صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
بعض الناس يأخذون عليّ مهاجمتي ايران بشكل متواصل في كتاباتي ، وبدون وجه حقّ ، حسبما يعتقدون . وأنا والله ، رغم كل ما تقترفه ايران ضد العرب والعروبة لا أكن لها الا الخير ، وكثيراً ما كنت أختم مقالاتي بدعوات خيّرة لإيران ، طالباً منها ان تتركنا وشأننا ، وان لا تضمر لنا شراً ، وتهددنا وتدمر كل ما تطاله غطرستها اذا كان له صلة بالعرب والعروبة .
أطلّت علينا صحيفة السياسة الكويتية في عددها الصادر بتاريخ ٢٠٢٠/٥/١ بنشر تغريدة ، لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي في صفحته على تويتر يوم ٢٠٢٠/٤/٣٠ قائلاً : (( الخليج الفارسي بيتنا ومكان تواجد الشعب الإيراني العظيم ، مُضيفاً : ساحل الخليج الفارسي اضافة الى مساحة كبيرة من سواحل بحر عُمان ، متعلقة بالشعب الإيراني ، نحن شعب قوي وذو تاريخ عريق . وتزامن مع تصريح خامنئي ، تصريح لقائد البحرية في الحرس الثوري الى التلفزيون الإيراني الرسمي ، قال فيه : إن كل الخليج الفارسي ملك لأرض فارس ، والكويت او الكوت تعني بالفارسية نصب خيام ‘ نادر شاه ‘ ، وأضاف ان ما يؤكد فارسية الخليج هو ان البحرين كانت محافظة إيرانية حتى عام ١٩٧٧ ، وان الكويت كانت معسكراً للشاه نادر ، وأضاف ان المرشد علي خامنئي أصدر اوامره لبدء البناء في جزر الخليج لبدء إسكانها ، مشيراً الى بناء مطارات وكواسر امواج من قبل القوة البحرية للحرس الثوري ، كما انه طلب تسمية الجُزر بأسمائها الفارسية ، حسب زعمه .. الخ . أعزائي القراء الكرام ، أليس هذا تهديداً صريحاً وواضحاً لسيادة واستقلال عددٍ من الدول العربية الشقيقة : الكويت ، والبحرين ، والإمارات ، وأجزاء من سلطنة عُمان !؟
في هذه الأيام ، وبسبب فايروس كورونا ، إنشغلت كل دول العالم بنفسها لمواجهة الجائحة ، وهدأت كل مناطق التوتر والغليان في العالم ، حتى السارقين ، والحرامية ، وقُطاع الطُرق توقفوا عن إيقاع الضرر في الآخرين . ما عدا إيران !؟ ماالذي دفع مرشد الجمهورية الإيرانية لتفجير هذه القنبلة !؟ وفي هذا الوقت !؟ غير غطرسته وأطماعه في اجزاء عديدة من وطننا العربي الحببب !؟
إيران تهيء الظروف وتستغلها ، أيما إستغلال ، وتَخلِق التحالفات في كل الأوقات ، وتوظفها لتنفيذ مخططاتها العدائية ضد كل ما هو عربي . أول اعتداء قامت به ايران عندما قضمت ، وضَمّت عربستان التي يسكنها ( ١٢ ) مليون نسمة من العرب الأقحاح ، وتحتوي على (٨٠٪ ) من خيرات ايران . ثم إحتلت الجزر الاماراتية الثلاثة ( طنب الصغرى ، وطنب الكبرى ، وأبو موسى ) ، وإستغلت الظروف وعملت تحالفات مع امريكا ، والكيان الصهيوني واحتلت العراق ، واغتالت ( ٣,٨٠٠ ) عالِم من علمائه ، بتنسيق مع الصهاينة ، وأمسكت بكل مفاصل الدولة العراقية عن طريق تنصيب عملائها من العراقيين الخونة المأجورين ودمرت العراق عن بكرة أبيه بواسطة الميليشيات العميلة لها ، وسلبت كل خيراته وايراداته ، وزحفت الى سوريا لتعزز ثباتها في لبنان والمنطقة ، ليكتمل تأطير هلالها الشيعي بعد الاستحواذ على اليمن . وها هي تُطل اليوم وتكشف عن وجهها المتغطرس القبيح ، ويتبدى ذلك على لسان مرشد الجمهورية الإيرانية ، ويُفصح بالتفاصيل قائد البحرية في الحرس الثوري الايراني ، وكأنهما يتقاذفان كرة الشر والعدوان ضد العرب ، مثلما يقول المثل الشعبي (( واحد بيطحن ، والثاني بينعِّمْ )) . ونحن العرب لم نقوى ولم نلوِ على شيء قبل جائحة كورونا ، فماذا عسانا فاعلون ونحن منشغلون في الجائحة !!؟؟
من تدخل في شؤون ايران من العرب حتى يستفزونها كما يقول البعض !؟ من هو العربي المتهور الذي داس لها على طرف !؟ من (تحركش ) بها !؟ او اطلق ولو تصريحاً كلامياً ليستفزها ويدفعها لهذا البيان الرسمي !؟ هذه الدولة أحقادها جينية ضد كل ما هو عربي وإسلامي . ما زالت جيناتهم الفارسية المجوسية ، الزرادشتيه ، عبدة النار ، ما زالت تُحركهم وتسيّرهم وتطغى على كل سياساتهم الحاقدة على العرب لانهم ضيعوا عليهم عبادتهم للنار . لذلك تجد ايران تغلي وتفور ، وتُرعد وتُزبد ،حتى ونحن صامتون لانها تستمرأ قهرنا وتهديدنا .
على المدى المنظور ، لا أمل في ان تنهض الأمة العربية من كبواتها ، وتشتت مواقفها ، لا بل وعدائيتها لبعضها ، وإقتتالها في عدة جبهات ، ولا أمل ولا رجاء على الأقل في تحديد مواقف وحدوية صارمة ضد اعدائها الكثيرين . وعليه ، وأمام هذا اليأس والإحباط الذي يتسيد ، ليس باليد حيلة الاّ ان أختم ببيتٍ من الشِعر:-
لوكان عند الضأن بَأسُ ضراغمٍ / ما إستمرأ الإنسان لحم الضأنِ .