صراحة نيوز – بقلم الدكتورة ماجدة عودةالله ابو جاموس
صادف يوم الاثنين الثالث من شباط الذكرى السنوية الخامسة لاعلان استشهاد الطيار الاردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الارهابي , وبهذه المناسبة فاسمحي لى يا م الشهيد ان اضع بين يديكي كلماتي هذه :
اليك يا من تربعت على عرش الامومة , اليك يا من جعلت من صبرك عنوانا لكل ام ثكلى امنت بقضاء الله تعالى وزفت عريسا للوطن , اليك يا ام معاذ يا ام الشهيد اوجه رسالتي هذه لاعبر عما يجول في قلب كل ام وكل اخت وقد اعتصر قلبها الم الفراق بشراك يا ام البطل , بشراك وقد نعتي منذ ذاك اليوم بام الشهيد , انه معاذ ابنك وابن كل ام اردنية بكته في ذاك اليوم , بل وزغردة لعرس الشهيد , وقد غاب عنك وعنا الا انه يتنعم بفضل الله تعالى مع الشهداء والصديقين وارتقى عند ربه وهي غاية المنى , في ذاك اليوم يوم الشهادة ,وقف الوطن , كله ليؤدي تحية الوفاء الى اهل الوفاء ، وقفت النساء ووقف والرجال والشيوخ والاطفال جميعا وبصف واحد ليحيوا اهل الشرف، حيث انصهرت كل الكلمات و لتخط باحرف من نور المجد للشهيد , المجد لك , كيف يمكن ان نخط بالحبر كلمات تصف اولئك الذين سطروا اسماءهم في لوح المجد بدم الشهادة وبطولة الفرسان, فكل الكلام قليل وكل الاوصاف هزيلة حين تطلق على هؤلاء الذين يحملون هم الوطن على اكتافهم , فهذا عهدهم مع الوطن , هم من اقسموا بالله الذي رفع السماء وبسط الارض بان يكون لهم مع الشهادة ملاحم تصنع الحياة وبان اردن العز كان أبداً موطناً للشهداء ومنطلقاً لاباة يعرفون الموت درباً للحياة.
ماذا نقول فيك اليوم ايتها الماجدة, يا من ربيت وزرعت مجد الوطن في قلب معاذ الصغير, ليكبر ويكبر الحب فيه . فالتحية لك ولميلاد الفجر في العيون المكحلة بلون الدم، والأسماء التي تشرق ابد الدهر مع نداء الواجب في وطن العلياء والرسالات, اسماء غابت عنا الا ان لها الكلام في صمت الأسى تعلنها ملبية كلما أقبل موعد شهيد مقبل غير مدبر , سالكا درب التضحية .في حضرة هذا الدم الطاهر تخجل الارض ويخجل الحجر وترتعش سماء الوطن خجلا وفرحا كلما صعدت ارواحهم امنة مطمئنة لتستقبلها ارواح شهداء رفرفت ارواحهم عاليا مسبشرة بما جعل لها من مكانة .
هناك مكانك يا شهيدنا البطل, هناك هو يا ام الشهيد ينظر اليك من اعلى, ودعك ويدعوك للصبر ويقول لك : يا امي ها انا اخلد امنا مطمئنا في جنات الفردوس , وقد ابدلني الخالق عز وجل دارا خير من دار الدنيا , وانتظر يا امي ذاك اليوم الذي سيجمعنا الله في جنات الخلد التي وعد الشهداء, فانت من ربيتني, انت من نذرتيني و اهديتني للوطن وكان لك ما اردت , فقد سطرتي بعطائك وبصبرك نموذج يشرف كل مسلم كل عربي كل اردني . اقول لك عند قدميك تكون الجنة
يا ام الشهيد ننحني نقبل بمعيتك تراب الدم المعطر بفوح نجيع الشهداء الابرار, تنحني الكلمات إجلالاً وترتفع الجباه الى أعلى الأعالي والقبضات على الصدور تقسم قسم الوفاء للوطن ولكل ام شهيد ثكلى فقدت مهجة قلبها, نقسمها باننا معك فالسلام عليك يا ام الشهيد وقد زلزلت دموعك ارض الوطن بل والعالم قاطبة ..سلام على روح معاذ الطاهرة وقد ودعتك وكلها ثقة بانك الاردنية النشمية الي تعي بان الابطال هم من سكبوا دمهم من دون حساب في عروق الوطن ليبقى الوطن. سلام على الدم الذي اثمر ابطالا كتبت أسماؤهم في دفتر المجد شهداء