صراحة نيوز- بقلم :أسعد العزوني
بات جليا بعد إستعراض فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي شارفت على ال 180 يوما ، أن الرجل دليل شؤم ليس على أمريكا فقط بل على العالم أجمع ،لأنه جاء مسلحا بالطمع والجشع ومحبا للمال الحرام الذي يسطو عليه إبتزازا وليس ضمن إتفاقيات تتم عن تراض.
قبل ترشحه للرئاسة بنحو ثلاثين عاما صرح في مقابلة تلفزيونية مع المذيع الشهيرة وينفري أنه في حال أصبح رئيسا للولايات اللمتحدة فإنه سيستولي على ثروات دول الخليج العربية ،وهذا ما فعله قبل أيام.
وفي تسجيل آخر تم بثه مؤخرا قال ترامب أن ثروة العراق النفطية تبلغ 15 تريليون دولار وأن نصيبه الشخصي على الأقل يبلغ 10% أي تريليون منصف التريليون دولارعلى الأقل ،ساخرا ممن إنتقده وإتهمه بإنتهاك السيادة العراقية ،وتساءل ساخرا :أين هي السيادة العراقية فهم عبارة عن لصوص يتقاتلون وانا أولى بالثروة.
إبان حملته الإنتخابية كشف ترامب هويته وإنتماءه لشايلوك المرابي اليهودي وقال علانية موجها كلامه لدول الخليج العربية واوروبا الغربية واليابان وكوريا ،أنهم في حال رغبوا بإستمرار الحماية الأمريكية لهم فعليهم مضاعفة فواتير الحماية لأمريكا ،وهذا ما فعله في الخليج حيث طلب تريليون ونصف التريليون دولار بحجة وجود إيران التي “تهدد”الخليج، لكن قطر لم تدفع الخاوة ففجر تراب المنطقة ،كما فجر “ضرطة ” مدوية ذات رائحة نتنة إبان لقائه مع العاهل السعودي الملك سلمان ،حسب رواية زوجتة ميلانيا لصحيفة بريطانية في الثالث من هذا الشهر ،وقالت أن الجو بعد تلك الضرطة أصبح لا يطاق ، وأن المسؤولين في البيت الأبيض عاكفون على تفادي هذا الأمر عند لقاء ترامب مع ملكة بريطانيا ،والمستهجن أن ميلانيا روت أن زوجها أطلق ضرطته تلك بكل شهامة ورجولة على حد وصفها.
لا يزور ترامب بلدا إلا وخلق مشكلة هناك وخلف فضيحة كبرى ،فعند لقائه بقادة الدول العشرين في قمة هامبورج الألمانية ترك إنطباعا سيئا عن ادائه وأظهر فجاجته مع الزعماء الآخرين،وكذا الحال عند لقائه بالزعماء الأوروبيين في بروكسيل ،كما خلق مشكلتين على الأقل إبان زيارته لفرنسا حيث خاطب السيدة الفرنسية الأولى بعبارة ذات إيحاء جنسي وقال لها “هيئتك جميلة “وصافحها بطريقة أثارت إستهجان وسخرية المتابعين في وسائل التواصل الإجتماعي ،كما انه خلق مشكلة لرئيس هيئة الأركان الفرنسية الذي إستقال بسبب إنتقادات من قبل الرئيس ماكورن.
أما خلال إستقباله الرئيس البولندي وزوجته في البيت الأبيض فقد تعرض لمشكلة ربما صنعها بنفسه عندما تجاهلته السيدة البولندية الأولى بعدم مصافحته رغم تهيئه للمصافحة ،لكنها صافحت زوجته ميلانيا،ما أحرجه كثيرا امام كاميرات التلفزة ووسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية،وتعرض لموقف مهين آخر ،وهو أن السيدة اليابانية الأولى تظاهرت بأنها لا تجيد الإنجليزية حتى لا تتحدث معه رغم أنها جلست بجانبه لساعتين،وها هو الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي يقول أنه لن يلبي دعوة ترامب لزيارة الولايات المتحدة.
لقد شهدنا أثر زيارته للرياض ونتائج قممه الثلاث ومشروعه الماسوني لشطب قضية فلسطين ،ونحن بإنتظار نتئج مخططاته في اوروبا الغربية واليابان وكوريا الشمالية ،وها هو يتوعد الرئيس الفنزويللي مادورا ويطلب منه منع عدم إجراء إنتخابات محلية ،كما انه هدد المكسيك ببناء جدار للفصل العنصري بين البلدين.
أما على الصعيد المحلي فإنه احدث تحولا غير مسبوق في الداخل الأمريكي وأظهر وللمرة الأولى أن امريكا ليست على قلب رجل واحد،بدليل المواقف المتناقضة حول قوانينه العنصرية المتعلقة بمنع المسلمين والعرب من دخول أمريكا ،والموقف غير الموحد من كارثة الخليج.
وعموما فإن هناك تيارا يتنامى داخل الساحة الأمريكية للمطالبة بعزله لعدة أسبا أولها فشله في الحكم لعدم درايته في السياسة ، ولتحالفه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اوصله للبيت الأبيض من خلال قرصنة الأصوات وتحويلها لصالحه ،وها هي الكرة تكبر على طريقة فضيحتي نيكسون وكلينتون.