مرور 92 عام على احتلال دولة الاحواز العربيه من قبل إيران ، فبتاريخ 20 نيسان 1925م ، وقعت مكيدة تاريخية عظيمة خطّطت لها بريطانيا الاستعمارية مع بلاد فارس التي أُطلِقَ عليها منذ ذلك التاريخ اسم إيران ، وكان من نتائجها احتلال الاحواز أو ما تسمى عربستان ( بلاد العرب) والذي أطلق عليها الإيرانيون كذلك اسم خوزستان .
تبلغ مساحة الأحواز العربية (348) ألف كم مربّع، أي أكثر من مساحة بلاد الشام كلها (سورية والأردن وفلسطين ولبنان) ، ويبلغ عدد سكانها العرب أكثر من (12) مليون نسمة .
وتمتدّ على طول الساحل الشرقيّ للخليج العربيّ، من شماليّ شط العرب شمالاً إلى مضيق هرمز جنوباً ، وهذا يعني بوضوحٍ أنّ إيران ليس لها أيّ ساحلٍ على الخليج العربيّ ، الذي بقي حلماً فارسياً لم يتحقّق، إلا باحتلال الأحواز العربية ، عندما وقع آخر أمرائها (الشيخ خزعل الكعبيّ) ضحية مكيدةٍ حين دُعِيَ إلى حفلٍ على متن يختٍ بريطانيٍّ في شط العرب، حيث تم اعتقاله من قِبَلِ البريطانيين والفرس، وسجنٍ في طهران ، فيما بدأت قوات (رضا خان بهلوي) بالهجوم العسكريّ واحتلال (الأحواز) بمساعدةٍ بريطانيّة. وقتل الامير عام 1936 .
تمثّل الأحواز العربية المحتلَّة ، أهميةً استراتيجيةً من النواحي الجغرافية والاقتصادية والسياسية والتجارية، ومما أكسبها أهميةً بالغةً هو اكتشاف النفط والغاز الطبيعيّ فيها عام 1908م ، والذي كان أحد أسباب احتلالها.
قام الفرس وما زالوا يقومون بطمس الهوية العربية لشعب الأحواز، ومَنْعُ تدريس اللغة العربية، وفَرْضُ التعليم باللغة الفارسية، وفَرْضُ الحُكم العسكريّ الفارسيّ، وإلغاء كل أشكال مؤسّسات الحُكم العربية ،وعدم الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الأحوازيّ، وحرمانه من أبسط الحقوق السياسية ، واستخدام أبشع أساليب القمع والاضطهاد وفرض الضرائب الباهظة، والتشريد والسَّجْن والاعتقال والقتل والملاحقة والإعدام.
لقد فعلت إيران الفارسية ما فعلت في العراق وأفغانستان ، وما تزال تنكر احتلالها للجزر الإماراتية العربية ، وما تزال تعتدي على الحقول النفطية العراقية ، وما تزال تثير القلاقل في لبنان واليمن والكويت ومصر والمغرب وتونس والبحرين، وما تزال تعتدي على الشعب السوريّ دينياً وديموغرافياً.. وما يزال طغاة الوليّ الفقيه الفارسيّ الصفويّ يثيرون الضجة لتكريس اسم الخليج الفارسيّ بدل الخليج العربيّ .
هذه نبذة سريعة لدولة عربية كانت مستقلة، وكانت أقوى من إيران، واحتلت بالمؤامرة ومازالت ، الأحواز لم تفقد استقلالها السياسي فحسب بل فقدت أيضاً هويتها وثقافتها العربية، فهل من سبيل لمساندة هذا الشعب العربي المحتل .
عاكف الجلاد