صراحة نيوز – بقلم د عبد الكريم شطناوي
بوتين وترامب شخصيتان جدليتان، يحكمان اقوى دولتين في العالم وهما متناقضان،شكلا ومضمونا،ولكل منهما كاريزما خاصة للشخصية،تقربه أو تبعده عن العالم.
ونظرة متأنية في كل منهما تجد:
. أن بوتين يثير الإعجاب بما تشعر به من إتزان ووقار،هدوء وتأن،لغة عينيه لها سحرها في سياسته،ثقة وثبات، نظرة مستقبلية واضحة،تخطيط ودراسة،صنع قرار مدروس. نقل روسيا نقلة نوعية منذ تسلمه حكمها ،بعد يلتسين الماجن الذي لم يحسن السياسة،فاستحوذ على حب شعبه وتقديره،أعاد لبلده روسيا هيبتها وقوتها،وأعاد توازن العالم بدلا من تفرد أمريكا بالأحادية.
مخلص لوطنه،حافظ على منزلتها في العالم،وجعلها محط إعجاب وتقدير،معتز بتاريخه وماضيه ويفخر به،وقد ولد في ظروف صعبة من رحم ميت،إلا أن مشيئة الله تخرج الحي من الميت.
أما ترامب،فإنه يثير الإشمئزاز والقرف،مما نرى فيه من غطرسة وعجرفة،نرجسية وثرثرة،كثير الكلام تظهر رغبته في التعالي،إعجاب وتفاخر بنفسه،تاجر حروب وآلام، براغماتي نفعي حتى العظم،ميكافيلي النزعة، غايته تبرر واسطته، مغامر مقامر لا يقدر العواقب،مخادع مراوغ، انتهازي ومبتز.
نقل أمريكا نقلة نوعية،بإتباع اسلوب الإبتزاز بصراحة غير معهودة،كشف الغطاء والستر عن سياسة امريكا وعراها،مصالحه التجارية هي الموجه لسياسته،مغرور بقوة امريكا ومتعال، ينظر من عل اتجاه الدول الأخرى ويعاملها كرعايا تابعة لأمريكا.
وهناك نموذج آخر للقادة، مميز من الدول النامية:
إنه المهاتير(محاضر)محمد،الطبيب الإنسان،الهدوء والإتزان الثقة بالنفس السياسي المثابر،العزيمة والمضاء، الرؤية والرسالة،الإرادة وإتخاء القرار.
إنه شخصية متعددة المواهب،قائد متبصر،سياسي محنك،صاحب رؤية استشراقية،مخطط استراتيجي،ومع كل ذلك فإنه إنسان بسيط،ورئيس وزراء ماليزيا،وابرز قادتها في التاريخ المعاصر،وأكثر قادة الدول الإسلامية تميزا في العصر الحاضر،إنه أحد صناع المجد وكتاب التاريخ.
نقل ماليزيا نقلة نوعية،فبعد تخرجه من الجامعة وممارسته مهنة الطب، دخل معترك الحياة السياسية ،وتقلد مناصب قيادية عدة إلى أن تولى رئاسة الوزارة من سنة ١٩٨١ وبقي حتى سنة ٢٠٠٣ ،حظي بالحب والإحترام والتقدير في قيادة البلاد، وخاصة بالنسبة للنمو والتطوير الإقتصادي والصناعي، لقد حول ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة، فصارت نموذجا متقدما للدول النامية وبعد أن تبوأت بلاده منزلة مرموقة، اعتزل العمل السياسي،ومنح وسام القائد الأكبر ..
وعلى إثر التعثر الذي أصاب ماليزيا وانتشار الفساد،اشعل المهاتير في سنة ٢٠١٥ العديد من الإحتجاجات المتبعة في بلاده،وفي سنة ٢٠١٧ أعلن صراحة رفضه لسياسة الحكومة،ثم أعلن ترشيحه وفاز فوزا كبيرا،وها هو يقود حملة تطهير للفساد والفاسدين مخلصا مليارات الدولارات التي نهبوها، وسط رضاء عارم من شعب ماليزيا وإعجاب العالم من حوله.
هذه ثلاثة نماذج لقادة في العالم، اولاها،محببة مقبولة،،وثانيها،مكروهة ممجوجة،،،وثالثها،محبوبة ومحط إعجاب وتقدير..
ورب سائل يسأل: أين النموذج العربي،اعتذر لأنهم نماذج بعددهم، وهم صنفان عرب وأعراب،والكفة للأعراب…..