صراحة نيوز –
توافق يوم الخميس المقبل الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري الذكرى التاسعة والأربعون لاستشهاد المرحوم بإذن الله، وصفي التل، رئيس الوزراء الأردني الأسبق، الذي أُغتيل في القاهرة، أثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي آنذاك.
وكان المرحوم التل، من أبرز الشخصيات السياسية الأردنية، حيث تولى منصب رئيس الوزراء في الأعوام 1962 و1965 و1970، وعُرف بإخلاصه وولائه لقيادته الهاشمية وعشقه لوطنه وأمته العربية ووحدتها.
وامتاز الراحل الكبير، بإيمانه بالعمل العربي المشترك والتصدي للأخطار التي تواجه الأمة العربية بأسرها، ودعمه لكفاح الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه ووطنه.
ولد التل عام 1920، وهو ابن الشاعر الأردني المعروف مصطفى وهبي التل (عرار)، وتلقى دراسته الابتدائية في المملكة، ثم انتقل للدراسة بالجامعة الأمريكية في بيروت، ليتقلّد بعدها العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان والقدس وأريحا ولندن، كما عمل دبلوماسياً في السفارات الأردنية في موسكو وطهران وبغداد.
والشهيد، الذي مر بتجارب الارتباط بمبادئ القومية بمفهومها الأشمل، والوطنية بمفهومها الأدق، أخذ على عاتقه أن يحمل كتفاً مع رجال بناء الأردن، فكان نظير البواسل الذين ورثوا مملكة بهذا الثبات والاستقرار، فضلاً عن معالجته قضايا بلده بحكمة وحزم وحنكة وشجاعة وعدالة واتزان، عبر استشرافه للمستقبل وتداعياته بوجه عام، إلى جانب اعتماده على أسلوب الثواب والعقاب في إدارته بعدالة متناهية.
وكان التل، جندياً شجاعاً يعشق رفاق السلاح، ويعتز ويفاخر ببطولاتهم، ويؤمن بدولة المؤسسات والقانون، ويحترم العرف العشائري الإيجابي الذي يجسد أسمى معاني الرجولة والإباء والحكمة، ليستعين به في حلّ بعض القضايا والإشكالات، وليكون رديفاً لمؤسسات الدولة وصمام الأمن والأمان لاستقرار الوطن وصون منجزاته.
وقال في خطاب الثقة أمام مجلس النواب في حكومته الأخيرة “إن المواطن الذي يعيش في أمن حقيقي، هو وحده القادر على العطاء، وهو الذي يعرف كيف يموت بشجاعة في سبيل بلده وقضيته، أما المواطن الذي يعيش في الرعب والفوضى، فلا يملك شيئا يعطيه لبلده أو قضيته أو حتى لأحد من الناس”.