صصراحة نيوز – كتب قاسم الحجايا
في الحديث عن معالي يوسف العيسوي كلام كثير يقال عن هذا الرجل الذي أمضى جلّ عمره في خدمة الوطن وقائد البلاد في كلّ الأوقات والظروف ، وفي كلّ المواقع التي تواجد فيها على مدى ما يقارب الستين عاما ، وهي فترة زمنية توحي لنا ولهذا الرجل الكثير الكثير .
ورغم الشيب الذي غزا رأسه وسنوات عمره التي تجاوزت السبعة عقود ، إلّا أنّه ما زال يضخّ شبابا وعنفوانا وجهدا دؤوبا وعملا يؤتي ثماره ، فبات جميع الأردنيين يعرفون أبا حسن ، هذا الممزوج بالإنسانية والطيبة والبساطة الذي أصبح أبا وشقيقا لأبناء الوطن وبناته ، وهو الذي فتح أبواب ديوان الأردنيين العامر على مصراعيه دون حواجز أو عقبات أو بروتوكولات مزعجة .
قمة سعادة هذا الرجل حين تراه يفخر بالإنجازات ، ويتابع مكارم سيّد البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، فبات معالي يوسف العيسوي مقصدا للجميع ، مستمعا إلى مطالبهم ، وقضاياهم ، يحاول ماوسعه الجهد العمل على الوصول إلى حلول لها ، وهو القادر على تلبية إحتياجاتهم في ظلّ ظروف نعرف جميعا صعوبتها وقسوتها .
ومنذ أن تولّى المسؤولية الأولى في الديوان الملكي الهاشمي وهو يؤدي الرسالة على أكمل وجه ، منطلقا من توجيهات قائد الوطن بفتح أبواب الديوان أمام كلّ الأردنيين على اختلاف مشاربهم ومنابتهم ، وها هو لا يمضي يوم دون استقبال لوفود أمّت الديوان من كافة أنحاء الوطن ، يستقبلهم برحابة صدر وبشاشة وجه وكأنهم في بيوتهم ، وهذا هو بيتهم الأكبر الذي يجمعهم على حب الأردن وشعبه الطيب .
لم يأت يوسف العيسوي إلى هذا الموقع عبثا ، فهو الأكثر دراية وخبرة بديوان الملك أو قل ديوان الشعب الأردني ، فهو ومن خلال هذه السنوات الطويلة أصبح الأكثر معرفة وخبرة بما يدور في أذهان الأردنيين وما يؤرّق مضاجعهم ، فبات الديوان مقصدهم ، وأصبح أبو حسن شقيقهم الأكبر الذي يلجؤون إليه .
ليس من اولئك الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ، فهو الموظف البسيط المتواضع الذي أخذ على عاتقه حمل الرسالة منذ نعومة أظافره وصولا إلى موقعه الذي نعتز جميعا بوجوده فيه ، إنّه الرجل الذي يستحق مكانة ليس في هذا المنصب فحسب ، بل في قلوب كلّ الأردنيين الذين ينظرون باحترام بالغ لهذا الرجل العصامي .
نأمل أن يكون معالي يوسف العيسوي قد وضع مدماكا صلبا في معنى المسؤولية ، ومعنى أن تكون مسؤولا قريبا من الشعب ونبضه وهمومه ، وهو بالفعل كذلك ، إنّه قدوة للمسؤول الذي يعرف واجباته ولا يتوانى عن تأدية مهامه بكلّ همّة وأمانة وصدق وإخلاص .