صراحة نيوز – بقلم رمضان الرواشدة
حملة التضامن الكبير التي قام بها الشعب الأردني وقيادته خلال الايام الماضية ردا على العدوان الصهيوني على اهالي القدس وعلى غزة سواء المسيرات الشعبية في المحافظات وعلى الحدود مع فلسطين او في محيط سفارة الاحتلال في الرابية تعبير حقيقي عن القيادة والشعب الاردني الذي ما توانى منذ مائة عام من نصرة الفلسطينيين.
جلالة الملك اجرى اتصالات مكثفة مع قادة العالم والدول المؤثرة مستغلا قوته الدبلوماسية والسياسية وما يحظى به من احترام لدوره في المنطقة والعالم من اجل وقف العدوان . وبنفس الوقت عبّرت فعاليات الوطن من احزاب سياسية ونقابات وعشائر اردنية وابناء المخيمات عن موقف موحد رافض للعدوان .
الأردن والأردنيون ما بخلوا يوما بحياتهم من اجل فلسطين منذ الشهيد كايد المفلح العبيدات الذي استشهد عام 1920 في منطفة تلال الثعالب وهو يقاوم الاحتلال البريطاني لفلسطين مرورا بآلاف الشهداء في معارك 1948 و 1967 ومعركة الكرامة وحرب تشرين عام 1973 غيرها. قولوا لي من هي الدولة العربية التي استشهد ملكها من اجل فلسطين ؟؟؟ كما استشهد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين على عتبات المسجد الاقصى ومثله ايضا استشهد رئيس الوزراء المرحوم هزاع المجالي ورئيس الوزراء الشهيد المرحوم وصفي التل نتيجة مواقفهما من فلسطين .
الجيش الاردني بقي على العهد منذ تأسيسه حتى اليوم وقدّم التضحيات من اجل فلسطين والأمة العربية ودوره المشرف معروف للكل ولن يستطيع احد انكار ذلك والأصوات القليلة التي تسيء للاردن قيادة وجيشا وشعبا على مواقع التواصل شاذة ومشبوهة وهي اصوات لا تعبر الا عن نفسها ومنطلقاتها غير بريئة في هذا الوقت بالذات .
مطلوب شعبيا ووطنيا من الحكومة اتخذ اجراءات جدية لمواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني واقلها طرد سفير الكيان واستدعاء السفير الاردني ليتناغم الموقفان الرسمي والشعبي وكلفة الامر سياسيا ليست كبيرة.
التظاهرات المناوئة للعدون الصهيوني على القدس وغزة في كل الاردن تعبير عن غضب حقيقي ومشاعر اردنية جيّاشة وهي تسند الموقف الرسمي بشكل قوي ويجب استغلالها امام العالم والدول المؤثرة . ولكن هنالك مسؤولية على الجميع من رجال الأمن الى المتظاهرين وهي تفويت الفرصة لأي كان ان يحرفنا عن بوصلتنا الحقيقة وهي مناصرة الشعب الفلسطيني ودعمه الى ان يحقق طموحاته بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس ..وأن لا نلتهي بتسليط الضوء في مواقع التواصل على بعض التصرفات الفردية ونعمل من( الحبة قبة )وننسى جهودنا لمواجهة العدوان بكل الوسائل بما فيها الكلمة ،فالكلمة اليوم تفرق مع شعبنا الفلسطيني.
الأردن هو الأقرب لفلسطين وشعبها جغرافيا وسكانيا وعشائريا ونسبا، ووحدة الدم والمصير والمستقبل ولذلك فإن علينا ان نتوحد جميعا من اجل دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل السياسية والشعبية والمالية والطبية وما شاهدناه خلال الايام الاخيرة من جيل جديد اغلبهم ولدوا بعد انتفاضة عام 2000 في فلسطين يبشر بالخير فهذا شعب الجبّارين… ومهما حاولوا ان ينتزعوا فلسطين من عقول وقلوب شبابها وشباب الاردن والامة العربية لن يفلحوا .