هل التقط الأشقاء رسالة دولة الفايز ؟

21 مايو 2019
هل التقط الأشقاء رسالة دولة الفايز ؟

صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان

أعادني حديث لدولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أمس الأول الإثنين على هامش رعايته اطلاق وثيقة العون (العهد والوفاء) التي جاءت بمبادرة من جمعية العون الثقافية الى مقالة نشرتها في مثل هذا اليوم من عام 2017 في اعقاب القمة العربية الاسلامية الأمريكية التي عقدت في العاصمة السعودية ” الرياض ” وكانت المقالة بعنوان .. حنكة ساستنا ومخرجات قمة الرياص

.

لأول مرة اسمع حديثا واضحا صريحا كان يجب ان يتبناه ساستنا منذ أمد بعيد لتنظيم علاقاتنا مع دول الجوار ودول الأقليم ودول العام اجمع والتي يجب ان تقوم على قاعدة تبادل المصالح اذ علينا ان لا نستهين بموقع ومكانة الأردن عربيا واقليميا ودوليا والذي هو بمثابة عامود الارتكاز الأمني في المنطقة كما اشرت في تلك المقالة وهذه قيمة لا تتميز بها اية دولة اخرى من دول الإقليم على الأقل .

مربط الفرس هنا يبدأ من حيث قال الفايز كما نقلت وكالة الانباء الاردنية ..بترا ” إن مواقف الاردن الصلبة والقوية والواضحة، تحتاج الى اسناد ودعم عربي، فمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، تمثل ضمير كل مواطن عربي حر شريف” .

وزاد الفايز موجها حديثه لمن هم بمثابة الاشقاء بأنه ” لم يعد مقبولا، ان يترك الاردن يواجه تحديات اقتصادية صعبة، بسبب ما يجري حولنا، وبسبب تحمله اعباء اللاجئين السوريين نيابة عن امتنا العربية والمجتمع الدولي”.

وليختم حديثه مشددا ومؤكدا أن “قدرتنا على التحمل كبيرة وقوية، لكن ان اهتزت، فإنها ستحرق كل من حولنا، فليدرك الجميع هذا قبل فوات الأوان”.

في تلك المقالة اشرت وعلى سبيل المثال الى أن الاردن يرتبط مع الشقيقة السعودية بحدود يبلغ طولها نحو 728 كم ويتحمل الاردن بصورة رئيسية حماية هذه الحدود وفي المقابل فان ما يقدمه الاشقاء لنا من دعم مالي لا يعادل نقطة في بحر الدعم الذي يقدمونه لدول عديدة لا ترتبط بأية مصالح معها ولا أقصد هنا ما تدفعه للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة ما دفعته منذ ان تولى ترامب رئاستها والذي قد يكون له مبرراته من وجهة نظر ساستهم.

قبل أيام دعت الشقيقة السعودية الى عقد قمتين في مكة المكرمة واحدة لدول الخليج والثانية عربية والمؤشرات الاعلامية ان هدفها مواجهة المد الشيعي وتحديدا ايران وهذا شأن خاص بالسعودية لكن الأهم اردنينا أي نحن واوضاعنا من اهتمام الدول الشقيقة ان كانت أحوالنا واستقرارنا يهمهم .

قلتها سابقا وقالها كثيرون الى متى سنبقى نقتات على الفتات والمنة والشفقة وقد تحملنا ما تجزع الجبال عن تحمله وأين هي حكمة ساستنا لاعادة ترتيب الأوراق التي تحكم علاقاتنا مع أية دولة كانت وهل بتنا نخشى أوضاعا اصعب من التي نعيشها الآن .

شكرا لدولة الاستاذ فيصل الفايز فقد قلت كلاما لا تشوبه أية شائبه وفي مصلحة لجميع دول المنطقة لكن الأهم هل وصلت الرسالة لنلمس خطوات عملية قبل ان تهتز لا قدر الله قدرتنا فتحرق الأخضر واليابس ؟ وهل نرى نهجا جديدا في سياستنا الخارجية يضع مصالحنا العليا في قمة الإهتمام ؟

الاخبار العاجلة