صراحة نيوز – بقلم عيسى غزاوي
رغم المتابعة الحثيثة من قبلي يكاد يخلو الفضاء الإعلامي الأردني من أي تصريحات يسارية وقومية بخصوص أزمة اللجوء الجديدة للسوريين من درعا باتجاه الحدود الأردنية هرباً من فتك آلة قتل المجرم بشّار الأسد والطائرات الروسية المحتلة، فما هو السبب؟!.
السبب باعتقادي يقع في بنية هذه القوى السياسية المتناقضة والتي ترفض المساس بسيادة سوريا بينما تقبل بالاحتلال الروسي عليها، وترفض الاستبداد وتعديل الدستور بالأردن وتقبل به في سوريا، وتؤمن على أساس بالديموقراطية وصناديق الاقتراع وتمارس عكسها في سوريا، وأخيراً تنادي بحقوق الإنسان ووقف الاعتقال السياسي وتمارس وتؤيد أبشع أنواع الإخفاء القسري والتعذيب في سوريا.
نحن أمام قوى سياسية لم تخاطب نفسها وجمهورها حتى بأيّ خطاب إنساني على الأقل لحفظ ماء الوجه، خطاب إنساني ليس له علاقة بالسياسة ولا يقدم تنازلات تذكر، خطاب يكون صوت ضمير متصالح مع نفسه ولا يعيش كوابيس التناقضات.
والسؤال هنا هل سعت هذه القوى عبر امتداداها النقابي إلى الوصول لرمادية التصريحات بهذا الخصوص والتستر وراء قرارات مجلس النقباء بإنشاء مستشفى ميداني على الحدود، واللعب من تحت الطاولة لتخريب حملة جمع التبرعات في مجمع النقابات عبر إصدار الأوامر بإغلاق أبواب النقابة في وجه المساعدات؟! والتلويح بالمحاسبة القانونية للمتطوعين النقابيين لأنهم غير رسميين؟!.
يتفاخر العالم باليسار الذي يدعم الفلسطينيين ويقف في وجه آلة القتل الصهيونية في أوروبا، ويفتخر باليسار البرازيلي الذي طرح صندوق النقد الدولي ورفض إملاءاته وبدأ في طريق مكافحة الفساد وبناء الدولة البرازيلية، فهل يسار اليوم مثل يسار الأمس؟!.
وأخيراً، أتساءل كم من الممكن أن يحصل اليسار على أصوات بالانتخابات النيابية في ظلّ تعارض واضح بين آراؤهم السياسية وبين الرأي العام الأردني؟!، وما هو السيناريو الذي ممكن أن يكون لو كان اليسار هم من يشكلون الحكومة الأردني؟! هل سيكونون ترامب جديد أو إسرائيل جديدة تسعى لبناء جدار على الحدود!.