صراحة نيوز – بقلم أسعد العزوني
أفضل توصيف يمكن أن نصف به مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،هو أنها قنبلة متفجرة زرعها الإستعمار البريطاني في المنطقة تنفيذا لما ورد في “وثيقة كامبل” السرية، الصادرة عن مؤتمر كامبل الذي ضم العديد من وزارء خارجية أوروبا ،ونظمه وزير خارجية بريطانيا في الفترة ما بين 1905-1907 بعد إكتشاف النفط في المنطقة ،وتقرر فيه زرع كيان غريب في الإقليم وعدم السماح بتوحيده ،والعمل على تجهيل وإفقار شعوبه ،والأهم من ذلك تعيين صناع قرار فيه من خارج نطاقه،ولنا في الأسماء المتداولة في الحكم خير دليل ،حتى انهم قاموا بتزويج البعض من يهوديات لضمان السيطرة عليه وتوظيفه وتوظيف حتى أولاده لتنفيذ الأجندة الصهيونية.
منذ ذلك التاريخ والمخابرات البريطانية والحركة الصهيوينة، تعملان دون كلل لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديدة التي ستحتوي قنبلة موقوتة هي مستدمرة إسرائيل،وأولى الخطوات الظاهرة هي معاهدة سايكس-بيكو بين بريطانيا وفرنسا عام 1916، لتقاسم المنطقة بين كل من الإستعمارين البريطاني والفرنسي آنذاك،وكانت بريطانيا هي الأقوى والأذكى ،وإستحوذت على العراق وشرق الأردن وفلسطين تحديدا لضمان تنفيذ خطتها القاضية بتسليم فلسطين لليهود كي تتخلص منهم ،لرغبتها في إقامة مملكة مسيحية خالصة تخلو من اليهود.
الخطوة المهمة الثانية هي سيطرة بريطانيا المطلقة على شبه الجزيرة العربية التي تبين أنها تقبع على محيط من النفط وأرسلت لنا خيرة خبثائها من كبار ضبط المخابرات امثال بيرسي كوكس،وقامت بعمل خبيث وهو إستجلاب عائلات يهودية وسهلت لهم إستلام الحكم في الجزيرة بعد القضاء على من يستحقه من أهل البلاد الأصليين ،وأصبح لهم شأن كبير كونهم باتوا أثرياء حد السفه ،وتمكنوا من إنتزاع القرار السياسي حتى من الدول العربية الأخرى نظير الدعم المادي ،كل ذلك بالتنسيق مع مستدمرة إسرائيل.
هذا ما يفسر فشل كل حركات التحرر العربية وفي مقدمتها الثورة الفلسطينية ،التي تعرضت للغدر مرات ومرات ،أهمها وليس آخرها الضغط على القيادة الفلسطينية للخروج من لبنان عام 1982 بعد صمود أسطوري دام نحو ثلاثة أشهر ،تلا ذلك تقديم مبادرات سعودية ل”السلام”،أولها مبادرة الملك فهد في قمة فاس من ذلك العام ،ومبادرة الملك عبد الله “مبادرة السلام العربية”،وحاليا نشهد مراسم التطبيع السعودي والإماراتي والبحريني مع مستدمرة إسرائيل ،وهناك حديث مزكم للأنوف عن حل يطلق عليه صفقة القرن ،تنجزه كل من إسرائيل والإمارات والسعودية بعيدا عن الأردن ،وعن مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل عملت إسرائيل – بالتعاون والتنسيق مع هذه العائلات اليهودية التي إعترف أحدهم كذبا انهم أسلموا وحسن إسلامهم – على تفتيت العالم العربي من خلال التوغل في الأقليات وفي مقدمتها الأقلية الكردية في العراق تنفيذا لوصية الملك عبد العزيز لأولاده وهو على فراش الموت ،بألا يدعوا الإقليم يستقر حفاظا على وجودهم وخاصة العراق واليمن ،وكان اول الداعمين للملا مصطفى البارزاني المتزوج من يهودية نمساوية ويتمتع آنذاك بالجنسية الإيرانية ،هو الملك عبد العزيزنوها نحن نشهد فصلا واضحا من فصول التفجر الإسرائيلي في شمال العراق ، حيث الإستفتاء على فصل الإقليم عن العراق مكافاة لأكراده الذين قادهم الملا مصطفى البارزاني لإنهاك العراق.
سجلت هذه العائلات تحالفا قويا ناجحا مع مستدمرة إسرائيل،وكان الإسرائيليون يخططون ويناط التنفيذ بالعائلات الثرية المتحكمة في صناعة القرار العربي والإسلامي ،وقد تم إشعال النيران في كافة الأطراف العربية بدءا من الجزائر وإنتهاء بسوريا مرورا بالعديد من الدول العربية ،وقد لا حظنا ان هذه العائلات تمكنت من السيطرة على اوضاعها الداخلية ،إما بالرشا أو بإستئجار جيوش عربية تقمع الحراكيين فيها ،مع انها دفعت المليارات للمرتزقة كي يشعلوا النيران في بلادهم ويتخلصوا من حكامهم كما هو معلن ،في حين ان المخفي هو تقسيم الوطن العربي من جديد.
حاليا نشهد ثمار هذا التحالف اليهويد-الصهيوني ، وخاصة بعد إعلان الإمارات والبحرين والسعودية التطبيع مع الكيان الصهيوني،ضاربين بعرض الحائط مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني الذي ضحى بالكثير من أبنائه لتحرير أرضه التي باعها الملك عبد العزيز إلى الصهاينة عام 1916 ،ولكن السؤال :هل ستسير الأمور حسب ما يشتهي يهود؟الجواب المنطقي هو لا طبعا ،لأن الله غالب على أمره وعينه لا تنام ،ولنا في مجريات الأمور في شبه الجزيرة العربية خير دليل ،وعموما فإننا نشتم رائحة المهدي المنتظر الذي سيبعثه الله للقضاء على كل من حاول تشويه صورة الإسلام وإختطافه إلى درجة التغول وإلغاء سنامه وهو الجهاد،وسهل الصعاب لإستدامة الوجود الصهيوني في المنطقة.