صراحة نيوز – بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، رئيسة مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، عقد مجلس عمداء الجامعة الأردنية اجتماعا له، أمس الاثنين، في محطة الجامعة لبحوث الأراضي الجافة في منطقة الموقَّر، للوقوف بشكل مباشر على احتياجاتها.
ورحب رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، بسمو الأميرة وكذلك بالخبراء الذين حضروا الاجتماع، ممن سبق لهم تنفيذ مشاريع ناجحة بالمنطقة عام 1985، إضافة لمستثمرين من القطاع الخاص في جوانب زراعية مختلفة.
وأكّدت سمو الأميرة بسمة بنت علي أهمية هذه التشاركية الحقيقية التي تُبنى بتوحيد الجهود وتكاتفها من أجل عمل تنموي مستدام، وأن الأولوية تتمثل في تحقيق الأمن الغذائي للوصول إلى اكتفاء ذاتي رغم كل الظروف والتحديات.
وأشارت سموها إلى التنوع النباتيّ الحيوي بالأردن، خاصة فيما يتعلّق بالنباتات الطبية والعطرية والأصول الوراثية، ما يشكل فرصة مستقبلية ينبغي العمل عليها واستغلالها لمقاومة التغير المناخي، وهي أمور يسهل تحقيقها بوجود البحث العلمي الذي ينير الطريق أمام أي عائق، ويفتح المجال أمام تفكير مطلق في العمل المطلوب، كما يفيد في تحديد خط سير الحفائر في هذه المنطقة.
وطالبت سموها بدمج الخبرات والتجارب التي نُفّذت سابقا، التي مرّ عليها ما يقارب من 40 عاما، مع ما وصلت إليه التكنولوجيا الزراعيّة الذكيّة حاليًّا، معبرة عن أملها بأن يكون هناك تعاون مثمر يقود إلى إقامة عديد من المشاريع على أرض الموقَّر، الأمر الذي سيخدم المنطقة ويوفر فرص عمل حقيقية لسكان البادية.
يشار إلى أن مساحة محطة الجامعة لبحوث الأراضي الجافة في منطقة الموقَّر تقدر بحوالي 1960 دونما.
من جانبه، قال الدكتور عبيدات إن هذا الاجتماع هو الأول في هذه المنطقة، حيث باتت الجامعة في الآونة الأخيرة تنظر للأمور بشكل مختلف فيما يتعلق ببعض قراراتها التي تحتاج تشاركية مباشرة مع المجتمع المحلي والمؤسسات الصناعية في جميع القطاعات التي تحتاج إلى تطوير.
وأكّد عبيدات أن وجود جميع هذه الأطراف في الاجتماع عامل مهم للخروج بتوصيات حقيقية أقرب للتنفيذ، لافتًا في هذا الصدد إلى أهمية كلية الزراعة التي يقع على عاتقها دور كبير ومهم في تطوير وتنمية الزراعة لا على مستوى ضيق وحسب، بل على مستوى أكبر من ذلك يشمل المملكة كلها.
وطالب بضرورة المباشرة فورًا في وضع خطة واضحة ومتكاملة لتنفيذ المشروع المطلوب في أرض الموقَّر التي تستحقّ أن تلقى اهتمامًا من الجميع، وأن يتم استغلالها بالطرق المثلى في مختلف الجوانب، على أن يُصار التركيز على موضوع الإنتاج الحيواني أولا ثم الإنتاج النباتي.
ووعد عبيدات بتخصيص ميزانية كافية من موازنة الجامعة للنهوض بالمشاريع النوعية التي تحتاجها الجامعة ومن بينها أرض الموقَّر، إلى جانب التشارك مع المعنيين من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المحلي المهتمة، للوصول إلى نتائج حقيقية ترى النور في أسرع وقت على أرض الواقع وتحقق شرط الاستدامة، معبرا عن أسفه للواقع الحالي لها.
من جهته، قدم عميد كلية الزراعة الدكتور صفوان الشياب نبذة عن المحطّة، مشيرًا إلى أن احتياجاتها تتمثل بضرورة تجهيز بنيتها التحتية، وتركيب أعمدة إنارة داخلها، وتشغيل بئرها الارتوازي وإنشاء خزان مائي بجانبه، وإعادة تأهيل السدود الثلاثة، وتمديد شبكة ري رئيسية، وزراعة مصدات للرياح وأشجار نخيل، وتقسيمها أيضًا إلى مناطق للإنتاج الحيواني ومراع، وأخرى لأبحاث الحصاد المائي، إضافة إلى إنشاءٍ مختبر حديث.
وتحدث الخبير في إدارة المياه الدكتور ذيب عويس، عضو هيئة تدريس سابق في الكلية، عن المشاريع المُنفّذة في أرض الموقَّر عام 1985، والتي كانت مُستغلّة وقد باتت جافة الآن، مؤكدا أنّ المنطقة بحاجة إلى إعادة تأهيل لسدودها وبئرها، وأنه لا يمكن تطوير البادية دون حصاد مائي.
فيما أكّد الأستاذ في كلية الزراعة الدكتور عبد الرحمن الفطافطة خلال تقديمه تصوّرا عن أرض الموقَّر أن الزراعة هي الحياة، وأنّ كليّة الزّراعة، التي تُعدُّ بيت العلم والخبرة، معنيّة بكل ما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والحيواني وغيرها، وشدّد على ضرورة الاهتمام بهذه الأرض إذ تُشكّل المكان الأمثل لتدريب طلبة الكلية وخريجيها.
وأُنشئت محطة الموقَّر، 1985 من أجل مكافحة التصحر، إذ تقع على بعد حوالي45 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة عمان، تضمُّ ثلاث وحدات، هي: وحدة الأراضي والمياه والنبات التي يندرج ضمنها البئر الارتوازي والسدود الثلاثة، ووحدة الدواجن، ووحدة الأغنام، وتواجه حاليًّا تحديات كثيرة تسعى الجامعة إلى إيجاد حلول حقيقية لها.