أيلول ما اقساك ماتت أمي ومات معها كل شيء..

15 سبتمبر 2021
أيلول ما اقساك ماتت أمي ومات معها كل شيء..

صراحة نيوز  – بقلم  م مدحت الخطيب

أيلول  وشحوب أوراق الشجر..
وانصراف الصيف والحب ..
أيلول لم يعد  النسيم الهادئ الذي يحمل في ثناياه خيوط الشمس وجلسات القمر..

أيلول ما أقساك وما اقل وصالك..
أيلول نود منك ان تصمت..فأنت تعلم أن بالقلب وجع..
وانت تعلم أن الدهر شردنا..فلا تزد أوجاعي ألماً….
عامان من الألم على فراقك يمه..
ومن منّا لم تغشاه لوعة وداع فكيف اذا كانت لوعه وداع الام؟
واي ام انها الحنونة، المعلمة،  الطيبة ، ام (قلب رغوة) ، الجدة الحجية،  حبيبة الكل وام الكل وصاحبة الكل، 

انها ام حيدر ولطالما كانت تكررها عندما تضيق علينا الدنيا انا امك (يحيدر) فينتهي كل شي ، يا ام  الايتام، ويا جابرة القلوب ويا شريان الحياة لو تعرفين كيف تبدلت حالنا لدعوتي الله ان نقاسمكي القبر…

لكل حرف من حروف اسمها دلالات ،ولكل ركن في حياتها قصة وحكاية حتى اصبحنا نحب كل ما كانت تحب ..لم تمارس في حياتها الا دور الحنان والعطاء مع الجميع حتى مع من لا يستحق..

عامان يمه احاول كاذبا ان أمارس فيهما حيلتي الوحيدة في الكتابة لعل ما بين السطور يصل الى قلبك الحنون، فتهمسين بعينك كما كنتي بالقبول والرضا..

هنالك يمه قصة ألم لنْ تُحكى وهنالك كلمات وهمسات لا اثق ان ابوح بها الا الى قلبك الحنون ،

اتذكرين يمه وانا ادندن امامك بكلمات سعدون جابر قبل وفاتك بايام ( يا أُمّي يا أُمّ الوِفَا محاولا تخفيف الالم الجاثم على صدرك ..فهاهو الالم الان انتقل الى قلوبنا جميعا فمن يخفف عنا ذلك..

كبرت يا يمه   والأيام تمشي

شفت ما يعادل الأم ثمن كل شي

يا يمه الشمس من تمشين تمشي

يا تربه طاهرة ودار

ربينا بحضنك صغار

المحبة تنحني وتبوس إيدك

ويصلي الوطن لعيونك يا جنه..

ستّ الحبايب”..و”يا موه” ..و” يا امي كلمات كتبها الشعراء لتحرق قلوب الابناء بعد فراق امهاتهم..فليتهم لم يكتبوها..

، لست مادحا لاني اتحدث عن امي مع ان المديح خلق للام ،ولكنها والله يشهد على ذلك كانت نهر عطاء للجميع فاحبها الجميع،

من عبقرية الادارة التي كانت تمتلكها و الكاريزما التي يفتقدها حتى كبار اطباء علم النفس  ، كانت تشعر الجميع انهم الاقرب الى قلبها ..

عندما اجالسها  كنت اتوقع اني الاكثر قربا الى قلبها ،وكذلك عندما يجالسها  ابي و اخي واختي وابني وابن اخي واختي وحتى (مرار) الطريق وعابر السبيل…
كنا جميعا نستمد قوتنا من صبرها وحنانها الذي لا يجف..ومن جرعات القوة والحب الصادق و التي لا تخرج الا من قلب الام ..
اما اليوم فلا نملك الا الدموع والتحسر  والدعاء بقلب المكلوم ان يرحمها الله ويغفرلها ويسكنها فسيح جناته ويجعل قبرها روضه ومن رياض الجنه..

الى رحمة الله يا طاهرة اما كلماتك وهمساتك وحركاتك فستبقى خالدة في عقلي تداعب صدري المهموم  حتى ياتي امر الله ويطيب اللقاء  عسى ان يكون في جنات ونعيم عند رب كريم،..

الاخبار العاجلة