صراحة نيوز – تنطلق في البحر الميت يوم غد الاثنين، ولمدة أسبوع، أعمال مؤتمر القانون الكنسي الإقليمي بنسخته السنوية الثامنة، تحت عنوان: “نحو ثقافة قانونية كنسية: الزواج وأحكامه وأصول المحاكمات الكنسية”.
ويأتي هذا المؤتمر بتنظيم من المحكمة الكنسية للبطريركية اللاتينية – القدس، بالتعاون مع جامعة اللاتران البابويّة في روما، وتحت رعاية رئيس الاساقفة بيير باتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية.
ويشمل المؤتمر الثامن على سلسلة محاضرات متخصصة في دور أصول المحاكم الكنسية، والمحاكم الرسولية، والمهل القانونية والمحاكمة الغيابية، إضافة إلى ورشات عمل جماعية للتطبيقات التدريبية العملية، بمشاركة البروفيسور مانويل أروبا كونده من جامعة اللاتران البابوية في العاصمة الايطالية روما، يرافقه كل من البروفيسور كريستيان بيجوس والبروفيسور انطونيو ياكارينو، كما يشارك المطران حنا علوان والأباتي مارون نصر والأب ريمون جرجس الفرنسيسكاني وغيرهم من خبراء المنطقة العربية.
وفي التفاصيل، قال المنسق العام للمؤتمر السنوي الأب اميل سلايطة، رئيس المحكمة اللاتينية في القدس، إنَّ المؤتمر هذا العام يشكل قمة قانونيّة كنسيّة، من حيث اتّساع رقعة الدول المشاركة، وارتفاع عدد المشاركين إلى أكثر من مئتي شخص من رجال دين ومحامين ومهتمين بالشأن القانوني الكنسي الذي بات مهما جدا، كونه يتعلق بحياة العائلات والأفراد الذين قد يواجهون صعوبات قانونيّة في حياتهم اليومية.
وقال الأب سلايطة إنَّ أعمال المؤتمر ستنقسم إلى قسمين، الأول: ورشة عمل خاصة بالأساقفة وقضاة المحاكم الكنسية وكهنة الرعايا، والتي تستمر حتى مساء يوم الأربعاء 24 تموز، ويفتتحها المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا.
وتابع سلايطة: ومساء الأربعاء، سيتم افتتاح القسم الثاني من المؤتمر بحضور حشد من المحامين المزاولين والقضاة ومختصيّن في شؤون العائلة وفي المحاكم الكنسيّة، قادمين من مصر والعراق ولبنان وسوريا وفلسطين والجليل بمشاركة محليّة اردنيّة من كافة الفئات المذكورة.
ويتضمن الافتتاح كلمة ترحيبية من رئيس المحكمة الكنسية اللاتينية في عمان، ورئيس المؤتمر، الأب د. جهاد شويحات، وكلمة المؤتمر يلقيها المدبر الرسولي رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، وكلمة للسفير البابوي في الأردن والعراق المطران ألبيرتو أورتيغا مارتن، وكلمة المشرف العام للمحاكم الكنسية المارونية في بيروت المطران حنا علوان.
وتتضمن الورشة الاولى ثمان جلسات تناقش العديد من القضايا القانونية والراعوية المعاصرة فيما يخص الزواج الكنسيّ، من بينها: النضوج الإنساني المطلوب قانونًا للزواج، وكيفية تقديم الزواج من الناحية القانونية للخطّاب، ودور كاهن الرعية في الخلافات الزواجية، والتحقيق الراعوي ودور كاهن الرعية، والمرافقة الراعوية ما بعد الزواج، ومشروع حركة مقترحة للعائلات الشابة، وحلقة نقاشية حول دورات الخطاب وتقييمها وتقويمها.
ويتناول مؤتمر المحامين، ضمن جلساته التسعة مواضيع حول: طرح جديد لفهم القناعة الأدبية للقاضي، عناصر لائحة الدعوى واللائحة الجوابية، قرار تحديد موضوع الدعوى، التبليغات القانونية والمحاكمة الغيابية، المهل القانونية والمهل القضائية، انعدام الحرية الداخلية بداعي الخوف: الوقائع والبينات، نقص خطير في تمييز الحكم، المحاكم الرسولية واختصاصاتها وآليّة الرجوع إليها، وإجراءات المحاكمة النهائية وآليّات صياغة القرار.
وأشار إلى أنّ المؤتمر يتضمن كذلك ورشة عمل للمحامين حول أسس المسار المسمّى “الأقصر” للمحاكمة ولائحة الدعوى ومرفقاتها، واجتماع عام لقضاة المحاكم الكنسية الكاثوليكية في الشرق الأوسط، على أن يختتم المؤتمر بقداس احتفالي بالطقس الماروني صباح يوم الأحد المقبل.
وخلص الأب سلايطة إلى أنَّ المؤتمر القانوني لهذا العام يأتي بمصادفةٍ جميلة مع نية الصلاة لشهر تموز الحالي، والتي ترفعها الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، بدعوة من قداسة البابا فرنسيس، من أجل قضاة المحاكم الذين يعملون جاهدين بأمانة لإحلال العدالة ويؤثرون على حقوق وخير الأشخاص، داعيًا إياهم لكي يعملوا بنزاهة وبشكل مستقلّ بعيدًا عن المحسوبيات والضغوطات التي قد تشوب القرارات التي عليهم اتخاذها، وبالتالي كي لا تكون الكلمة الأخيرة للظلم الذي يسود العالم، بل لصوت الحق والعدل والضمير.
وعبر الأب اميل عن سعادته بانعقاد المؤتمر للمرة الخامسة في الاردن، شاكرا التسهيلات التي تقدمها وزارة الداخلية والجهات الأمنية، لاستضافة الأخوة العرب والأجانب المشاركين من مختلف الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة، في حضن المملكة الاردنيّة الهاشميّة المضياف.