صراحة نيوز – أطلق مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، اليوم الثلاثاء، تقريرا بعنوان ” الأردن في العام 2021 التوجهات والسيناريوهات”، والذي يركز على الدور الاستراتيجي والإقليمي للأردن في المنطقة، والوضع الأمني والجيوسياسي في الشرق الأوسط، والتوجهات السياسية والأمنية والاقتصادية الرئيسة في المنطقة.
وقال مدير المركز الدكتور زيد عيادات، خلال اعلانه نتائج التقرير بموتمر صحفي، إنه جرى استنتاج أراء خبراء متخصصين عن طريق استبيان، صمم لفهم كيفية سير وتطور الاتجاهات السياسية والدولية وماهية التطورات والتحولات، وتأثيراتها على الاردن وبدائلها، حيث جرى استمزاج آراء 174 خبيرا متخصصا في القضايا السياسية وعلم الاتصال والاجتماع والاقتصاد والنفس ضمن استمارة.
وبحسب التقرير يتجه السيناريو الأول نحو تعزيز دور الأردن في منطقة أكثر استقرارا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبينا أن الأردن يتخذ موقعًا جيوسياسيًا أفضل إقليميًا وعالميًا، ويبقى على وتيرته المعتدلة في المنطقة، ويتسم السيناريو بعودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات. وبخصوص الشأن الداخلي تتحسن الأمور، وإن كان ذلك بشكل طفيف، وترجع المؤشرات إلى مستويات ما قبل الجائحة او أفضل مما سبق في بعض المجالات.
وأضاف ان هذا السيناريو يتجلى ببوادر التنمية المحلية والإصلاح السياسي وترسيخ الديمقراطية، وتعزيز التعاون مع أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي.
أما السيناريو الثاني فيتجه الى زيادة الضغوط على الصعيدين المحلي والإقليمي، ويتوقع الخبراء تدهور استقرار الشرق الأوسط، وتراجع المساعدات الاقتصادية الأميركية، مع محافظة الأردن نسبيًا على موقعه الجغرافي الاستراتيجي إقليمياً وعالمياً، مع مواجهة ضغط متزايد جراء تفشي فيروس كورونا.
وأوضح التقرير أن السنوات الأربع الماضية اتسمت ببطء النمو الاقتصادي، ما شكل عبئًا على الاقتصاد الأردني وقطاع الرعاية الصحية والتعليم والشؤون الاجتماعية.
وبسبب ظهور تحديات جديدة، مثل الانقلاب العسكري في ميانمار وتقدم تكنولوجيا (الجيل الخامس) في الصين وبروز المنافسة الروسية، تتراجع أهمية ملف الشرق الأوسط بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة، بحسب التقرير الذي يوضح أنه لا يزال الأمن والسلام يشكلان نقطة غموضا في المنطقة، فيما يستأنف تنظيم داعش الارهابي أنشطته من وقت لآخر في العراق وسوريا، إضافة الى استمرار التصعيد بين إسرائيل ولبنان.
وحول السيناريو الثالث، يتوقع الخبراء أن يتضرر الأردن بشكل كبير من جائحة كورونا، وبما أن ملفات الشرق الأوسط تفتقر إلى الاهتمام اللازم، فلن يعود الفلسطينيون والإسرائيليون إلى طاولة المفاوضات، وستنتهج إسرائيل نهجًا أكثر تشدّدًا تجاه الفلسطينيين وستنفذ عمليات ضم في الضفة الغربية وغور الأردن، وعلاوة على ذلك، ستتدهور العلاقات بين إسرائيل والأردن ما يؤدي إلى قيام إسرائيل بقطع إمدادات الغاز للأردن من البحر المتوسط..
وحول مدى احتمالية حدوث السيناريوهات الثلاثة، توقع الخبراء أن تكون السيناريوهات ذات النتائج الأكثر سلبية على الأردن في عام 2021 ، هي استعادة أنشطة عصابة داعش الارهابية بنسبة 91 بالمئة، وظهور إسرائيل كطرف رئيس في الشرق الأوسط بنسبة 83 بالمئة، واندلاع الحرب بين إسرائيل ولبنان بنسبة 75 بالمئة، وحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولة الواحدة بنسبة 58 بالمئة. ووفقًا للخبراء، من المرجح أن تشهد العلاقات الأردنية الخليجية تحسنًا بنسبة 57 بالمئة، بينما من المرجح أن تستمر العلاقات الأردنية الإيرانية كما هي عليه الآن بنسبة 74 بالمئة.
وعن أثر إدارة بايدن الجديدة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأردن، يتوقع الخبراء بنسبة 95 بالمئة أن تعير إدارة بايدن درجة معينة من الاهتمام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021، و 59 بالمئة يتوقعون تأثير بايدن على أمن واستقرار الشرق الأوسط بشكل إيجابي، و 8 بالمئة من الخبراء يتوقعون أن تتوجه إدارة بايدن نحو إجراء تعديلات لصالح الجانب الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تنعكس طريقة تعامل إدارة بايدن مع الملفات الإيرانية بشكل إيجابي إلى حد ما على الاردن.
وحول نظام الرعاية الصحية في الأردن، يثق غالبية الخبراء بنسبة 76 بالمئة بقدرة نظام الرعاية الصحية، و70 بالمئة منهم يتوقعون تحسن القدرة الاستيعابية، وفيما يتعلق بالتطعيم في الأردن ضد فيروس كورونا، يعتقد ثلثا الخبراء، وبنسبة 63 بالمئة، أنه سيكون آمنًا وشاملاً وعادلاً، بينما يعتقد 37 بالمئة من الخبراء، أنه قد لا يكون منظما كما هو متوقع.
وحول قطاع التعليم، بين التقرير أن الخبراء لديهم ثقة منخفضة في أداء المدارس في التعليم عن بعد، ويعتقد غالبيتهم، بنسبة 59 بالمئة للمدارس و54 بالمئة للجامعات، أن اختيار التعلم عن بعد وحده له تأثير سلبي عام على فجوة المعرفة.
وفيما يتعلق بمستقبل التعليم في الأردن بعد مرور الوباء، يتوقع أكثر من نصف الخبراء (بنسبة 64 بالمئة للمدارس، و72 بالمئة للجامعات) أن المرافق التعليمية في الأردن ستدمج “التعلم عن بعد” في مناهجها الى حد معين، لكن الوضع الراهن يدعو للقلق في مجال التعليم أيضًا مع انتشار كورونا في الأردن.
وأضاف التقرير، إنه عند النظر إلى الأولويات المحتملة لحكومة الدكتور بشر الخصاونة، يرى نسبة من الخبراء أن الأولويات الرئيسة يجب أن تركز على: توفير فرص العمل ومحاربة البطالة والقضاء على الفقر بنسبة 24.5 بالمئة، والحفاظ على الأمن والسلامة الداخلية بنسبة 18.1 بالمئة، استئناف عملية الإصلاح السياسي وتوسيع المشاركة في صنع القرار والحياة العامة بنسبة 13.9 بالمئة، انتشار ومكافحة فيروس كورونا 12.9 بالمئة، والقضاء على الفساد والمحسوبية بنسبة 12.7 بالمئة.