صراحة نيوز – يحتفل العالم يوم غد الاثنين باليوم الدولي للمرأة تحت شعار “المرأة في الصفوف القيادية: تحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد-19″، إذ أن النساء يقفن في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا والتصدي لها، بوصفهن عاملات في الرعاية الصحية وراعيات ومبتكرات وناشطات مجتمع ونماذج رائعة للقيادات الوطنية الفاعلة.
وأكدت الجائحة على مركزية مساهمات النساء والأعباء الملقاة على عاتقهن بصورة غير منصفة، حسبما تقول الأمم المتحدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية ومستشارة جمعية معهد تضامن النساء الاردني أسمى خضر لوكالة الانباء الاردنية (بتر)، إن المرأة الأردنية اليوم تشغل مناصب قيادية في كل المجالات والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والأمنية والأكاديمية والإعلامية والإبداعية، وهي مبدعة في العلوم والآداب والرياضة والفنون، وحازت الجوائز العالمية وقدمت للوطن إنجازات، كما انها في الأرياف والبوادي والمخيمات والحواضر شريكة في حمل مسؤوليات الأسرة والمجتمع المحلي.
وفي مواجهة الجائحة، هذا التحدي الكوني والكارثة الإنسانية، كما اضافت خضر، فقد تصدت له المرأة كحارسة وموجهة وعاملة في الصفوف الأمامية في القطاع الصحي، ولعبت دوراً أساسياً في تعزيز الإجراءات الصحية وفي توفير الحماية لأسرتها وتدبير شؤونها في ظل ما فرضته الجائحة من تحديات صحية واقتصادية وتعليمية ونفسية، لافتة إلى أن المرأة حمت التماسك المجتمعي وعززت صمود الأسر وساندت شريكها الرجل في تحمل صعوبات هذه المرحلة، تماما كما أبدعت في اجتراح الحلول وتجاوز الصعوبات، واثبات قدراتها مرة اخرى في ظروف استثنائية يشهدها العالم بأسره.
واكدت خضر أن النساء والفتيات ما زلن، وللأسف، يعانين أنماطاً من التمييز ويقعن ضحايا العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، ويواجهن تحيزاً يحرمهن من الفرص المتكافئة في التعليم والعمل والأجور وفي اتخاذ القرارات والخيارات وخاصة المتعلقة بحياتهن وزواجهن، ولا زالت الكثيرات منهن يعشن حالة من انعدام الأمن في بيوتهن ويشعرن بالظلم ويتعرضن لسوء المعاملة.
وما زالت بعض النصوص القانونية والإجراءات التطبيقية تسمح بمثل هذه التصرفات وتتسامح معها، رغم التطور التشريعي والمؤسسي والثقافي الذي تحقق في بلدنا، بحسب قول خضر.
من جانبها، قالت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي لهذا العام يتزامن مع احتفالات المملكة بمئوية الدولة الأردنية، فمنذ تأسيس المملكة سعت لنيل حقوقها واثبات قدراتها على احداث نقلات نوعية في مسيرة التنمية الوطنية، مع التأكيد على وجود إرادة سياسة داعمة في مختلف المواقع، وبالنظر إلى ما تحقق من إنجازات للمرأة في الأردن وما هو مأمول، فعلينا العمل، كما تتابع، لتذليل العديد من التحديات والصعوبات التي تعاني منها النساء والتي ظهرت جلياً في جائحة كورونا ويجب أن يتاح لمزيد من النساء الوصول إلى مواقع صنع القرار.
واضافت النمس، ومع وجود نسبة أكثر من النساء القياديات في القطاعين الحكومي والخاص كي تتمكن من أداء دورها بفاعلية، ومع مضي عام على إقرار الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن للأعوام 2020-2025 يجب أن يكون هنالك تركيز أكثر على الخطط التنفيذية للاستراتيجية التي من شأنها معالجة العديد من الفجوات والتحديات التي تعاني منها المرأة.
وفي هذا الاطار، قدمت النمس التهنئة لجميع النساء، متمنية ان يحمل المستقبل المزيد من الانجازات والعدالة والتمكين والمساواة وإنهاء كل أشكال التمييز ضد المرأة.
الى ذلك، قالت الوزير الاسبق لشؤون الإعلام والاتصال جمانة غنيمات، إنه مع انتشار الوباء، تعقدت ظروف النساء اكثر، حيث تعرضن لعدد من اشكال العنف، منها الجسدي وكذلك الاقتصادي، ولا يدرك البعض أن مخزون العنف الذي تعرضن له خلال فترة الإغلاق بسبب انتشار كوفيد-19، سيترك أثرا كبيرا عليهن، وسيلقي بظلاله على أوضاع اسرهن بدرجة رئيسة، وعلى مستواهن المعيشي والنفسي، وكذلك على فرص البقاء في العمل او فقدانه، الأمر الذي يستدعي المبادرة بتقديم الدعم المطلوب للنساء من أجل تخفيف هذه الانعكاسات.
واضافت أن كوفيد-19 وتبعاته تزامن مع ضغوطات سابقة تتعلق بالظروف الاقتصادية والمعيشية، وتدني مشاركة المرأة الاقتصادية، لافتة إلى أن الوجه الأول لأضرار الوباء، يتمثل بالضرر الكبير الذي وقع على نسبة مشاركتهن في هذا القطاع، حيث فقدن الكثير من الوظائف، في وقت تتوقع “الإسكوا” أن تخسر المنطقة العربية 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020 نتيجة الجائحة، بينها نحو 700 ألف وظيفة تشغلها النساء.
وتتابع غنيمات، زادت معدلات البطالة خلال العام الماضي، حيث تعد النساء من أبرز الفئات المتضررة، وذلك لتمثيلهن المرتفع في قطاعات الخدمات وأنشطة القطاع غير الرسمي، منوهة إلى أن مشاركة المرأة الاقتصادية تأثرت بصورة كبيرة، اذ يتوقع الخبراء المزيد من الارتفاع في نسب البطالة والفقر لديهن، ما يعني تردي أحوالهن، حيث جاءت المرأة الأردنية في أدنى سلم تقرير المشاركة الاقتصادية، حيث بلغ معدلها 34.1 بالمئة منها 14.1 بالمئة إناث مقابل 53.8 بالمئة ذكور، وذلك للربع الثاني من العام 2020 مقارنة بـ 34.1 بالمئة (14.5 بالمئة إناث و53.9 بالمئة ذكور) للربع الثاني من 2019.
من جهته، اشار مدير مركز الثريا للدراسات محمد الجريبيع إلى أن المتابع لواقع ودور المرأة في البادية يلحظ أنه لم يكن غائبا عن المساهمة الفعالة، حيث تقوم هناك بدور أكبر بكثير من الأدوار التي تقوم بها المرأة في مجتمعات أخرى، ولكنه بقي على الدوام بشكل غير منظور ومخفي، اذ انها ساهمت مساهمة كبيرة في مواجهة العديد من المشاكل التي واجهت المجتمع، وقدمت حلولاً عديدة، فهي الحكيمة وصاحبة الرأي السديد على الدوام.
وبين الجرابيع أن جائحة كورونا اثبتت قدرة المرأة الريفية ودورها في تلبية احتياجات مجتمعها، من خلال موقعها في الجمعيات الخيرية أو المجالس البلدية أو مجالس المحافظات، فاستطاعت تلبية احتياجات الأسر التي تضررت من الجائحة، ونقل تلك الاحتياجات لأصحاب القرار، فكانت حلقة الوصل ما بين المسؤول والمجتمع المحلي، فضلا عن قدرتها على حل مشاكل العديد من النساء وتوجيههن للمؤسسات القادرة على خدمتهن وتوفير الحماية لهن، وتبني العديد من القضايا التي واجهتهن.
من جهتها، بينت النائب السابق وفاء بني مصطفى، أنه من المهم جدا ان يكون هنالك مساواة بين الرجال والنساء على أساس المواطنة الكاملة، والتي ينشئ عنها التساوي في الحقوق والوجبات، لافتة إلى أنه لا يزال هناك بعض التشريعات التي تميز بصورة سلبية ضد النساء.
(بترا-إيمان المومني)