صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
يقول أحد الحكماء الألمان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ما يلي : ” من ميزات الجهاز الإداري الألماني، أنه كان مستقلا استقلالا تاما عن الحكومات في العقود السابقة، بحيث لا يتأثر وضع الموظف بتبدل الوزارات، ونزعاتها السياسية وبرامجها وتوجيهاتها المختلفة. أما اليوم فوضع الموظف قلق، غير مستقر، والوظائف ليست وقفا على الأكفاء، فالجمهورية تريد أن تكافئ خُدّامها وأنصارها، وكل حزب يريد أن يخص أعضاءه وأنصاره بالوظائف المفاتيح.
لم يكن لهذا الإيثار وجود في العهد الإمبراطوري، الذي كان يعتبر الوظيفة تكليفا لا تشريفا، ولكنه عرف دائما كيف يقي الموظفين شرّ المغريات، بما كان يحوطهم من حصانات، وما يوفره لهم من أسباب الطمأنينة والرفاهية. أما اليوم فالوظيفة أداة للمساومة، وباب من أبواب الارتزاق، والموظف الناجح هو من يلبس لكل حالة لبوسها، ويجاري كل تيار، ويحفظ رأسه عند تغيير الحكومات “. انتهى.
* * *
التعليق : أعتقد أن هذا ينطبق على حكوماتنا في الحالتين تماما، وكأن التاريخ يعيد نفسه. فمتى نعتبر الوظيفة من حق الإنسان الكفء، ومتى نتجنب التخبط وسوء التوظيف ؟ ما جرى في الفترة الأخيرة في عهد حكومتنا الرشيدة، من تعيين وإحالة ونقل موظف كبير أربع مرات خلال أقل من شهرين، يمثل أسوأ عمل إداري رأيته خلال حياتي. لم أرَ مثل هذا الفعل في أكثر الدول تخلفا، ولا حتى في لعبة الشطرنج.
إذا كان هذا الفعل هو إنتاج خريجي الجامعات العالمية، مثل أوكسفورد وهارفرد وكبمبرج وغيرها، فلا بارك الله بها من جامعات، وعلينا في هذه الحالة أن نعتمد على خريجي جامعاتنا المحلية، ليتولوا إدارة مؤسساتنا الرسمية، وكفانا الله مثل هذا التخبط وسوء الإدارة . . !
التاريخ : 1 / 12 / 2020