صراحة نيوز –
وتقع الشجرة التي تعود ملكيتها لعائلة أبو علي، في منطقة وادي جويزة بقرية الولجة في بيت لحم، جنوب غربي القدس المحتلة، يغطي جسمها أكثر من 250 مترًا مربعًا، ويبلغ ارتفاعها حوالي 13 مترًا، وتمتد جذورها بعمق يناهز 25 مترا في الأرض، وفقًا لوزارة الزراعة الفلسطينية.
ويعلم الفلسطينيون من تجربتهم في الزراعة أنّ الشجرة كلما كانت أكبر سنًا كانت نوعية الزيتون والزيت المنتج منه بطعم أفضل، وقال فياض فياض، رئيس المجلس الحكومي الفلسطيني لزيت الزيتون: “تنتج شجرة الولجة زيتًا عالي الجودة، والتحقيق ما زال جاريًا في ما إذا كانت بالفعل أقدم شجرة زيتون بالعالم كله”، وفقًا لموقع “ميدل إيست آي”.
وأكد صلاح أبو علي (46 عامًا)، الذي أوكلت إليه مسؤولية حراسة الشجرة، الموجودة في أرض عائلته طيلة السنوات الـ10 الماضية، لموقع “ميدل إيست آي”، أنه ما زال يشعر بالرهبة حيالها على الرغم من قضاء معظم وقته بالقرب منها، وأوضح أنّها كانت تنتج نصف طن من الزيتون كل عام، إلا أنّ إنتاجها انخفض في السنوات الأخيرة، وقال: “لم تنتج سوى 250 كيلوغرامًا من الزيت العام الماضي، ومرت فترات لم تنتج فيها شيئًا يذكر”.
كما أشار أبو علي إلى أنّ الشجرة تعاني من الجفاف، لأنها تحتاج كميات كبيرة من المياه نظرًا لحجمها، وهو ما لا يمكن توفيره، وأكد أنه أخذ على عاتقه إخماد عطشها بتمديد خرطوم مياه من الينابيع القريبة، إلا أنه أوضح أنّ الإمداد يعتمد على هطول الأمطار حيث تجف الينابيع بشكل خاص في فصل الصيف، وقال: “أخذت المياه تتناقص بشكل مضطرد في السنوات القليلة الماضية. أحاول أن أحافظ على الشجرة من خلال إضافة السماد إلى الأرض. يؤلمني أن أراها هكذا!”.
وأكد فياض أنّ موظفين مدنيين وعسكريين إسرائيليين زاروا الشجرة عدة مرات في الماضي، وأخذوا عينات منها، ما أثار خوف العائلات في الولجة، التي طالبت وزارة الزراعة الفلسطينية بالتدخل لحمايتها. وبينما كان أبو علي يقضي معظم الأسبوع بالفعل في حراستها، صار يتلقى من السلطة الفلسطينية راتبًا شهريًا يبلغ حوالي 410 دولارات لحراستها بشكل يومي.
وتقع الشجرة على بعد 20 مترًا فقط من جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي بني على عدة مراحل بدءًا من عام 2007، واستخدمت قوات الاحتلال كمية كبيرة من المتفجرات في بنائه من دون الاكتراث بالأذى الذي قد تسببه للشجرة، وقال أبو علي: “خفنا أن تتأثر، لكنها بقيت شامخة كما كانت منذ آلاف السنين”.
وتعد شجرة الولجة واحدة من حوالي 11 مليون شجرة زيتون في فلسطين، والتي تواجه جميعها تهديدًا لوجودها من قبل الاحتلال الذي يقطع الأشجار بشكل منهجي في سياساته التوسعية، وقال أبو علي: “إما ندافع عن أراضينا أو نستسلم، هذه الشجرة أمانة”، وأضاف مشيرًا إلى الأهمية الروحية التي تتمتع بها الشجرة بين سكان الولجة، كمصدر للحظ والبركة: “سيحاسبنا الله إن لم نحمِ الشجرة، فهي لا تقل أهمية عن المسجد الأقصى”.