صراحة نيوز – قالت اللجنة الملكية لشؤون القدس إن ذكرى النكبة الفلسطينية تعيد للذاكرة الإنسانية حالة وحشية قامت بها الصهيونية، في وقت لم تتوقف فيه جرائم الاحتلال القائمة على سياسة القتل والتهجير وفرض القوانين العنصرية، عدا عن الحفر والتنقيب تحت المسجد الأقصى، والعديد من الممارسات البربرية والوحشية التي تنافض القيم الإنسانية.
وفيما يلي نص بيان أصدرته اللجنة، وحمل توقع أمينها العام الدكتور عبدالله كنعان، بمناسبة الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية:-
ان إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية ليس فقط حدثاً تاريخياً مؤلماً تستذكره أمتنا العربية والاسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم، بل هو قصة شعب وأرض خالدة وقعت فريسة لمخططات الحركة الصهيونية العالمية التي انجبها مؤتمر بازل عام 1897م، ونفذ أجندته ( مؤتمر لندن الاستعماري) أو ما يعرف بوثيقة (كامبل بنرمان) عام 1907م، والذي نادى بضرورة انشاء ” كيان عدو لشعوب المنطقة العربية وفي الوقت نفسه صديقا للدول الاستعمارية ومصالحها، ليفصل ويفرق فيه بين العرب في اسيا وافريقيا ويشكل لها قاعدة استعمارية متقدمة تمنع وحدة الأمة”، وقد تحقق هذا المخطط الخبيث بوعد بلفور المشؤوم عام 1917م، وبدور واضح من الانتداب البريطاني الذي مهد للإحتلال والاستعمار واقامة الكيان اليهودي المطلوب بسياسة الانتداب وتسهيل عملية الهجرة اليهودية، حيث تدفق الى أرض فلسطين حوالي(500) ألف يهودي صهيوني من قوميات مختلفة حتى عام 1948م، ثم احتلال العصابات الصهيونية أجزاء من أرض فلسطين العربية عام 1948م وإعلان دولة اسرائيل ( القوة القائمة بالاحتلال) عليها، والتي مارست تطهيراً عرقياً لشعب كامل صاحب حق وهوية راسخة في أرضه، ليحل مكانه أفراد وجماعات صهيونية من شتى بقاع العالم.
ان النكبة الفلسطينية تُعيد للذاكرة الإنسانية حالة وحشية قامت بها الصهيونية، حيث عمدت عام ١٩٤٨م الى تشريد أكثر من (800) ألف فلسطيني من أصل مليون و(400) ألف من أرضهم فلسطين التاريخية ليصبحوا لاجئين ( زاد عددهم اليوم على عدة ملايين)، وتدمير العصابات الصهيونية لحوالي (531) مدينة وقرية من أصل (771) تمّ احتلالها، وتنفيذ أكثر من (70) مجزرة ذهب ضحيتها الاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، وزيادة على ذلك فإن إسرائيل ( القوة القائمة بالاحتلال) لم تتوقف عند هذه الجرائم والمجازر فهي اليوم تستمر في مخططات التهويد القائمة على سياسة القتل والتهجير وفرض القوانين العنصرية ومصادرة وضم الأراضي وهدم الممتلكات والحفر والتنقيب تحت المسجد الأقصى المبارك ( بمساحته الكلية 144 دونماً)، وبناء المستعمرات واعتقال الشيوخ والنساء والأطفال حيث يقدر عدد أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتّى آذار عام 2020م أكثر من (5000) أسيراً، من بينهم النساء والأطفال، إلى جانب المعتقلين الإداريين وعددهم بالمئات يُسجنون دون محاكمة، الى جانب احكام بالسجن المؤبد يزيد الحكم الواحد منها عن الخمسين عام وعددهم يزيد على (540) أسيراً، وعدد أسرى مدينة القدس وحدها يزيد على (300) أسيراً، وغيرها من الممارسات الاسرائيلية البربرية الوحشية التي تتناقض مع القيم الانسانية والحقوق البشرية، ليعيش أهلنا في فلسطين والقدس اليوم في معاناة شديدة بسبب كورونا الاحتلال الاسرائيلي وكورونا الوباء والمرض.
إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مع أمتنا وشعبنا الفلسطيني هذه الذكرى الأليمة، لتدرك أن نكبات الأمة وجراحها ما تزال نازفة لأن حلم الصهيونية وهدفها الأبدي، هو السيطرة على ثروات الأمة وأرضها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وبحدود تتجاوز فلسطين وبلاد الشام لتهدد كل شبر من المحيط الى الخليج، لذا فإن من يعتقد غير هذه الاستراتيجية الصهيونية الخطيرة فهو يجهل أهداف الحركة الصهيونية التي تعتمد على الاساطير الدينية وتزوير التاريخ وتريد لأمتنا وشعوبها وثرواتها أن تكون مستعمرة كبيرة تسيطر عليها، لتصبح إسرائيل قوة عظمى من خلال امتلاكها مفاتيح الاقتصاد والثروات والسياسة في المنطقة، فالقضية الفلسطينية قضية كل عربي ومسلم بإعتبارها تشكل بعداً وطنياً وقومياً لنا جميعاً، فحالة الانقسام والتفكك التي تعيشها أمتنا هي العامل المساعد والأرضية المركزية التي ترتكز عليها اسرائيل في تنفيذ مخططاتها التهويدية، خاصة في العقد الأخير الذي شهد قرارات واجراءات أحادية الجانب، فاقدة للشرعية يدعمها حلفاء اسرائيل وبموجب ضغط مباشر من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ( إيباك)، مخالفة بها المعاهدات والاتفاقيات الدولية وبالرغم من الرفض الدولي لها جميعها.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تدعو كافة ابناء الامة العربية والاسلامية واحرار العالم والدول الساعية للسلام ان تقف داعمة للاردن بقيادته الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس كما تدعو الأمة العربية والاسلامية إلى وحدة الصف والكلمة، وتفعيل دور المنظمات العربية والاسلامية و تنشيط دبلوماسيتها في ميادين السياسة الدولية، وتكثيف دعمها للأهل في فلسطين وجوهرتها القدس لتعزيز صمودهم ورباطهم على ارضهم، وكما يعلم الجميع فان الأردن خط الدفاع الأول عن فلسطين ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وعن الأمة العربية والاسلامية وضرورة دعمه يعزز صمود أمتنا في وجه المخططات الصهيونية التي تستهدفنا جميعا، فقوة الأردن ترسخ قوة فلسطين وأمتنا ، كما أن على العالم ومنظماته الشرعية الزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية بما فيها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس حالها حال كل ابناء أمتنا تؤمن بالحق العربي والإسلامي المتجذر في فلسطين والقدس، ونقول للأهل في فلسطين والقدس رغم النكبات ستبقى فلسطين والقدس ومساجدها وكنائسها وأهلها في قلوبنا وعقولنا، وستشرق عليها شمس الحرية وسيرحل عنها المستعمر المحتل عاجلا أم آجلاً، فالأصل أنتم يا اهلنا في فلسطين فالأرض أرض فلسطينية عربية واسلامية والهواء هوائكم والحق حقكم منذ الأزل وإلى الأبد، وسيبقى الأردن بقيادته الهاشمية الرائدة مدافعاً ومناصراً ومسانداً لاخواننا الصامدين الصابرين في فلسطين والقدس مهما بلغت التضحيات وكان الثمن.