صراحة نيوز – نظّم مهرجان جرش للثقافة والفنون اليوم السبت في المركز الثقافي الملكي ندوة “الكرامة .. شهادات ورؤى”، بالتعاون مع مديرية التوجيه المعنوي.
وقال الفريق المتقاعد فاضل علي فهيد في الندوة التي اعقبها افتتاح معرض فني للصور الفوتوغرافية عن معركة الكرامة، ان الكرامة جزء لا يتجزأ من الإنسان، وهي العزة والشموخ وعدم قبول الإهانة بأي شكل ومن أي جهة كانت، خاصة اننا نحتفل في هذه الأيام بالذكرى الخمسين لمعركة الكرامة التي اعقبت حرب حزيران 1967.
وعرض فهيد للحالة العسكرية والمعنوية للجيوش العربية ابان تلك الفترة التي استغلتها إسرائيل لتبدأ حملة إعلامية قامت اثرها القوات الإسرائيلية بعدوانها على الضفة الشرقية، حيث بدأ هجوم قوات العدو على أربعة محاور، وعلى جبهة عرضها يزيد على ثمانين كيلومتراً تمتد من جنوب البحر الميت في غور الصافي وحتى منطقة جسر داميا، مشيرا الى ان الكرامة غدت مفصلاً تاريخياً في سجل الحروب العربية الإسرائيلية، وهي المعركة التي تحطمت فيها أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأعادت الثقة إلى الإنسان العربي.
واوضح اللواء الركن المتقاعد شبيب أبو وندي في الندوة التي أدارها الدكتور عبدالباسط الزيود، سير المعركة واهم الإحداث التي تجلت فيها البطولة والفداء عند قوات المدفعية والقوات الأردنية المختلفة على حدود وقف إطلاق النار، مؤكدا أهمية الساعات الأولى من المعركة والتي استغرب فيها العدو وأرتاله المتقدمة سريعا إلى شرق الأردن قوة الصد والنيران التي سقطت عليهم ما جعلهم يصابون بالهلع وتتفرق تجمعاتهم.
وأشار أبو وندي الى أن إسرائيل كانت ترمي من وراء المعركة احتلال مرتفعات السلط والسيطرة على عمان ومحاولة لي ذراع المفاوض والسياسي الأردني من اجل الانصياع لما يتم من تسويات قادمة، إلا أن التصدي البطولي للجيش الأردني أسهم في تدمير هذا المخطط.
ورأى مدير التوجيه المعنوي الاسبق اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد، ان اسرائيل كانت تتطلع الى العدوان على بلدة الكرامة وتحطيم الروح المعنوية في صفوف الجيش وزعزعة الجبھة الداخلية في الأردن، وضرب الوضع الاقتصادي في وادي الأردن الذي يشكل المورد الزراعي الرئيس للمملكة ليبقى أرضاً بورا غير منتجة، فضلا عن احتلال المرتفعات الشرقية لغور الأردن باعتبارھا منطقة تعبوية مسيطرة، واحتلال المزيد من الأرض الأردنية والمساومة عليھا وفرض شروطھا السياسية على الأردن.
واعتبر اللواء الركن المتقاعد عبدالفتاح المعايطة ان هاجس اسرائيل من معركة الكرامة كان تحطيم القيادة السياسية الأردنية وكسر شوكتها وقوتها العسكرية وهز ثقتها بنفسها، مبينا ان القيادة الإسرائيلية كانت تعتقد أن الجيش الأردني سيكون مشتتا بعد الحرب التي خرج منها العام 1967، إلا أن إعادة التنظيم الفائقة للقوات الاردنية المسلحة عمل على إفشال مخططات العدو من خلال صمود الجيش الأردني، وبالتالي فشل الجيش الإسرائيلي في التمسك بأي شبر من الأراضي الأردنية وفشلها في إرغام الأردن على دخول أي تسوية سياسية أو زعزعة الروح المعنوية للشعب الأردني وجيشه.
واشتملت الندوة التي حضرها مدير مهرجان جرش محمد ابو سماقة، على عرض فيلم تسجيلي يوثق مجرى احداث معركة الكرامة.