منذ طفولتي المبكرة جداً أعشق المزار ، أعشق إسمها ، أعشق أهلها ، أعشق عبق تاريخها ، وأعشق حتى تربتها لوناً ، وعطاءاً ، وغِلالاً ، لانها لا (( تُمحِل )) حتى لو شَحَّ المطر ، على الندى تنبت سنابلها الوفيرة الغزيرة العطاء . الأردن كله مُستهدف ، وسبب إستهدافه يتمحور حول إستهداف المزار . والمُصيبة انه كل عقدٍ من الزمان تُصاب الأجهزة المُختصة بغفوة ، تؤدي الى هفوة .
سائني ، وأزعجني ما صار في المزار يوم الجمعة الموافق ٢٠٢٢/٦/١٠ . وأفرحني البيان الذي صدر عن أهل المزار الأحرار الأخيار . ما هذه الطقوس البوهيمية التي تُثير الشكوك ، والمخاوف ، والفزع !؟ ما هذه الرايات المشبوهة ، متعددة الألوان ، كما الشيطان !؟
أين الجهات الرسمية المختصة من هكذا خزعبلات !؟كل هذه الحركات ، والفعاليات تثير الشكوك لأنها تهدف الى تشييع المزار ، أرض الأخيار ، الأحرار خاصة ، والكرك الأبية ، والأردن بعامته . حكوماتنا مشغولة في فبركة أسعار المحروقات ، والكيد بالمواطن وإنهاكه .
ولا يعلمون اننا نُخترق . ونسوا حركة التشيع التي زادت عن المئات في المزار ، ومؤتة ، والكرك ، حتى وصلت عمان ، قبل حوالي العقد من الزمان .
أضرِحة الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم سيدنا جعفر بن أبي طالب ، وسيدنا زيد بن حارثة ، وسيدنا عبدالله بن رواحة ، لهم قدسية خاصة . كيف لا وهم شهداء معركة مؤتة الأقدس والأهم في سيرة الإسلام العظيم التي دحرت الروم .
لا خوف على المزار اذا غَفِلت او تَغافلت الجهات المختصة ، كما تغافلت قبل حوالي عقدً من الزمان ، بسبب فطنة أهلها وجسارتهم في الدفاع عن سُنيّة المزار .فليُشغِل وزير الداخلية نفسه ببث بشرى رفع المحروقات أربع مرات كحد أدنى خلال ما تبقى من العام لتصل تنكة البنزين الى (( ٣٠ )) ديناراً ، وليتعدى على إختصاص غيره من الوزراء . يا حكومة المهازل حتى لا يستوعبون ان هناك تخصص لكل وزير . إلا اذا كانوا يعتبرون ان وزير الداخلية صاحب القبضة الأمنية ليُرعب الأردنيين ويتوعدهم إذا أبدوا رفضاً لجهالة قراراتهم ، حيث يُشغلوننا بمؤتمراتهم ولجانهم ويوعدوننا بأن الخير قادم ، وان أيامنا الجميلة هي القادمة ، ويسعون — اذا صدقوا — لجذب الإستثمارات الأجنبية ، وقراراتهم الغبية تطيح بالمستثمر الأردني ، و(( تطفش )) المستثمر الأجنبي .
الراية الوحيدة التي يسمح الأردنيون برفعها هي علم الأردن المنكوب بهم فقط . وما عداه يعتبر تسللاً خبيثاً لأجندات خارجية عميلة ، وخبيثة ، ومتنفعة من إقحام الأردن في أتون ليس لنا ان نُقحم أنفسنا به .
مزار جعفر الطيار ، مزار الأحرار الأخيار ، رجال أشاوس ، فطِنون لكل ما يُكاد بهم . لا خوف على المزار ، حتى لو غَفِلت ، او تغافلت ، او (( طنشت )) حكومات الويل والثبور والكيد بعظائم الأمور بالمواطن والوطن . بيان أهل المزار ، بيان شُجعان ، طمنوني ، وطمنوا الأردنيين بعامتهم بأنهم متأهبون لكل ما يُحاك بمزارهم ، مزار الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم .