فلسطين القضية .. والسُلطة غير الوطنية

29 يوليو 2019
فلسطين القضية .. والسُلطة غير الوطنية

صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه

فلسطين الحبيبة ، فلسطين المُحتلة ، فلسطين المُغتصَبة ، فلسطين قضية العرب الاولى والمركزية ، فلسطين الرمز ، لا تنتظري صيحة وامعتصماه ، فلا مُنقذ ، ولا مُجيب ، ولا مُدافع ، ولا مناضل ، ولا تضحية ، ولا فداء . أصبحتِ مكشوفة بلا غطاء ، في العراء ، ولا عزاء ، لم يبقَ لكِ ، ولا تَرْكُني ، الا الى شيئين ، ناصرين ، داعمين مُنقذين ، أولهما : الوعد الإلهي الرباني في آخر الزمان ، وثانيهما : أبناؤك الذين في الداخل ، الذين لم يغادروكِ، ولن يغدروا بك ِ، الذين إستسهلوا ، واستحسنوا ، وإستهووا الشهادة ، وما أكثر أعراس ، وأفراح ، وزغاريد الشهادة ، للشهداء ، المناضلين ، الابرار ، الذين تربوا على الإصرار ، وعقيدتهم الفعلية ، التطبيقية ، التنفيذية ، تتلخص بكلمتين ، عظيمتين ، جليلتين : النصر .. او .. الشهادة ، والنصر باْذن الله قريب ، لان قوافل الشهداء تترى ، وتروي دماؤهم الارض اكثر من المطر ، وقد كان النصر على وشك التحقق ، والتحرر كان قاب قوسين او ادنى ، وتحرير الارض كان على مرمى البصر ، لمن كان لديه البصيره ، لولا ان أعاقت أوسلو العمالة ، والخيانة ، والتصهين ، وحب قطف ثمار النضال ، الذي بدأ نضالاً ، وانحرف ليصبح تهاوناً ، وضياعاً للقضية ، على يد مجموعة ممن يفترض انهم من ابنائها البررة المناضلين ، ليتحولوا الى متسابقين على جني ثمار ما سموه نضالهم . قبل حوالي عقدين من الزمن ، التقيت بعدد من ابناء فلسطين الحقيقيين ، المناضلين في الداخل ، وأثناء الحوار فاجأني احدهم بقوله : القضية الفلسطينية كانت بخير ، وكنا ننظر الى ان التحرر والتحرير قادمين ، وان المسألة ، مسألة وقت فقط ، الى ان جائنا مناضلو فنادق الخمسة نجوم ، ويقصد السلطة الوطنية الفلسطينية ، وقال : ماذا تنتظر والسلطة الوطنية الفلسطينية تنسق أمنياً مع العدو الصهيوني !؟ وببساطة يُقصد بالتنسيق الأمني ، ان تَدُل السلطة العدو على المناضلين الفلسطينيين الذي يقاومون الاحتلال !؟

قبل أيام أعلن عباس إلغاء كل الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني ، ما شاء الله ، تبارك الله ، على هذه الجرأة ، وهذا الإنجاز ، الذي زلزل الكيان ، وأفشل كل المخططات ، واحبط كل المؤامرات التي تحاك ، ما هذه المهزلة !؟ أي اتفاقات تُلغي !؟ وقد كسب العدو ، الوقت ، وأعطته السلطة الفلسطينية ( غير الوطنية ) ربع قرن من الزمان ، ليتفنن في تنفيذ سياساته ، التي مُحركها الاول والأساس كسب الوقت ، وقد صادر الاراضي ، وأنشأ المستوطنات ، ووسع مستوطنات قائمة ، وهدم بيوت الفلسطينيين القائمة منذ عقود من الزمن ، حتى الواقعة في المناطق المتفق عليها في أوسلو انها خاضعة كلياً للسلطة ، لا يخفَ على أحد أنكم سهلتم الامور على الاحتلال ،ورفعتم عنهم كُلفة الاحتلال ،ووفرتم له عنصر كسب الوقت ، وحاولتم تدّجين بعض المناضلين الأحرار ، وللإنصاف ان هناك فائدة واحدة لهذا الإجراء ، تتمثل في إلغاء المساعدة في إلقاء القبض على المناضلين الأحرار ، والذي يسمى التنسيق الأمني ، زوراً وبهتاناً ، لان كلمة تنسيق تعني التعاون بين طرفين متكافئين ، اهتمام كُل ٍ منهما كسب إجراءات معينه من الطرف الاخر ، أتمنى ان اعرف ما الذي استفادته السلطة من التنسيق الأمني !؟

هل دلّتهم سلطات الاحتلال على المستوطنين المتطرفين لاعتقالهم !؟ اعتقد جازماً انه انحصر في الابلاغ والمساعدة في كشف وإلقاء القبض على المناضلين الفلسطينيين ، وما حصل مع الأسد البطل الشهيد المناضل الجسور ( ( عمر ابو ليلى ) ) ليس ببعيد حيث حضر العدو برفقة ثلاثة من اجهزة أمن السلطة ، هذا اذا لم يستمر التنسيق من خلف ستار ، وما اكثر ستائرهم التي تَحْجِبُ عَمالتهم .

الاخبار العاجلة