صراحة نيوز – بقلم عبد الله احمد العساف
نعم يا ساده، إنني أُطالب بسقوط حكومة الرزاز ورحيلها قبل ان تبدأ عملها، وأنا أعي تماماً ما أقول وأعلم أنها تشكلت يوم الخميس الموافق 14 حزيران 2018 قبل عيد الفطر بيوم ونحن اليوم صباح الأحد 17 حزيران أي انها فعلياً لم تُمارس عملها، ولكنني اطلب رحيلها.
ما سأكتبه هنا رسالة موجهه لدولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وأقول يا دولة الدكتور لقد خيبت أمال الشعب، وقتلت حلمهم بحاضر جميل ومستقبل زاهر عند إعلانك تشكيل حكومتك الموقره.
لن أنتقد الوزراء من منطلق أمور شخصيه، ولن أعلق على تصرفاتهم بحياتهم، فمع انهم اصبحوا بمواقع مرموقه وشخصيات عامه ومعرَّضين للنقد بأي شيء إلا أنني لن أفعلها لكي لا يقول السحيجه والمُطبلين بأنني أُعيق المسيرة ولا أكترث بالأداء وأنني اغتال الشخصيه، بل سأركز هنا على نقدك أنت باختيار هذه التشكيله.
ألم تعلم يا دولة الرئيس أهمية المرحله والتوقيت الذي تم اختيارك به من قِبل جلالة الملك لتشكيل الحكومه؟! ألم ترصد وتقرأ الكم الهائل من الآمال التي بناها عليك الاردنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنت الناشط عليها؟! ألم تُغرد دولتك اكثر من مره بتغريداتٍ باعثةٍ للأمل وداعيةٍ للتفاؤل، وما ردك على تغريدة قُتيبه ببعيد؟! ألم تنتبه وتُقدر وتُفكر بخصوصية التوقيت الذي كُلفت به بعد غضبٍ رسمي وشعبي من حكومة الملقي والتي أقالها جلالة الملك بعد إحتجاج الشعب عليها لتغولها على جيبه بشكل سافر؟! ألم تقرأ جيداً رسائل جلالة الملك التي اطلقها أثناء عمل حكومة الملقي والتي كنت وزيراً بها وبعد إستقالتها وأثناء فترة تشكيلك لفريقك الوزاري؟! ودعني هنا أُذكرك ببعضها :
▪ ألم يقل جلالة الملك ان معظم الوزراء نائمون ولا يعمل منهم سوى 3-4 وزراء؟!
▪ألم يتحدث جلالة الملك أنه تدخل بعمل الحكومه – وهو ليس واجبه- اكثر من مره لتسيير الامور وذلك نتيجة تقصيرها؟!
▪ ألم يقُل جلالة الملك أن المسؤولين يجب ان يكونوا اصغر منه سناً ودعا لدعم جيل الشباب والعمل بروح الشباب؟!
▪ الم يذكر جلالة الملك موضوع الرشاقه بمعنى قِلة عدد الوزراء؟!
هذه بعض من كثير من توجيهات جلالة الملك لك ولغيرك، فالملك هو حامي النظام والدستور ورئيس السُلطات الثلاث، وأية كلمه تخرج منه هي بمثابة توجيه للمسؤول وللمواطن ويجب الاخذ بها، وسأذكرك الان بالظرف الشعبي الذي نمر به وما حصل من أحداث ادت لإقالة حكومه الملقي، فلا تظن دولتك ان مشروع قانون ضريبة الدخل هو السبب الأوحد لذلك، بل كان هو القشة التي قسمت ظهر البعير.
فمن المفروض أن تعلم يا دولة الرئيس أنه ومنذ سنوات ونتيجة لأخطاء حكومات متعاقبه فقد الشعب الثقةَ بالحكومه – أية حكومه- وأصبح لا يُصدق وعودها، ولا يثق بكلامها مهما كان حتى لو كانت حقائق دامغه مثل أن الشمس تطلُع من الشرق!!! فسقطت حكومة الملقي وكُلفت أنت، ونتيجةً لما رسمت لدى الشعب من صورةٍ جميلةٍ لك أثناء عملك وزيراً للتربيه وإلغائك العديد من القرارات والإجراءات لسلفك والتي أسعدت الطلاب وذويهم، ونتيجة تفاعلك مع الشعب على وسائل التواصل الإجتماعي ظن الشعب أنك المُنقذ الاعظم، وأنك أنت من ستُصلح الامور، وكان حريٌ بك أن تنتبه لهذه النقطة جيداً، فالمرحله لا تحتاج لفريق اقتصادي عظيم على قدر ما تحتاج فريق يُعيد ثقة المواطن بالحكومه، لتسير الحكومة والشعب جنباً إلى جنب نحو الاصلاح الاقتصادي والخروج فعلاً من عُنق الزحاجه!!!
لقد جاءت تشكيلة حكومتك الموقرة مُخيبةٍ للآمال يا دكتور، فقد واربت عن توجيهات جلالة الملك بإن أعدت معظم الوزراء بحكومة الملقي التي انتقد جلالة الملك أدائهم، كما أن متوسط أعمار حكومتك اكبر من ما تحدث عنه جلالته، ناهيك عن تناسيك موضوع الرشاقة فكانت حكومتك مؤلفة من 28 وزيراً وقد توقعتُ انا كما توقع غيري أن لا تزيد عن 15-16 وزير وان يتم دمج وزارات وذلك لعدة اسباب من اهمها تخفيف الانفاق بكثرة عدد الوزراء.
أما شعبياً فلم تقرأ جيداً مطالب المواطن، ولم تُعِر أو تنتبه لموضوع إنعدام الثقة بالحكومة أي اهتمام وإلا لركزت على هذا الموضوع اكثر من تركيزك على الجانب الاقتصادي وسحب مشروع قانون ضريبة الدخل والذي ظننت انه بهذا الإجراء ستكسب وِد الشعب فيباركون مسيرتك ويدعون لك بطول البقاء، وهنا خانك ذكاءُك يا دكتور ولم ينصحُك مُستشاروك بما هو صواب.
فلو أنك قرأت خارطة الشعب جيداً، ولو أنك علمت ما ينقصهم لما إخترت 90% من فريقك الوزاري، واسمح لي أن أُعطيكأمثلةٍ على ما أقصده :
▪ فلو أنك أردت إعادة ثقة الشعب بالحكومه لما أعدت أياً من وزراء حكومة سلفك بصرف النظر عن ادائهم، ولما أعدت معظم من كانوا وزراء سابقين قبل حكومة الملقي من مبدأ أن المُجرب لا يُجرب ومن مبدأ ضخ روح جديدةٍ تبعث الأمل.
▪ولو أنك فهمت سخط الشعب بموضوع الفساد والمفسدين وتوريث المناصب والتنفيع للمعارف والاقارب والتي هي من الأسباب الرئيسية لانعدام الثقه لما أتيت بوزراء ممن عملت معهم بالبنك الأهلي بصرف النظر عن قدراتهم وما تعتقد انهم سيعطونه لك لمساعدتك لتنفيذ مهمتك، ولم تأتي بشخص يستلم الوزراة من عديله، ولما أعدت وزيرةٍ رُفع بحقها قضيةٍ بتهمة تحقير الشعب، ولا وزيرة سخط عليها الشعب لدعم وزارتها لمشروع ليلي وانت تعلم جيداً ما هو هذا المشروع، ولما إخترت وزيرةٍ أمضت جُل عُمرها خارج الاردن بصرف النظر عن إمكانياتها وقدراتها، فالشعب يطمح لأن يكون المسؤول ممن يعرفهم ويعرفونه ويعلم جيداً معاناتهم وأوجاعهم ويعي تماماً ما هي الأمور التي تخدمهم وتساعدهم للتغلب على صعوبات الحياة، فليس الأداء والمؤهلات فقط هي المقياس وحتى بهذه خانك اختيارك لوزير صناعة وتجارة يحمل دكتوراه بالقانون وكل خبرته أكاديميه!!
لقد خيبت الآمال يا دكتور، وقتلت الحُلم وأسأت الإختيار الذي لا أعلم على أي أُسس تم، ولم تفهم توجيهات جلالة الملك جيداً، ولم تقرأ مطالب الشعب بتمعُّن فظهرت بمظهر البعيد كل البُعد عنه وهو أقصد الشعب الذي توسم بك الخير وظنك أنك الاقرب إليه منذُ عقود خلت ولكن خاب ظنه، وتأكد لهُ بأن بعض الظن إثم!!
لا زالت الفرصة أمامك يا دولة الرئيس لإصلاح ما اقترفته يداك بحل من إثنين لا ثالث لهما: فإما أن تستأذن جلالة الملك بإجراء تعديل واسعٍ على حكومتك حتى قبل نيل الثقة، أو إستقِل ودع المجال لغيرك لعله ينجح بتلافي الأخطاء بتشكيلة حكومتك ويسير جنباً إلى جنب مع الشعب وبرعايةٍ وتوجيه من جلالة الملك لمستقبل مُشرقٍ بإذن الله.
حمى الله الاردن من كل سوء، وأطال الله عُمر جلالة الملك ووفقة لما به خير البلاد والعباد ويسر له البِطانة الصالحة التي تُعينه، وتحية إجلالٍ وإكبار للشعب الاردني العظيم الواعي المثقف المُتعلم الذي اعتز وافتخر انني منهم.
والله من وراء القصد