صراحة نيوز – بقلم الصحفي : عمر الصمادي
عكس النشاط الملكي المكثف الذي شهدته منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في الآونة ألأخيرة أهمية العقبة، كمشروع وطني تنموي بالدرجة الاولى وكمنطقة اقتصادية ذات قوانين خاصة، اضافة الى تأكيد مكانتها من خلال البعد الدولي والإقليمي.
الزيارات الملكية التي وعد بها سيدنا واللقاءات التي ارادها كل شهر مرة او مرتين يبدوا ان جائحة كورنا ابطأتها ولكن عزيمة سيدنا بمشيئة الله اقوى وإرادته اعتى ويبدوا انه مصر على استخراج افضل ما في هذه المدينة من ثروات وإمكانات وقدرات وهي التي وصفها جلالته قبل اشهر في زيارته المشهورة بأنها ( كنز الاردن ).
وها هو اليوم ورغم انشغالاته والضغوطات التي يتعرض لها والوطن يواجه حربا ضروس من فيروس لعين يحتاج من جلالته الى كل دقيقة لكي يتابع شؤون شعبه الا انه وجد وقتا مخصصا وغير مستقطع ليتابع مشروع العقبة الخاصة الذي بات في امس الحاجة لهذه الرعاية الملكية السامية والاهتمام الذي يوليه ايضا سمو ولي العهد الامين الامير الحسين ابن عبدالله.
يؤكد جلالته اليوم وخلال زيارته الكريمة الى المحمية البحرية على ضرورة الإفادة من حجم القدرات الكامنة فيها، حيث أطلق جلالته دعوة صريحة وحازمة، اتجاه مزيد من العمل الجاد، من اجل وضع العقبة في دائرة الضوء العالمي، كإحدى أهم المدن الريادية في الاقليم موجها الى أهمية الإسراع في إنشاء المحمية البحرية بالعقبة لترشيحها إلى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وفي متنزه العقبة البحري التابع لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وجه جلالته القائمين على العقبة الخاصة إلى ضرورة تعزيز السياحة الداخلية للعقبة والاستعداد لاستقبال السياح من المدينة نفسها ومن مختلف المحافظات حسبما تسمح به الاجراءات التي يتم تطبيقها لمواجهة فيروس كورونا مشددا جلالته على تطبيق القانون لحماية البيئة البحرية من التلوث.
اذن كانت “العقبة الخاصة” وما زالت الحاضر المميز في فكر القائد الذي حملها معه في حله وترحاله في جميع المحافل الاقتصادية والجولات الخارجية التي قام بها في سياق الجهد الذي يبذله للترويج لبيئة الاستثمار في الأردن تحقيقا لرؤيته الناضجة والبعيدة المدى لمستقبل المدينة الواعد.
إن ما حققته العقبة من نجاح لا ينكره أحد فهناك تقدم على مسارات بمستويات متفاوتة ولا شك ان سلطتها تبذل ما في وسعها لتخفيف الاثار السلبية لجائحة كورونا التي ارهقت العالم ، ولكن الواقع يستدعي مزيد من العمل والتخطيط الاستراتيجي الشامل، وإطلاق العنان بقوة، لإعداد برامج ترويج سياحي واستثماري يختلف عن الاسلوب الماضي الذي نسفته كورونا من جذوره .
ولا شك ان الفرصة مواتية الان وليس غدا امام ادارة السلطة لإعداد خطة مدروسة باستشارة اصحاب العلاقة في كل مجال لتكون جاهزة للتنفيذ فور رفع الحظر وفتح الحدود بين الدول وان يكون مرصود لها مبالغ ذات اثر عملي وليس لسياحة الوفود الرسمية ( شم الهواء) اذا لابد ومع كل ما جرى ان نتعلم قياس الاداء بحجم الانجاز والعمل وليس بالالتزام بنهج اداري بيروقراطي عقيم اكل عليه الدهر وشرب، فبقدر ما تقدم وتنجز فأنت ناجح وتخدم الوطن ولكن لو لففت العالم تحت شعار الترويج وبدون نتيجة فأنت مسرف وتسيء للوطن الذي نتشارك به.
لهذا فمقياس النجاح عموما وفي العقبة خصوصا اصبح يقاس اليوم بحجم الانجاز والأداء وبحجم العطاء الفعلي والشمولي مستعينين بهذا الدعم الملكي ومرتكزات الأمن والاستقرار، ومقومات اخرى طبيعية وخدمات لوجستية متميزة، يعز تواجدها بموقع أخر على الخارطة العالمية، مما يجعلها الأكثر جاذبية لاستقطاب المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات وخيارا فريدا لجهات سياحية جديدة.
فالعقبة ستبقى بوابة الأردن ألاقتصادية وميناءه الوحيد، ولا خيار أمامنا، سوى استغلالها لفائدة الاقتصاد والاستثمار في الأردن، وهذا يتطلب الكثير من الترويج والفهم التنموي والتخطيط السليم، سيما وان جلالته، قد أكد بوضوح خلال لقاءات عديدة مع مستثمرين في العقبة من مختلف القطاعات، على ضرورة وضع الأمور في سياقها الطبيعي، مشيرا إلى طبيعة المهمة التي تنتظرنا، للارتقاء بهذه المنطقة العزيزة من وطننا، وبما يمكننا من الاستفادة، من تجربتها الفريدة، مشددا جلالته على ضرورة العمل، كفريق واحد، لمعالجة التحديات، التي لخصها جلالته في عبارة لافتة، مثقلة بالإيحاءات والدلالات، والتي تؤكد قناعته بحجم التحديات التي تواجه القطاع الخاص والمستثمرين.
العقبة تحتاج إلى حوار ومراجعة للقوانين، والتشريعات الناظمة لعمل السلطة، ومراجعة التشريعات الناظمة للبيئة الاستثمارية، وتطبيق أفضل الخدمات للنافذة الواحدة، وإيضاح صلاحيات المنطقة الخاصة، في وادي عربة، ووادي رم، والديسي، والقويرة، فليس المهم إعلان العقبة منطقة اقتصادية وسياحية، بقدر ما هو مهم أهمية خطة عملها “.
وكما تحدث كل رئيس للسلطة قابلته وصولا الى المهندس نايف بخيت بقولهم : (سيدنا وجهني لضرورة أن تلمس المنطقة والوطن ثمار العقبة الخاصة الايجابية، والتركيز على البنى التحتية ،وخدمة وإدارة الشواطئ، والرقابة الصحية، وتنمية المجتمعات المحلية، ورفع كفاءة وجودة الخدمات، وكل ذلك يتطلب التخطيط السليم وحسن الادارة وانتقاء الموظفين) .
وإذ يستشعر الجميع حجم المعضلات والتحديات، فان الملك قد وجه الحكومة كي تلتفت بتركيز إلى العقبة، وأن تجد حلولا لتلك التحديات وتعمل على تعديل ما يتطلب من تشريعات بما تسهل على المستثمرين ويسرع تقدم العقبة على سكة العطاء والإنتاج، ويعظم من مساهمتها في دعم العملية التنموية الشاملة للوطن.