صراحة نيوز – كتب منتصر الصباغ
توجيه الحكومة (باستجلابات مجلسيّ أعيانها ونوابها) بقوانينها وقراراتها لازدياد اعتماد القطاعات على الأتمتة الآلية عبر سلاسل الدورة الاقتصادية خدماتياَ وإنتاجياً : المال_عن_بعد، خدمات_عن_بعد، الإنتاج_عن_بعد، قراءة_العدادات_عن_بعد؛ غير مدروس مما يجعله فاقد للحس الوطني، لأنه سيفاقم أجيال العاطلين عن العمل في وطن يوجد به أكثر من 0.5 مليون عاطل عن العمل، وأرقام البطالة تسابق الزمن مع معدلات نمو السكان الطبيعية وغير الطبيعية؛ وهنا، إن كانت هذه القوانين والقرارات مدروسة، لما لا يقوم مثنى حمدان الغرايبة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالكشف للأسر الأردنية عن هذه الدراسات والتحليلات ؟
إن الركود المتفاقم سيؤدي إلى الاتكال على مشاريع الأتمتة الآلية بشكل كبير عليها، مما يلغي فرص العمل في سلاسل الدورة الاقتصادية الخدماتية الإنتاجية وحتى في القطاعات التي تتطلب مؤهلات علمية أكبر. ولذلك إن مثل هذه القوانين والقرارت الإعتباطية ستحقق تدفق إضافي بالثروة لأولئك الأثرياء المحاسيب المتحكمين بالقطاع العام والخاص من حاليين وسابقين، الذين يمتلكون 90% من مقدرات الوطن (بنوك، مزارع، مصانع، شركات، قصور، …)، وليس إلى أيادي من يُعرفون اليوم باسم غالبية السكان كـ “طبقة كادحة”.
حكومة (باستجلابات مجلسيّ أعيانها ونوابها) حكموا وانفقوا أكثر من 18 مليار دينار خلال عامين وفق أرقام الموازنة، لم يشيدوا بفلس منهم حتى مزرعة واحدة ولا مصنع واحد ! ؟؟
وتأسيساً على ما سبق، كيف وماذا ولماذا لم يحركون ساكناً بملفات إستنزاف الموارد : وعقود الطاقة تستنزف الخزينة بدفعات ثابتة مجحفة لصالح المحاسيب، الهيئات المستقلة، مجالس إدارة، الرواتب المرتفعة، مجالس أمناء، ضخامة البعثات الدبلوماسية المهولة، مراجعة للإتفاقيات الدولية بأثر رجعي لتعويض عجز الميزان التجاري مع نقل الخبرات المعرفية للإنتاج الوطني، تدقيق الملفات بأثر رجعي بمشاركة جهات متخصصة من الجيش العربي، والنقابات ومجلس القضاء : من أين لك هذا قبل وبعد، العطاءات، مكارم المعلولية، الإعفاءات، العطايا، الأراضي، .. ؟
حُب الوطن يبدأ من القدوة أولاً؛ من رؤساء واعضاء السلطات الثلاث «قال ﷺ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» بموجب العقد الإجتماعي في تشييد وتشغيل الإنسان بأمان بموجب تطبيق سيادة القانون دون تمييز (قوة في غير عنف ورحمة في غير ضعف) في مشاريع تحركها مخرجات إنتاجية الاعتماد على الذات بالقيمة المضافة نحو التنمية المستدامة، ثم بِحُب الإنسان لأخيه الإنسان بموجب مخرجات قيم التعليم التنويري الأخلاقي ودون تباغض أو تحاسد، عندها نصنع وطناً نسيجه مودة مُتماسكة لا يستطيع أيّ كان إختراقه بسهولة !
حمى الله الشرفاء المخلصين قيادةً وشعباً من كل مكروه اجلاً وعاجلاً، اللهم آمين