صراحة نيوز- بقلم سهير جرادات
من يجرؤ على التفكير بأن هناك خوفا على المدينة التي أطلق عليها الرومان اسم أرابيلا، وتعني( مدينة الأسود ) ، والتي أصبحت فيما بعد تُعرف باسم (الأقحوانة)، واليوم هي(إربد)، عروس الشمال .
إربد .. يا مصنع الرجال .. وبلد الشهداء ..إربد يا مهد الحضارة والثقافة .. إربد .. يا بلد الرجال الأفياء، والنساء الجميلات المتعلمات .. يا معشوقة عرار ..يا بلد وصفي ..
إربد .. أنت مدينة العز والمجد والجاه .. إربد أنت عنوان الكرم والنخوة .. إربد ..أنت مدرسة الكرامة والشهامة .. إربد .. أيها الفاتنة تزينك سنابل القمح والدحنون ..
إربد يا عقال الرأس .. يا من قدمت دون منة للوطن الكثير من التضحيات والشهداء ، فكان منها أول شهيد أردني روى بدمائه الزكية ثرى فلسطين المبارك، وأنجبت “عرار، ووصفي”، إربد يا مسقط الرأس ، ترابك الغالي يحتضن رفات الآباء والأجداد، الذين نفتخر بهم.
قالوا: إربد في الشمال مريضة ، فقلت يا ليتني كنت المداويا .. “يا بعد قلبي يا إربد” .. كيف عزلوا عنك أخواتك محافظات المملكة ، ومنعوا الخروج منك والدخول اليك ، وعزلوا عنك قصبتك وقراها ، ووضعوا سواتر ترابية في شوارعك حفاظا على سلامتك .
يا الحبيبة ..أنت مريضة ومعزولة ؟!! أنت موجوعة .. فمن أوجعك وكيف تمكنوا منك ؟!..
اعذريهم على تراخيهم عن وجعكِ وألمكِ ، فعندما طلبوا على استحياء من المواطنين المخالطين بعرس أحد ابنائك بالتقدم إلى الفحص ، ومن قبلها تراخيهم مع ابنائنا القادمين من الخارج الذين كانوا يحملون الهدايا والفيروس والمرض معا..
اعذريهم وسامحيهم على هذا الخطأ، وتجاوزي عنه عندما تركوك وحيدة مع الفيروس، فالعفو من طبعك.
اطمئني يا معشوقتنا ، الوضع تحت السيطرة ، جيشك يقف إلى جانبك لنجدتك ومساعدتك ، ونصرتك في حربك ضد الفيروس .. من يقوى على ايذائك يا أجمل المدن!
فمن فرط جمالك حملت لقب (عروس الشمال) ، لن ينالوا من جمالك ولا من فرحك أيتها العروس .. إربد ستبقى عروس البلاد .
هنيئا لك يا إربد بابنائك من منتسي القوات المسلحة الأردنية، الذين هبوا لحمايتك من كل شر يتربص بك ، ها هم أبطال الجيش العربي في ضيافتك ، افتحي لهم ذراعيك وضميهم ضمة الأم لأبنائها البررة ، الذين قدموا اليكِ وفاء وعرفانا ، فهم منك ولكِ، وأنت لهم ومنهم، وكوني على يقين بأن للأردن ربًّا يحميه وجيشا يفديه.
نامي قريرة العين يا إربد ، غدا سيكون أجمل بإذن الله تعالى ، سيزهر الربيع في سهولك وتلالك ، ويمتد الزرع بساطا اخضر، وسندرس البيدر، ونقطف الزيتون والزعتر، ونزين رؤوسنا بزهرة الاقحوان ..
نستودعك الله يا إربد، ونستودع أهلك الطيبين .. ورجالك ونساءك .. كبيرك وصغيرك.. أطفالك وشيوخك .. أرضك وسماءك .. سهولك وتلالك .. ربيعك ودحنونك .
قريبا ستعود حلقات الدبكة والفرح إلى إربد وقراها ، وستقف النساء والرجال بتتابع مشترك ، وأيد متشابكة ، يضربون بأرجلهم بقوة على الارض ، ويطلقون العنان لأصواتهم للتغني بسهول إربد وتلالها ، ويدبكون على أنغام المجوز ، دبكة ” حبل مودع ” ..
أحمد الله وأشكره ، أني خلقت من طين إربد .
Jaradat63@yahoo.com