صراحة نيوز – أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز عمق ومتانة العلاقات الأردنية الصينية، ووصفها بالاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يسعى باستمرار إلى تعزيزها بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية منها.
وقال الفايز خلال مباحثات أجرها اليوم الأربعاء عبر تقنية الاتصال المرئي، مع رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشان شو، إن العلاقات بين البلدين الصديقين، والتي مضى عليها اليوم 45 عامًا، استمرت في التطور على جميع المستويات حتى أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن.
وأضاف، “إن علاقاتنا الثنائية انتقلت من مرحلة العلاقات العادية بين الدول، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بفضل حرص جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس الصيني شي جين بينغ على تطويرها وتعزيزها، وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية”.
وأشار الفايز إلى علاقات الصداقة القوية بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي كان لها الأثر الكبير في بناء علاقات راسخة ومتينة بين البلدين، وهما يحرصان باستمرار على تمتينها والبناء عليها بمختلف المجالات”، مشيرا الى أن العلاقات الأردنية الصينية شكلت نموذجًا للشراكات بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة.
وأوضح أن هناك لقاءات واتصالات دائمة ومتواصلة بين جلالة الملك والرئيس الصيني للتشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وثمن الفايز مواقف الصين الداعمة للقضايا العربية العادة، ولموقف جلالة الملك المتعلقة بضرورة ايجاد تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وفق القرارات الشرعية وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتأكيد الصين الدائم أن أي خطة منفصلة عن مسار السلام في الشرق الأوسط، لن تحقق السلام الدائم في المنطقة.
وبحصوص الدعم الصيني الأردن، قال الفايز، “إننا في الأردن نثمن مواقف الصين الداعمة للمملكة بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية”، مبينًا أنه ورغم الظروف الراهنة في المنطقة، والتحولات السياسية على الساحة الدولية، إلا أن العلاقات بين الأردن والصين تسير بخطى قوية نحو آفاق أرحب وأوسع، لايجاد مزيد من الشراكات وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبيين الصديقين.
وجرى خلال المباحثات استعراض لمجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة، حيثُ عرض الفايز لأبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، جراء ما يحيط به من صراعات سياسية وما رتبه اللجوء السوري الكبير من تداعيات طالت مختلف القطاعات والبنى التحتية، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا.
وأكد الفايز أهمية توسيع دائرة الشراكة الاقتصادية الاستثمارية بين البلدين الصديقين، خاصة في مجالات النقل العام، ومشاريع الطاقة المتجددة، والسياحة، وذلك وانطلاقا من الشراكة الاستراتيجية وعمق العلاقات الثنائية بين الأردن والصين.
ودعا المستثمرين ورجال الأعمال في الصين، الى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، واستغلال موقع الأردن الاستراتيجي، الذي يشكل حلقة وصل بين آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ومنها إلى الولايات المتحدة، ما يجعله منطلقًا للأعمال والاستثمارات الاقليمية والعالمية، سيما وأنه يرتبط، باتفاقيات تجارية حرة إقليمية ودولية مهمة، إلى جانب احتضانه لعدد من المناطق الاقتصادية والتنموية والحرة والصناعية ومجمعات الأعمال.
بدورة أعرب رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشان شو عن تقديره العميق للدور الفريد والقوي، الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني لإنهاء صراعات وأزمات المنطقة، كما أعرب عن تقديره لحكمة جلالته التي جعلت من الأردن واحة امن واستقرار وسط محيط تعمه الفوضى، مؤكدًا دعم بلاده للجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك على مختلف الصعد الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وهنأ شو جلالة الملك والشعب الأردني بمناسبة عيد الاستقلال السادس والسبعين للمملكة، متمنيًا للأردن بقيادة جلالة الملك المزيد من التقدم والازدهار والأمن والاستفرار.
كما أكد المسؤول الصيني دعم بلاده المُطلق للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ودور جلالة الملك في الحفاظ عليها، والعمل من أجل إعادة عملية السلام إلى مسارها، مشيرًا إلى أن الصين ترفض تغيير الوضع القائم في القدس، وتعمل مع الأردن لإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، مقدرًا بذات الوقت الدور الإنساني الكبير للأردن تجاه استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الرعاية لهم.
وأشار إلى تاريخية العلاقات الثنائية الصينية الأردنية، التي وصفها بأنها علاقات