أوقَدْتُم شَمعة التحرير .. بَدَلَ ان تَلعَنوا ظَلام الإحتِلال

17 مايو 2021
أوقَدْتُم شَمعة التحرير .. بَدَلَ ان تَلعَنوا ظَلام الإحتِلال

صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه

القضية حَيّه ، وايقاد شمعة يُنعشها . تحرروا من كل القيود التي فرضتها سُلطة اوسلو العمالة . لوذوا بالصمت في نضالكم ، حتى لا تُبلغ السُلطة عدوكم ، لتتخلصوا من سيف التنسيق الامني المُعيب ، انتم شعب الجبارين ، ان تفاديتكم الخيانات ، تأكدوا ان نصركم قريب .

فلسطين الحبيبة ، لا تغتري بالاستعراضات (( والهيزعيات ، والخزعبلات )) . الاحداث الاخيرة لم تكشف ، بل اكدت قدرات الشعب الفلسطيني بالداخل الفلسطيني في الضفة الغربية ، وغزة ، والداخل الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام ١٩٤٨ .

لديكم ادواتكم الجريئة القوية الفاعلة التي لا يقوَ العدو على صدها او ايقافها : تظاهروا ، تجمعوا ، ادهسوهم بالسيارات ، فَجِروا الباصات والقطارات والحانات والمولات ، اشعلوا مئات الحرائق ، فجروا محطات الكهرباء ، دمروا مضخات المياة ، إقصفوا بالصواريخ — مع انها ليست متطورة ولا فاعلة بما يكفي — لكنها موجعة تنال منهم لجُبنهم ، ليشتبك ابناء فلسطين ال ٤٨ مع مجاوريهم الصهاينة المستوطنين ، زلزلوا الارض تحت اقدامهم ، قاطعوا السلطة ، أخفوا خطط نضالكم عنهم ، لانهم يُسِرون بها الى الصهاينة وهم يتبادلون الانخاب في منتجع نتانيا ، صوروا فعالياتكم ، دونوا ووثقوا نتائج قصف العدو الغاشم ، واوصلوها الى شعوب الغرب الحيّة ، المؤثرة على قرارات حكوماتهم لانها دول ديمقراطية ، تستمع ، وتحسب حساباً لرأي الشعوب .

لا تلتفتوا الى ما يحدث على كل الساحات العربية ، ولا تعتبروه مساندة ، هي ليست اكثر من استعراضات ، تسمح بها بعض الانظمة لإفراغ شحنات الغضب في شوارعهم ، واذا تقدمت المسيرة لبضعة امتار زيادة عن الخط المرسوم يعتدون على المشاركين ، يسحبون النساء الحرائر من شعورهن ويلقوهن على الارض . وتُغيّر تلفزيوناتهم لهجتها وتُسمي الكيان بالعدو (( آنياً فقط )) ، والعَلم الصهيوني يرفرف في عمّان ، وخطّي العَلم المرسومين باللون الازرق يؤكدان استهداف الاردن ، ومع ذلك ندعه يرفرف ليؤكد اطماعهم فينا !!؟؟ يا عيب العيب . واتفاقية الغاز الفلسطيني المسروق تؤكد اعتبار الاحتلال شرعي ، كما اتفاقية المياة الفلسطينية المسروقة . المسيرات ، والمظاهرات ، والوقفات الاحتجاجية لا تفيدكم ، بطولاتكم تجاوزتها . أتوسل اليكم يا احرار فلسطين ان لا تلوموا ولا تعتبوا على اشقائكم من الشعوب العربية لانهم مهمشون ، لا يلوون على شيء ، لا يملكون الا قلبوهم ، وهي معكم ، تئن ، وتتألم ، وتتوجع من وجعكم ، لكنها لن تفيدكم في مرحلة كهذه .

أحرار فلسطين ، احذروا السلطة الفلسطينية ، احذروا العملاء من الافراد الفلسطينيين في الاراضي المحتله كلها ، فبعمالتهم يتم اقتناص قياداتكم ، وشرفائكم ، واحراركم . احذروا اغلب التنظيمات الفلسطينية ، لان مصالح التنظيمات لها اولوية على القضية . اشعلوا الارض واحرقوها بانتفاضة احرار شجعان بواسل لا يهابون الموت ، لا بل يزغردون له تهليلاً وترحيباً ، اجعلوها انتفاضة بدون قيادة ، هي ستفرز قيادتها لاحقاً ، بعد ان تُتعِب العدو ، وتُنهكه ، وبعد ان يظهر جُبنهم ، وتتضاعف هجرتهم المعاكسة ويعودوا الى اوطانهم التي قدِموا منها ، ويتوقف قدومهم الى فلسطين ويعتبرونها ارض الممات بدل ارض الميعاد . دعوا المستوطنين الغرباء يعرفوا ان ارض الميعاد هي مقبرتهم ، امنعوهم من ان تغمض جفونهم ، امنعوهم من التلذذ بمتع الحياة التي يعشقون ، ذكروهم بان الموت او التشويه او فقد الاحبة هو قاب قوسين او ادنى .

يا احرار فلسطين الشرفاء ، اقتلعوا اشواككم ، ودرن الاحتلال بايديكم ، بايديكم انتم فقط ، كل (( الهيزعيات )) خارج الوطن المحتل لا تقوى على إزالة شوكة من اصبع طفل فلسطيني . طول عمري ، وبكل طاقات قلمي المتواضع أُصر دوماً على المراهنة عليكم ، عليكم انتم فقط ، وما عداكم ، اعتبروه إلهاءاً لكم ، وتضييعاً لوقتكم ، وتفريطاً بنضالكم . انتم شرفاء الامة ، فقط انتم ، وما عداكم اما عملاء ، او منافقون ، او ضعفاء مُستكينون ، لستم بحاجة للأذلاء ، (( الذيب ما يرافق الحصيني ، انتم ذيابه )) ، ولن يفيدونكم ، هم عبء عليكم .

أُقسم لكم انكم بانتفاضتكم الباسلة عام ١٩٨٧ كِدتم ان تحرروا ارضكم لو لم يتم اختطافها من قِبل الفريقين المتناحرين : فريق الحداثة (( فريق الشيفاز )) ، وفريق الأصالة (( فريق البلاك ليبل )) ، الذين يعتبرون انهم عندما يُدخنون (( السيجار الكوبي الراقي )) بأنهم يتأسون بنضال البطل / فيدل كاسترو .

اعذروني لانني لُذتُ بالصمت خلال الايام الماضية ، لان بسالتكم الجمتني ، وشجاعتكم اخرستني ، وصبركم قهرني وافرحني ، اعذروني لانني كتبت كلماتي وانا خَجِلٌ امام بطولاتكم . لقد اوقدتم شمعة التحرير بدل ان تلعنوا ظلام الاحتلال . والله انني خَجِلٌ منكم فاعذروا صمتي . ستعود ارضكم لعروبتها ، فها هي قد بدأت تتكلم عربي ، العربي القُح يضعُف لكنه لا يستسلم . وهاكُمُ بيتين من الشعر النبطي للشاعر / علي بن احمد الرباعي :-
أهل الدنابك والحِيل والاكاذيب / عَبّادة الدينار شهّادة الزور .
خسرانهم يسوى كبار المكاسيب / وفراقهم يغني عن بنوك وقصور .
واختم ببيتين من الشِعر النبطي للمرحوم الشاعر / عبدالرحمن سلامه ملحم الملاحمه :-
مَرّْ سَلِّمْ عَ فَلسطينِ / ورجالاً تِعِزَّ الدِينِ / اللِّي بالحرب صَلّْفِيني / عَ دُورَ الدِنيا زِمانِ .

الاخبار العاجلة