أبو حمور يشارك في ورشة عربية “دور مراكز الفكر في التنمية المستدامة”

1 سبتمبر 2019
أبو حمور يشارك في ورشة عربية “دور مراكز الفكر في التنمية المستدامة”

د. أبوحمور يدعو إلى هيئة تنسيق بين مراكز الفكر والبحث لتعزيز الرؤية وجهود الإصلاح والوعي بخطة التنمية المستدامة 2030

د. أبوحمور: ضرورة مراجعة الخطاب العربي والارتقاء بلغة الحوار وإصلاح المنظومة التعليمية واستثمار انتشار الإعلام الرقمي للنهوض بمجتمعاتنا

الدعوة إلى مشاركة الشباب والمرأة في بحث أولويات التنمية المستدامة من خلال البيئة الفكرية كحاضنة نموذجية للإبداع وتبادل الأفكار والحوار وصقل التجارب

 

القاهرة – صراحة نيوز – دعا د. محمد أبوحمور وزير المالية الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي إلى تشكيل هيئة تنسيقية بين مراكز ومؤسسات الفكر والبحث العربية تعمل على رصد ومتابعة الجهود وتبادل الخبرات لتعزيز الرؤية الفكرية الموحدة  وجهود الإصلاح والوعي بأهداف خطة التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة. وأشار في ورقته الرئيسية بورشة العمل المتخصصة “مراكز الفكر العربية والتنمية المستدامة” التي عقدتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة يومي 28 و29/8/2019، إلى المتغيرات على الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتنموية عموماً وما تفرضه من تحديات حالية ومستقبلية على الخطاب الفكري والثقافي.

كما دعا د. أبوحمور إلى المراجعة المستمرة للخطاب العربي إزاء التحولات الجديدة التي يشهدها العالم على مختلف الصعد، والعمل مؤسسياً على رؤية إصلاحية عربية في نطاق المسؤولية الأخلاقية تجاه القيم المجتمعية والتنمية الشاملة، مؤكداً دور جامعة الدول العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك في هذا المجال، والوعي المتقدم لقضايا العصر المتمثل في العديد من وثائقها ومشروعاتها للحفاظ على هوية الأمة ومرتكزاتها الإنسانية والحضارية.

وشدد د. أبوحمور على أن إصلاح المنظومة التعليمية هو من أهم روافع التنمية وبناء قيم المواطنة، وتعزيز الانتماء ضمن الهوية الجامعة، والتفاعل الواعي مع الثقافات العالمية، ومواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع في العالم.

 

ودعا د. أبوحمور إلى استثمار النمو في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي الجديد وقدرتها على التأثير في الرأي العام واتجاهاته لخدمة نهوض المجتمعات العربية والتنمية المستدامة، خاصة في مجال الأدوار الإيجابية من ناحية تعزيز المسؤولية والمبادرات المجتمعية والحث على تفعيل دور المؤسسات والشركات في المسؤولية الاجتماعية، وزيادة مستوى الوعي بالريادية، والمشاركة بين مختلف الفعاليات لتحسين نوعية الخدمات الصحية والتعليمية والتشغيلية، والقدرة على الاستفادة من التحولات الرقمية في القطاع الحكومي، فضلاً عن الارتقاء بلغة الحوار حول القضايا والسياسات العامة.

وأكد د. أبوحمور أهمية المنهجية العلمية والروح الإصلاحية في التعامل مع مستجدات الثورات التكنولوجية، وشروط دخول عصر المعرفة والقيم الجديدة المترتبة على مستويات التعليم والعمل والإدارة والاقتصاد، وكذلك المشاركة العامة للأفراد والجماعات. ودعا إلى دراسة تأثير ذلك على الثقافة والسلوك وأنماط العيش ومستقبل العلاقات داخل المجتمعات والعلاقة بين الفرد والدولة في إطار المواطنة الفاعلة، والحق في الاتصال وحرية التعبير، والضوابط القانونية .

كما شارك في ورشة “مراكز الفكر العربية والتنمية المستدامة” نائب الأمين العام للشؤون الثقافية في منتدى الفكر العربي الباحث كايد هاشم بتقديم ورقة حول دور مؤسسات ومراكز الفكر في دراسة القضايا المتعلقة بمشاركة الشباب والمرأة، مع نماذج من تجربة المنتدى في هذا المجال. وقال: إن النخب العربية تُظهر اهتماماً متزايداً بهذه المشاركة والوعي المستقبلي بتحدياتها عند بحث أولويات التنمية المستدامة، كون هذه القضايا هي من صلب القضايا المطلبية في المجتمعات العربية، ولا سيما في مجالات جودة التعليم، وتوفر فرص العمل، ومتطلبات التنمية البشرية، وتحسين مستويات الحياة المعيشية والبيئية، والمعرفة التكنولوجية والمهارات، وحفز الإبداع والابتكار.

وأشار الباحث هاشم إلى أن الكلفة البشرية للعنف والإرهاب والاضطرابات يتحمّل معظمها الشباب والنساء والأطفال نظراً لارتفاع نسبتهم في المجتمعات العربية، مما يؤدي إلى خسارة فادحة في الأرواح والإصابات، عدا ظواهر الحرمان من التعليم والرعاية الصحية والغذاء والمياه، وفقدان الملاذ الآمن والتشرد والتهجير والفاقة، الأمر الذي يشكل ثمناً باهظاً من معين رأسمال التنمية المستدامة والطاقات السكانية التي يمكن أن تسهم بدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية خلال العقود القادمة.

وأوضحت الورقة أهمية دور مراكز الفكر والبحث العلمي في بلورة الرؤى ودراسة الآليات والهياكل النابعة من الواقع العربي لعلاج المشكلات والتحديات القائمة، مع الاستفادة ما أمكن من التجارب الناجحة خارج المنطقة في هذه المجالات، وأهمية مشاركة الشباب والمرأة في إعداد الاستراتيجيات والخطط التنموية المستقبلية ودراسة قضاياها، كون البيئة الفكرية حاضنة نموذجية للإبداع وتبادل الأفكار والخبرات والحوار وصقل التجارب.  

الاخبار العاجلة