صراحة نيوز – تصدرت الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة لوقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والعدوان على غزة، المحادثات التي أجراها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس، الذي وصل عمان اليوم في زيارة جرى خلالها أيضا بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
وأكد الوزيران خلال المحادثات استمرار تنسيق الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار والحرص على تعزيز التعاون في مختلف المجالات ثنائياً وعبر آلية التعاون الثلاثي مع اليونان.
وفي تصريحات صحفية مشتركة بعد المحادثات التي أكدت أيضاً استمرار التعاون والتنسيق في إطار الاتحاد الأوروبي، قال الصفدي، إن “القضية الأساس، اليوم، هي ضرورة بلورة جهد دولي حقيقي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق ولحماية المنطقة من التداعيات التاريخية لاستمرار التوتر واستمرار العدوان على غزة”. وأضاف الصفدي، إن “العدوان يجب أن يتوقف، وما جرى خلال الأيام الماضية يثبت عبثية كل الطروحات التي قالت بإمكانية القفز فوق فلسطين والقفز فوق القضية الفلسطينية”. وقال إن “السلام الشامل والدائم والأمن والاستقرار لن يتحققا إلا إذا انتهى الاحتلال وإلا إذا نعم الفلسطينيون بالأمن والاستقرار والسلام الذي يستحقونه على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967”. وأضاف، إ “المملكة تقوم بجهود مكثفة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل وقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف هذه الانتهاكات”، مؤكداً أن “موضوع القدس تحديداً وموضوع المقدسات الإسلامية والمسيحية وموضوع المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، هي أولوية قصوى بالنسبة للمملكة، مشيرا الى أن جلالة الملك، الوصي على هذه المقدسات، يوظف كل إمكانات المملكة من أجل حماية المسجد الأقصى وحماية المقدسات والحفاظ الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية”.
وشدد الصفدي على أن “الوضع خطير جداً، وما يجري مرفوض ومدان، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن يوفر الحماية للشعب الفلسطيني، وأن يلزم إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال باحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف هذا العدوان الذي يدفع المنطقة برمتها للمزيد من التصعيد والصراع”، مشيراً إلى أن “هذه هي الأولوية وهذا هو التحدي الأكبر، وهو كذلك الجهد الأردني الذي لا ينقطع من أجل إسناد أشقائنا في فلسطين وحمايتهم وحماية السلام في المنطقة من التبعات والممارسات الإسرائيلية اللاأخلاقية واللاقانونية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وثمن الصفدي “مواقف قبرص الواضحة في دعم القانون الدولي ودعم حل الدولتين وجهود تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يضمن الحقوق ويضمن وقف كل الممارسات التي تحرم هذه المنطقة من حقها العيش بسلام”.
وأشار الى أن “المحادثات تضمنت بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى التنسيق إزاء التحديات الإقليمية عبر الآلية الثنائية وعبر آلية التعاون الثلاثي مع اليونان وعبر الاتحاد الأوروبي”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية القبرصي أهمية احترام الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشددا على ضرورة بذل كل الجهود لوقف التصعيد.
وأكد دعم قبرص لجميع المبادرات الرامية إلى وقف المزيد من الخسائر، وأن على المجتمع الدولي أن يعمل بطريقة حازمة لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وحول علاقات الأردن مع الاتحاد الأوروبي، أكد الوزير الضيف أن الأردن شريك أساسي للاتحاد الأوروبي في المنطقة، مشدداً على دعم بلاده لتعزيز روابط الأردن وعلاقته مع الدول الأوروبية، مشيرا الى تطلع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للقاء الوزير الصفدي خلال اجتماعهم الذي سيعقد في البرتغال نهاية الشهر الحالي.