صراحة نيوز – بقلم عبد الفتاح طوقان
يبدو ان عملية انسداد البواسير الاقتصادية ليس لها علاج في مشافي الاردن التي تعرضت بسبب قرارات رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي و طاقمه التابع من وزراء شكليين الي انتفاخ مكتور مؤلم في الساحة السياسية، تكونت نتيجة بطانة من الغشاء الوزراي الضعيف و المجلس النيابي الاضعف الملتحم مع قرارات الرفع ، ونتج عن هذا الانتفاخ بسبب تمدد الاسعار و ارتفاعها المصاحب لموافقة تمت في خمس ساعات للرفع جعلت الأوعية الدموية لوريد الشعب ان تنتفض مطالبه باسقاط حكومة ارتفاع ضغط الدم و مجلس النواب معا.
وكان الشارع الاردني يتحدث خلال ٢٤ ساعه الماضية ، ان رئيس الحكومة الاردنية الدكتور هاني الملقي هرب او نصح بالهروب الطبي الي امريكا بحجة “الجراحة” لتفادي حالة الغليان الشعبي و التي قد تتفجر فجأة، مسببة نزيفاً دموياً شديداً وتجلط الدم في النظام السياسي و الاقتصادي الفاشل لحكومته. هذا الهروب الذي يسمح بفترة للاجهزة ان تتعامل مع الساحة و تخفف من الاحتقان تحت مسمي “ الحجر الصحي السياسي”.
اقتراح فاشل ان يهرب الملقي عن الساحة ، او ربما نصح بالهروب المؤقت تاركا الخراج الاقتصادي دون علاج ودون تخلص من نتائج صديد رفع الاسعار، فتحول الوضع لموافقة النواب علي رفع الاسعار الي “ ناصور اقتصادي “ أفرز اعتصامات و مظاهرات بشكل متكرر في كل محافظات المملكة. و بات السوآل علي مدار الساعة هل سيقيل الملك الحكومة ام ستستقيل ؟ هل يحق للحكومة او تجرؤ او تقدر ان تستقيل بقرار من نفسها؟ و هل و هل و هل ، ثم من هو رجل المرحلة القادمة ؟
هرب الملقي ان حدث و ان كان تحت مسميات مختلفة، كما يعتقد الشارع الاردني و يتداوله، محدثا انسدادا في الحياة الاردنية و فراغا مع العلم ان اولويات الفهم السياسي لدي المسؤول هو المواجهة و التصدي لكل مشاكل الدولة. لكن تلك المفاهيم غائبة عن الحكومة بمجملها و ادت ان يعود الي الواجهة و في نفس المكان نفس اعراض الدورة التظاهرية التي حدثت في هبة نيسان في مدينة معان.
و للاسف موقف الحكومة المتخاذل في ايجاد البديل وعوضا عن ايجاد حلول و بدائل لمعالجة الاوضاع الحالية و استخدام أساليب مختلفة لعلاج مشكلة البواسير الاقتصادية و استئصال سرطانات الاسعار التي هددت الشعب و تهدد مستقبله ، تنغلق علي انفسها ويغادر رئيس الحكومة علي ذمة بعض الرواه و المحللين السياسيين “هروبا” متفق عليه، و يعتقد البعض الاخر انها حجة طبية مفضوحة، غير متفق عليها ، لتخدير نصف الشعب و تآجيل التصويت علي اسقاط حكومة رفع الاسعار عشرة ايام لحين عودته سليما معافى .
حمى الله …..رئيس الحكومة.
قبل ان ينفي “الملقي “ قصه السفر للعلاج و التي طرحتها الصحافة المحلية و كانت شبه مؤكدة للتغطيه علي السفر، كان يتساءل الشارع عن مستشفيات الدولة الاردنية؟ بقطاعيها الحكومي و الخاص. اين التطور و التقدم والمستتشفيات التي يتغني بها الاردن والتي اثبتت خلال سنوات مضت نجاحا منقطع النظير في علاج ابنآء منطقة الشرق الاوسط؟
هل اختفت فجأة و تلاشت ؟ و لم يعد لديها اي امكانية في علاج رئيس الحكومة ؟
اين هو الطاقم الطبي الجراحي و التمريض المتطور الذي عجز او يعجز عن علاج الرئيس فاضطر للمغادرة بين ليلة و ضحاها؟.
اذا كان ذلك صحيحا، و هو مالا اعتقد ، بمعني عدم وجود جراحات متخصصة لحالة تشابه حالة الرئيس فهذا كان يشير الي انه هناك قضية طبية كبيرة بحاجة الي اعادة نظر في كل انظمة المستشفيات. و اما اذا كان صحيحا ان رئيس الحكومة مريض و يحتاج الي عملية لا يمكن اجراؤها في الاردن فأن ذلك يدعو الي ان يستقيل لان وضعه الصحي لا يسمح له بمزاولة الاعمال. لذلك خرج الي العلن و تم التراجع عن الفكرة ؛ كما يتحدث الشارع، و صرح انه و الحمد لله بصحة جيدة..
في الحالتين هي معادلة بين ما يمكن ان يصير وما يحدث للبواسير تحتاج الي تفسير.
و قبل ان يعلن الرئيس انها اجازة خاصة كانت ان تناولت الصحف سفره للعلاج ، ثم انكر ذلك العلاج و صرح انها اجازة . في تلك الفترة كان يتساءل المواطن العادي عن الاجراءآت المتبعة للعلاج في الخارج ، هل استكملها رئيس الحكومة ؟ و هل هناك اي شيء مما يثبت ذلك من ضرورة الجراحة في الخارج بتقرير طبي موثق؟ ، و هل الحاجة مستعجلة الي هذا الحد ؟ و في هذا التوقيت بالذات.
وايضا هل هنالك طبيب و لجان متخصصة من إحدى المنشآت الصحية الحكومية او الخاصة بالدولة الاردنية اجرت مداولات طبية علنية او سرية، ادت الي ضرورة سفر الرئيس الفوري لعدم توافر العلاج الجراحي في الاردن ؟ .هل فعلا لا يوجد علاج في داخل الدولة الاردنية ؟. من هو صاحب قرار احالة رئيس الحكومة للعلاج في الخارج ؟ و علي نفقة من ؟ ، ما هي التجيهزات و التآشيرات و كيف تمت و الوقت المستغرق الذي استنفذه الرئيس؟ .
اعتقد ان كل تلك الاسئلة كانت ستوجه في مجلس النواب و ستقدم الي من سيكلف بدور رئيس الحكومة لحين عودته و ستتم المطالبة بالتقارير الطبية مما سيضع رئيس الحكومة في مسائلة..
ثم اليس الدكتور هاني الملقي هو كبير موظفي الدولة و الذي من المفترض ان تنطبق عليه شروط لعلاج في الخارج قبل السفر و المغادرة؟ حتي و ان كان السفر علي نفقته الخاصة في الظروف التي تمر بها البلاد من درجة حرارة غليان الجسم الشعبي ; ورجفة واحمرار مجلس النواب كان الاجدر الا يغادر حتي في اجازة خاصة تحت هذا الظرف..
وايضا الا يآخذ اجازة مهما كانت الحجج، بل عليه ان يواجه الموقف برجولة دون مضاعفة الاعراض و النزف السياسي و ليقي البلاد من خطورة لا تحمد عقباها علي ان يبقي الوضع مستقيما.
حتي لا ينخدع الشعب بالاجازة المستعجلة التي صنفها البعض “هروبا” من مقصلة الشعب ، و حتي يتم فهم مواقف رئيس الحكومة الظرفية الآنية، وبين مواقفه المبدئية الأصيلة ، لا بد ان يفرح الشعب ، الذي ادمن “ كدب الحكومات “ ، بعودة رئيس الحكومة سالما معاف من امريكا بعد اجازته الخاصة و التي تسرب منها عملية استئصال ورم من احد اللوزتين في مستشفي في نيويورك يوم الأربعاء ( لوزة والأردن لديه مركز سرطان الحسين !!) ، و ان يتحدث عن تلك الاجازة المرضية الخاصة بشفافية والا فأن قضية البواسير الاقتصادية قد لا تنتهي حتي و ان ساقت الحكومة و جاءت للشعب بألف حجة ودليل.
الاردن في مواجهة العديد من المخاطر و حتي ينتهي الحفل الحكومي المنصوب حاليا لا أحد يستطيع أن يجزم الي متي سيعيش الشعب مع المسلسل التركي المترجم “عودة الهارب ، ومتى موعد نهاية المسلسل و مصير ابطاله؟ “ .
aftoukan@hotmail.com