كتب سلطان الحطاب- هذا سؤال كبدت جامعة فيلادلفيا وتحديدا مركز الدراسات النشيط فيها والمسمى مركز الدراسات المستقبلية نفسها عناء البحث عن اجابة بعد أن أمسك القائمون عليه الدعوة الملكية السامية التي اطلقت قبل اسابيع تدعو للاعتماد على الذات..
والسؤال كيف؟ أما الجواب فحاولت الجامعة أن تقدمه من خلال عقد ندوتها السنوية أمس تحت عنوان الافاق المستقبلية للاعتماد على الذات والتغيير الاجتماعي.. وقد دعت لذلك مجموعة من الخبراء الاساتذة من مواقع أكاديمية وبحثية عديدة ليقدموا اوراقا تخدم هذا العنوان وتحاول أن تجيب عليه..
حضرت الندوة التي تخللها مجموعة محاضرات منها محاضرة للدكتور عبدالله عويدات بعنوان”اشكالية التغيير في المجتمعات العربية” واخرى عنوانها متطلبات التعليم.. الديمقراطية /الحزبية/ التعليم /الحداثة/وحقوق الانسان قدمها الدكتور محيي الدين توق. كما تقدم الدكتور محمد ابو رمان بمحاضرة عنوانها “التغيير المجتمعي والاقتصاد ” ومحاضرة أخرى بعنوان التصنيع طريق الى التغيير ” قدمها الدكتور ابراهيم عثمان في حين قدمت الدكتورة رولا السوالقة محاضرة بعنوان التصنيع والتغيرات المجتمعية” وكانت الندوة تحت رعاية رئيس مجلس الامناء الدكتور وليد عصفور وقد افتتح رئيس الجامعة الدكتور معتز الشيخ سالم أعمال الندوة التي قدم المتحدثين فيها وأدار اوراقها الدكتور ابراهيم بدران وزير التربية والتعليم الاسبق بحضور مستشار الجامعة الدكتور مروان كمال الشخصية الاكاديمية المعروفة .
جامعة فيلادلفيا جعلت من مثل هذه الندوة المتكررة تقليدا حميدا تبناه مركز الدراسات المستقبلية فيها ،فقد ظلت الجامعة حريصة على تقديم نشاطات لا منهجية تخدم مسؤوليتها المجتمعية ودورها التنموي والثقافي ومساهماتها المتكررة التي انفردت بها عن الجامعات الاخرى الخاصة والعامة.
جامعة فيلادلفيا التقطت اشكاليات الواقع الاردني الذي هو جزء من الواقع العربي لتساهم في مناقشة هذا الجانب الهام من اشكاليات الحالة العربية التي تنسحب على الاردن..
ولذا تراوح التناول في المزاوجة بين ما هو عربي في اطار عالمي وبين ما هو محلي ، وقد تمتع المحاضرون بعمق من المعرفة واسلوب من التناول والطرح الايجابي الذي يصب النقد لصالح التغيير الايجابي غير العنيف كما تخلل المحاضرات عديد من المداخلات التي استهدفت النقاش.. وهي مداخلات هامة أثرت الحوار واشارت الى ضرورة توسعته والى اهمية ان تقوم الجامعات بهذا الدور الوطني الهام.
الاوراق وزعت على الحاضرين في مقر جمعية الشؤون الدولية التي تساهم في تقديم مبانيها ومدرجاتها لعقد مثل هذه الندوات لجهات متخصصة عديدة اسهاما من الجمعية في توسيع الحوار وتعميقه والاستفادة منه وذلك أحد رسائلها الاساسية.
واذا كان شعار الاعتماد على الذات شعار قديم التقطه جلالة الملك واعاد زراعته كعلاج للحالة الاقتصادية والاجتماعية الاردنبة فإن اسهام جامعة فيلادلفيا في جعل الشعار موضع نقاش وحوار واجتراح الوسائل في خدمته لنفع الاردنيين، فإن ذلك يفتح على كثير من القضايا مثل مناقشة الاوراق الملكية التي جاءت في الاصل كأوراق نقاشية .
لقد ظل مجتمعنا كما أجمع المتحاورون وكذلك المحاضرين يفتقر الى المعالجات التي تقوم بعد التشخيص واذا كنا ابدعنا في التشخيص فإن الحلقة المفقودة هي في الربط مع التنفيذ وفي تنفيذ كل الافكار الجميلة التي نراها لتصبح واقعا ملموسا ينقذ البلاد والعباد.