صراحة نيوز – قبل نحو 15 عاما دعا الخبير في شؤون البيئة والمياه في العقبة الدكتور محمد الفرجات في دراسة وصفية الى محاكاة الماضي بطرق علمية وعملية لحل مشكلة شح مصادر المياه في الاردن .
وكان الفرجات الاستاذ حاليا في جامعة الحسين بن طلال قد دعا في تلك الدراسة التي حطت انذاك ” على طاولة الحكومة ” ولم تجد آذانا صاغية الى جدية التفكير بتوجيه الاستثمار والمد الحضري الى مصادر المياه بدلا من جرها الى مناطق تعاني شح المياه كما كان الأمر بالنسبة لمشروع جر مياه الديسة الى عمان قبل نحو عامين بأسعار تزيد عن ستمائة مليون دينار أردني لافتا الى انها قد تصل الى أكثر من ذلك جراء ارتفاع اسعار النفط عالميا .
وجاءت الدراسة تعقيبا على مشروع جر مياه الديسي الذي ما زال متعثرا ونجهل مستقبله والذي كان أخر مشاكله ما اعلنته وزارة المياه أمس بان اعتداءً وقع على خط ناقل مياه الديسي في منطقة الجفر سيوقف الضخ عن 55% من حصص المياه المخصصة إلى عمّان والزرقاء، إضافة إلى بعض مناطق الشمال لمدة 5 أيام.
وقال الفرجات في دراسته عندما كنا نعيش حياة البدو الرحل كنا نرود الماء ولما نجده نرحل بالقرب منه
بين الدكتور الفرجات في الدراسة بأن هيدروجيولوجية خزان الديسة تشير الى أنه خزان غير متجدد نسبيا، وأنه يزود العقبة بكل قطاعاتها الصناعية والسياحية والسكنية والعمرانية، وكذلك قراها المحيطة، كما وأنه تعلق عليه الآمال مستقبلا لاستدامة مشاريع العقبة الاقتصادية. هذا وقد وضح أن هنالك دراسات تشير الى زيادة في ملوحة بعض آبار الديسة العاملة وهبوط سطح الماء فيها نسبيا مع زيادة الضخ مما قد يشكل مخاطرا بيئية جدية وفقدان مصدر مائي يجب استدامته قدر الامكان كمخزون استراتيجي للحاضر والأجيال القادمة.
وطالب الدكتور الفرجات الجهات المعنية وفي حال توفر مبالغ تقارب تلك المتوقعة لمشروع جر مياه الديسة الى عمان توجيهها لأمرين، الأول تنمية مصادر غير تقليدية للمياه في عمان وما حولها كمشاريع الحصاد المائي بكافة مقاييسها والتوجه الى تحلية المياه الجوفية العميقة أو خلطها مع المياه العذبة، والثاني بناء قرى استثمارية في مناطق الجنوب بالقرب من رم والديسة والجفر وبطن الغول تحيط بمصادر مياه خزان الديسة فتغني عن نقل الماء مئات الكيلومترات الى العاصمة التي تشهد الأزمة السكنية والمغالاة في أسعار الأراضي والشقق والتلوث بسبب الازدحام.
وختم الدكتور الفرجات مقترحاته مؤكدا بأنها قد تفتح أفقا جديدا في التنمية المستدامة بعيدا عن الضرر بالبيئة وتوقع جدوى اقتصادية اجتماعية بتجربة فريدة في المملكة عندما يتجه التحضر شرقا بدلا من التركز ببؤر مرغوبة بسبب مناخها، أصبحت اليوم تعاني التلوث والاكتضاض وتردد انقطاع مياه الشرب.