صراحة نيوز – شهدنا مؤخراً صراعاً على السّاحة الرّياضيّة الأردنيّة ، كانت الأدخنة تتصاعد من صفحات السوشيال ميديا مؤيدين ومعارضين ، بين فوز وخسارة الفريقين ، الفيصلي والوحدات ، وبإختلاف الثقافات والطموحات بين من يطمع لحصد الألقاب ومن يتقبّل الخسارة خياراً كالفوز .
مواجهة الأمس وقبل أن يودّعنا طفلاً بريئاً إلى السّماء ، طفل حدث يقتل بحجر حدث آخر ، الأول فرحاً بنتيجة والآخر كذلك يرفض نتيجة فريقة ، سبب القتل نتيجة خاسر ، ثقافة زرعت خارج المستطيل الأخضر ، تميّز ذاتها بين الأردنيّ والفلسطينيّ ، وكما يصفها البعض شرق النهر وغربه ، أصبحت سياسة أكثر من رياضة ، وعنصريّة أكثر من رفاهيّة ، وبين هذا وذاك ضاع طفل الوطن ونُسيت القضيّة .
واقعة شغب ماضية ، إتخذت عليها الإجراءات اللازمة ، منعت الجّماهير من الحضور ، بذات الوقت بثّت السّموم عبر مواقع التّواصل الإجتماعيّ ، فكانت تعبئة سلبيّة ، وتبدّلت بها الأدوار من أصحاب الشغب على المدرجات ، الى خليط من المتحفّظين على حقيقة إنتمائهم ومنهم معروفين ، وآخرين بإستخدام عبارات الخراب والعنصريّة ، بوقت خاطئ كان الأجدر بنا جميعاً تفريغ الإحتقان بدلاً من زراعة الورم ، وقبل الوصول إلى الكارثة .
المنظومة الرّياضيّة في الأردن “مثقوبة ” من المال والتمويل ، والإهتمام ، وصولاً لثقافة التّشجيع ، ومشاهد المدرّجات والإحتفالات ، حالة مؤسفة أن نتقبل فكرة الإهتمام بكرة القدم كنوع من أنواع التّرفيه ، ونحن نجبر أنفسنا على ذلك بسبب الإمكانات والتّراكمات التي نعيشها ، نسلكها طريقاً للفرح والمنافسة مع صديق نحبه ، وللأسف والمؤسف أصبحنا نعود نحمل طفلاً قتل بحجارة طفل آخر .
إنما الذنب ذنب المجتمعات التي صنعت من الحجارة نوع من أنواع التعبير عن مشاعرها ، من خلال رميها في الأجواء والمساحات الخالية ، لتستقر بمجرى أنفاس الوطن . مباراة الأمس لم تحضرها الجّماهير ، وعن اللاعبين قدموا صورة طيبة ، لكن عقليّة السوشيال ميديا والرسائل المسمومة كانت حاضرة بعد اللقاء في الخارج .
بعض المنتقدين قالوا في الأردن تمنع جماهير كرة القدم من الحضور بسبب ” فوضويّ ” ، سؤال يرتبط بهذه الجّزئية ، كم طفل سنخسر إن إجتمت الجماهير بنفس هذه العقليّة والتّصرفات ؟؟
ومن الأولى أن يتم إعادة النّظر بالمنظومة الرّياضيّة ، وخصوصاً كرة القدم ، والأهم من ذلك مراجعة الأخلاق الإنسانيّة . فكرُة القدم والتشجيع أخلاق ، والتّعامل كما الديّن أخلاق .
عن مواقع التواصل الإجتماعيّ هي سلاح كارثيّ على المجتمع والوطن ، إن لم يحسن إستخدامها ، ورسائله ا، وصولاً إلى مجتمع آمن ذو ثقافة وحضور ونتائج ، منشور واحد على هذه المواقع يزرع “فكرة” بالآف الأشخاص ، في حين تفشل بعض اللقاءات والمؤتمرات بأعدادها .
رحم الله الطّفل المتوفى وربط على قلب والديه ، وأعظم الله أجر الوطن .