صراحة نيوز- بقلم المهندس مدحت الخطيب
كتبت في كل شئ…نقابيا وطنيا ومهنيا، كتبت عن فرحي، وعن حزني، كتبت عن حبي وعن سفري وترحالي،
اليوم وفي زمن الكورونا ،أشعر ان فكري قد تحول إلى درب من دروب ( الرؤى والأحلام) اقف بصمت على عتبات الخطوط والأرقام والحروف المبعثرة …وأطلق العنان للساني الذي أصبح لا يتقن ألا الدعاء إلى الله راجيا أن يرفع عنا الوباء والبلاء ،
اجلس صامتا متقمصا دور موظف الإحصاءات العامة اراقب الشاشات فاسجل كم حالة مرت على وطني في اليوم ، وكم حالة شافاها الله، اراقب نشرة أخبار الثامنة كما اراقب أوقات الصلاة ليطل علينا وزير الإعلام والصحة بآخر المستجدات…
ما بين هذا و ذاك أحن الى أهلي، أبي وإخواني ، الى شركتي الحبيبة (جالكو) ، الى نقابتي، أصدقائي، جيراني حتى أخذني الشوق إلى فيّْ البيوت ،فايقنت أن حياتي من غيركم ودنياي والله تابوت…
كتبت عن أهلي وعزوتي ومسقط رأسي إربد ، وهل خلق الله في الدنيا أجمل من إربد ،
كتبت عن سحرها ، عن جمالها، عن رجالها، فهي أجمل من كل جميلة، فمهما توسعت القارات وتزينت المدن والبلدات، تبقى إربد لنا كأردنيين خارج المقارنة ، الشقيقة الكبرى لنا جميعا، عروس الوطن بحليها وجمالها، بهيبتها ووقارها، بتراثها وبطولات رجالها،
بإختصار هي أقرب من قلبي عني …فالغزل يذوب بعينيكي يا بيتي وسريري ووسادة رأسي ،وملاذي الأخير…
اليوم لا أنكر وقوفي التام كباقي أبناء هذا الوطن خلف حكومتنا ،ولأجل الوطن أغلقت باب النقد ، وركزت على الإيجابيات وابتعدت ما استطعت عن الحديث بالسلبيات التي لا وقت لها الآن،
وبين هذا و ذاك، بين الرجاء والأمل والدعاء، وصلتني مسج تزيد من جمال الأردنيين وتراحمهم جمالا ، رسالة بحروف وأرقام مفادها أن الراتب، قد تم إيداعه في البنك بكل سهولة ويسر، دون تعطل او تلكؤ أو تأخير لا بل قبل الموعد المحدد بيومين،
نعم هضول إحنا، أبناء جسد واحد، غذاء أبنائنا التراحم والتآخي، وعطر ثيابنا رجال أعمال همهم الوطن ،والموظف لا اكثر بعيدا عن حسابات الربح والخسارة ،
اليوم حق لي أن أتحدث عن شركتي التي أعمل بها من باب التحفيز لا المديح فمن يمد يده الى العاملين في كل مكان يرتجف الشكر عند ذكره فالصمت في زمن الجمال جمالا…..رسالتي باب من أبواب التراحم والتآخي ومد يد العون،
رسالتي أتمنى أن تصل الى باقي الشركات فمنذ أيام ورئيس هيئة المديرين والمدير العام للشركة على تواصل تام مع الجهات الحكومية لإصدار تصريح مؤقت للمدير المالي ، لكي يصل إلى مكان عمله وتحقق لهم ذلك فارتاحت القلوب قبل الجيوب .
منذ أيام وهمهم الأول والأخير ان يكون الجميع بالف خير ، فالأوطان تبنى بالبشر لا بالحجر ، شعارهم سيأتي يوم وينجز ما تراكم من عمل، وبعون الله الخسائر ورغم قسوتها ستتعوض، فسلامتكم عندنا فوق اي اعتبار، كيف لا وشعار الحسين الإنسان، مخلوط في حياتنا كأردنيين الإنسان اغلى ما نملك،،
فبارك الله بالايادي الطيبة كما بارك بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وحمى الله جيشنا العربي المصطفوي وشعبنا العربي الأصيل ميثاق الجمال والأناقة وبوركت أيادي المخلصين ..
في الختام اقول حتى وان عكر صفو حياتنا المرض أو طمع البعض في المال والربح الوفير، فضيق على العباد والبلاد،سيأتي يوم ويلعنكم التاريخ ويخلد اسمائكم بين المتخاذلين، فاقبح ذنب أن يتحول الإنسان الى تجار وطن ، في زمن المحن…
اما انتم أيها القابضون على الجمر سابقا أردد من خلال صدقكم ما حييت ما زال على أرض وطننا الحبيب رجال يستحقون الثناء ، ووطن كبير يستحق العمل والبناء والإنجاز ….