عندما يتحدَّثُ جلالة الملك فعلى الجميع الإصغاء, لماذا؟

2 أبريل 2020
عندما يتحدَّثُ جلالة الملك فعلى الجميع الإصغاء, لماذا؟

صراحة نيوز- بقلم الدكتور القاضي: عمار الحنيفات

إنّ جلالة الملك بصفتهِ قائداً وملهماً وحكيماً, فهو يرتكزُ في قيادتهِ وفكرهِ على مبادئ. فالفهم (بمعناه الواسع) و (فهم الواقع ) هو المفتاح الذي يمنح جلالتهِ القُدرة على التوصل بنفسه لحلولٍ وإجابات عن جميع الأسئلةِ وغيرها من علامات الاستفهام التي تجولُ بخاطرِ أيّ واحدٍ منّا . فهو يؤمنُ بأنّه بدون الفهم سنكون مُضطرين لأسلوب التخمين والاعتماد على خبراتٍ ومهاراتٍ سابقة.

نلمسُ بالواقع بأنّ جلالته يعيش المشهد بأكملهِ, ويعرفُ الأشخاص عديمي الفعالية بالمجتمع أولئك من: ” الذين يعملون دون غاياتٍ واضحة, أو من يفكرون بأسلوب أنا أكسب وأنت تخسر”.

لماذا علينا الإصغاء؟ لأنني أستطيع أن أجزم بحُكم خبرتي, بأنّ الناس تُفطر على الثقة بمن يتمتعون بشخصيةٍ مبنيةٍ على المبادئ القويمة, وجميعنا مررنا بشواهدٍ تدلُّ على ذلك على مدى خبراتنا بالعلاقات طويلة الأمد. لذا علينا الإصغاء لقائدٍ بمثل هذه الصفات.

لماذا علينا… ؟ بجميع ما نشاهدهُ نلمسُ بأنّ جلالة الملك والنظام لدينا يرتكزُ على مبادئٍ وأبعادٍ أربعةٍ رئيسة هي : “1. التوجيه, 2.الأمان , 3.القوة, 4.الحكمة”.

ونرى بأنّ الحكمة التي يتمتع بها جلالة الملك حيث تحتضنُ هذه الحكمة بداخلها الحصافة والبصيرة والفهم الكامل للأمور, وإنني أرى بانّ الأبعاد الأربعة أعلاه هي عواملٌ متكاملة يُكمل بعضها الآخر, حيث يؤدي الأمان والتوجيه المُترسّخ على أسسٍ قوية إلى الحكمةِ الصحيحة, في حين تُصبح الحكمة هي الشرارة أو العامل المُحفز للقوة التي يُطلقها ويوجهها, وعندما تتوافق تلك العناصر الأربعة فيما بينها تخلقُ قوةً عظيمةً لشخصيةٍ نبيلةٍ متزنةٍ ولفردٍ تتكاملُ صفاته على نحوٍ بديع.

لماذا علينا …؟ لأنّ إحدى خصائص ومُميزات القادة الحقيقيين ( ومنهم جلالة الملك) هي تواضعهم, وقدرتهم الواضحة عن التخلي عن أدواتهم القديمة في القيادة, إذا ما ظهرت أمامهم أدوات جديدة أكثر فعالية. فجلالة الملك قائدٌ يرتكزُ على مبادئ, لهُ خصائصٌ ينفردُ بها عن غيره ومن هذه الخصائص:

1.إجادةُ فن الإصغاء للآخرين,

2.مُفعمٌ بالطاقة البناءة ويتميز بالتفاؤل والإيجابية,

3.الإيمان بجوهر الآخرين (التسامح مع الآخرين, التغاضي عن الإساءة),

4. يُفكر في الأمور حسب أولوياتها (الأهم ثم المهم), 5. لا يُطيل التفكير في الأمس, ولا يترك نفسه لأحلام اليقظة بالمستقبل, فهو يعيشُ حاضره بوعيٍ كامل, ويُخطط للمستقبل بحرصٍ بالغ, مع الإحساسُ بالأمل والتطلع إلى تحقيق الغاية ( فلسانُ حال جلالته يقول: لقد حدّدتُ المُستقبل في ذهني, وأستطيعُ أن أتبينهُ جيداً, كما أنني أستطيعُ أنْ أتخيل صورته التي سينتهي إليها).

لماذا علينا…؟ لأنّ الهاشميين على الدوام يتمتعون بمكارم الأخلاق, وهُناك ثلاث ملامح أخلاقية تُعتبر عناصر أساسية لتحقيق العظمة الأساسية أو التمتُّع بمكارم الأخلاق وهي :-

1.النزاهة: وهي القيمة التي نغرسها في نفوسنا.

2.النضج: وهو ما عرَّفه أستاذ جامعة هارفارد ” هراند ساكسنيان ” بالنضج الشعوري أي – التوازن بين الشجاعة والتروي- , فجلالة الملك يؤمن بالرسالة الإساسية للإدارة الناضجة وهي ” السعي” أي رفع مستوى معيشة جميع أفراد المجتمع.

3. عقلية الوفرة: وهي الاعتقاد بوجود الكثير الذي يكفي الجميع, أو هي الاعتراف بوفرة الإمكانات.

الحمدُ لله على هذه القيادة الحكيمة, فعلى مدار التاريخ, استخدم القادة والزُعماء, نماذجَ عديدة لسياسة شعوبهم, أسلوب “العصا والجزرة” التقليدي – أو ” الترغيب والترهيب” – ,الأسلوب البدائي الذي يعتمد على مبدأ الثواب والعقاب , إلّا أنّ جلالته لا يؤمن بذلك وسياسته تقوم على الأساليب الإنسانية الأكثر تطوراً بما يتواءم مع تطور العلاقات الإنسانية, حيثُ الأساليب المبنية على الاستراتيجيات.

إنني أرى بأنّ لسانُ حالِ جلالة الملك في هذه المرحلة يقول: ” إنّ التحدي الذي يواجهنا, هو كيف نُصبحُ منارةً يهتدي بها الآخرون, لا أن نُنصّب أنفسنا قُضاةً يُصدرون على الآخرين أحكاماً, فالتحدّي هو أنْ نُصبح قدوةً يحتذي بها الآخرون , لا أن نكون نُقاداً لهُم”.

الاخبار العاجلة