك الموضوع .
الجديد في الأمر أن يصدر هذا التقرير عن الأمم المتحدة بطريقة اثبات جديدة وموثقة بالاشارة الي القوانيين الاسرائيلية نفسها … وتحت ضغط الارهاب الامريكي الاسرائيلي المشترك ..تم سحب التقريرليثبت للعالم مرة أخري عجز المنظمة الدولية .. ويدق مسمار أخر في نعش المنظمة .. ورغم كل ذلك سحب التقرير بعد ان أخذ أشهارا دوليا وأصبح يحظي بأهتمام عالمي واضح ..بعد أن صممت دكتورة خلف والعاملين معها علي نشر التقرير وعلي مسؤوليتها مما جعل العالم كلة يهتم بهذا التقرير ليعرف مافية .. وأعطي التقرير ثماره القوية بالأطلاع علية .. ومعرفة العالم اسرائيل علي حقيقتها …مما ينبأ بمشروع مقاطعة عالمية والتصدي لها ومحاكمتها علي جرائم الفصل العنصري …
ريمـــــــا خلف … المقاتلة الاردنية تصديتي للظلم وأخذتي موقف ….أيتها الأبية تعودين الي وطنك عالية الهامة كعادتك .. وسوف يستقبلك شعبك من كل الأصول والمنابت بحفاوة لن يحظي بها أحد غيرك ….فقد وقفتي في وجه أعتي وسائل الظلم والإضطهاض والعنصرية …. وقفتي بجرأة لتقولي كلمة حـــق في وجة عالــــــم فاســـــــد تحكمة قوي الطغيان والمصالح ..أخذتـــي موقف لتثبتي للعالم أن العمر موقف ..شكرا ريما خلف …
رانــدا جميل ….؛