السبول .. وبيع الأصوات وليس شراءها

16 أغسطس 2020
السبول .. وبيع الأصوات وليس شراءها

صراحة نيوز – كتب وليد السبول 

سأفشي سرا ليس بذات الأهمية لكنه مهم لشرح الغاية من هذا المقال. بصراحة فاتحت بعض الأصدقاء – ربما مازحا – بإحتمال ترشحي للإنتخابات النيابية، وكما ذكرت ليس هذا هو المهم إذ على الاغلب أنها كانت فاتحة حديث، المهم هي ردة الفعل التي أدهشتني إلى حيث الصدمة! ذلك أن الإجابة التلقائية كانت، كم أدفع مقابل الصوت الواحد؟

نعم إلى هذا الحد استطاع المال السياسي أن يفسد مجتمعنا ومواطنتنا. نعم عمل مسؤولون على تدمير قيمنا وقلب مفاهيم عدة لدى المواطن بالتأكيد نحو الأسوأ.

إن ما يدفع المواطن لردة الفعل التلقائية هذه هي:

أولا: الحاجة المادية، فقد أصبحت المبالغ البسيطة وهي قيمة الأصوات قد تلبي بعض الإحتياجات الشخصية أو الأسرية.

ثانيا: التقليد، فإذا كان ( الغير ) يتقاضى بضعة دنانير مقابل صوته ويستفيد منها، فلماذا لا أفعل أنا ذات الفعل وأستفيد؟

ربما كانت هناك أسبابا أخرى لكنني ارجح السببين اللذين ذكرتهما وأحمل كامل المسؤولية بهما إلى المسؤول الرسمي ( النظام الحاكم )، وذلك بأن :

جعل المواطن ذا حاجة مادية حتى لأسخف المبالغ.

العمل بنظام انتخابي يسهم عمليا بالوصول إلى هذه المخرجات. لقد عملت هذه الأنظمة الحاكمة على إخراج الأحزاب من المنافسة، كذلك على إلغاء ( صوت الوطن ) الجامع والتركيز على الدائرة الانتخابية.

 السكوت الواضح على عمليات شراء الأصوات التي تتم أمام مقار الانتخابات جهارا والشواهد متعددة.

إنه لا شك أن من يتحمل المسؤولية هو من ذكرت ( النظام الحاكم ) وحده، وأتهمه حصرا بالعمل على إفساد المجتمع ككل وإفقاده الإحساس بواجب المواطنة. لا تغرنّا شعارات محاربة المال الأسود ( أو المال الفاسد ) التي تتغنّى بها الحكومات فهي شعارات للإعلام ليس أكثر.

وبعد، فهو عتاب لمواطننا، ماذا تنتظر بعد بيع صوتك؟ ستبقى بعد ذلك تلوم مجلسك المنتخب وتحمل المسؤولية لأعضاء المجالس المنتخبة، وتنسى وتتجاهل أنك من أوصلهم إلى هذا المقعد. لقد قبضت الثمن نقدا – وربما عينا – ونتيجة لذلك فقدت حقك بالحديث عن ضعف وهشاشة وفساد من انتخبت، فالمرشح الذي دفع لك ثمنا لصوتك قام بإستثمار هذا المال وبالتالي لا بد له أن يستعيد ما استثمره مع الربح.

إن من أدفع له قرشا ثمنا لصوته، لا يحق له يوما بعد أن أفوز بالمقعد أن يوجه لي كلمة لوم أو حتى بسؤال عن حاجة. لقد تقاضى مني ثمنا لصوته وقيمته، وليغرب عن وجهي إلى…. حين موعد الانتخابات التي ستلي هذه الانتخابات، عندها ستتكرر الحكاية وأعود لمفاصلة الناخب عن صوته ودفع الثمن له، ولا عزاء في وطني وقيمي ومفاهيمي ومواطنتي.

الاخبار العاجلة