صراحة نيوز- بقلم عبدالفتاح طوقان
اخي المهندس ليث شبيلات ، ابا فرحان ادامك الله و اطال عمرك .
الساعه الرابعة فجرا في تورنتو كندا يوم ٣/١٢/٢٠٢٠ وقد ادميت قلبي و اوجعتني بحديثك النقي الصادق وطهارة وصفاء نيتك لاجل اردن نظيف متميز حر دستوري .
وتذكرت البداية من اكثر من ٣٠ عاما معا ليلة اقفال الفرز لاول انتخابات نيابية تخوضها وانا وانت معا بمفردنا نسير على اقدامنا الساعه الثالثه فجرا من الكلية العلمية الاسلامية بالدوار الثاني حيث لاحت بشائر اكتساحك الانتخابات التكميليلة لعام 1984 في عمان والزرقاء ، في طريقنا الي الشميساني حيث توقفنا امام مبنى المخابرات القديمة ودققت بابها بيدك وانت تصرخ بحرقة غدا انا قادم للافراج عن زملائنا المعتقليين .
حينها دار حوارنا التالي واضعه في نقاط ،
اولا : ياعبد الحمد لله نجحت واتطلع الي يوم اكون مثل الزعيم سليمان النابلسي الذي اجمع عليه الاسلاميين و الشيوعيين و القوميين والبعثيين.
اقول لك اليوم بعد ٣٠ عاما الا فرحان لقد تفوقت عليه و تحقق ذلك الاجماع الشعبي الى درجة ان فارس صديقنا المشترك رحمه الله ابن سليمان النابلسي الذي اصبح نائبا في البرلمان ثم نائب رئيس وزراء ان وضع صفحات كاملة في جرائد للاردن حين ترشح للنيابة ( انتخبوا فارس النابلسي صديق ليث شبيلات ) فنجح في نفس دائرتك والفضل يعود لك .
ثانيا قلت لي : ياعبد لو اعتقلت يوما هل تعاهدني ان تقف معي و تكفلني ، فاجبتك نعم وقد اعتقلت و لفقت لك تهما انت بريء منها و حضرت بنفسي ” الوحيد ” مخترقا المحكمة العسكرية و تقدمت بطلب تكفيلك ودخلت عليك في غرفة حجزك و كانت معك المرحومة زوجتك وانتم جالسين علي الارض و دفعت انا ثمن العهد غاليا وانا فخور رافعا راسي لاجل وطني و لو عاد الزمن لما ترددت لحظة في اعادة الموقف لان الاردن يستحق مواقف الرجال.
وحينها قال لي نايب مدير المخابرات ياعبد انت انسان وطني لكن صفحتك البيضاء بها نقطة سوداء اسمها ليث شبيلات واجبته السواد هو عنوان الوفاء لا يضيرني بل يشرفني.
ثالثا قلت لي : ياعبد ربما احتاج الي مسدس للدفاع عن نفسي لاني بما احمل من مباديء و فكر سيعرضني يوما للضرب و الاغتيال لابد ان ادافع عن نفسي ، تم الضرب والحمد لله لم يتم الاغتيال ولكني اخشي عليك باحاديث ” الوداع” التى تبثها وهنا لا ادعوك للتوقف بل للاستمرار لاجل للاردن و الاجيال القادمة المغيبة ، وانا عهدتك رجلا نظيفا ابيا لايهادن في الحق و لايجامل في الوطن فسر على بركة الله.
وهنا اود ان اشهد للتاريخ وهو جزء مما اضعه في مذكراتي ” اوراق مبعثرة ” ما قاله الملك الحسين عنك في احد اجتماعات خريجي كلية فيكتوريا بعد ان اعتقلت و سجنت و افرج عنك و اصطحبك بسيارته من السجن الي منزل والدتك العظيمة .
قال الملك الحسين اتمنى ان يكون في الاردن اكثر من ليث شبيلات لانه يفعل صلاحيتي كملك ، هو الوحيد “الناصح الصادق ” الذي منحني حق ” العفو عنه مثل حق اعتقاله” وهذه صلاحيات ملك .
وقد كتبت ما قال واعيده هنا
Laith is The only sincere advisor who fulfills the powers of the king in terms of ordering arrest, imprisonment, release and pardon
حماك الله ابو فرحان وامد في عمرك ولا اعرف العمر الطويل لمن فقد ارحل قبلك عاشقا للاردن متيما بحبه فاقراء علي السلام ان رحلت قبلك و استرد الله امانته في غربتي و هجرتي القسرية .
اخوك وشريك رحلة كفاحك محب وطنه
عبدالفتاح طوقان