فور سماع جلالة الملك وولي عهده بالحادث المؤسف الذي نجم عن سقوط صهريج غاز سام اثناء المناولة في ميناء العقبة والذي نجم عنه وفيات واصابات بين العاملين هناك جاء تحركهما السريع لمتابعة الجهود الوطنية للتعامل مع تداعيات الحادث وحرص سمو ولي العهد على المتاعة من مركز ادارة الإزمات ليتبع ذلك اليوم بزيارة موقع الحادث وهو أمر غير مستغرب في سرعة تعاملهما مع مختلف الإحداث لرفع معنويات كوادر الأجهزة المختصة وموجهين ومتابعين لكل صغيرة وكبيرة .
وقبل اتخاذ رئيس الوزراء قراره باستقلال مروحية عسكرية للتوجه الى موقع الحادث كان جميع أفراد وكوادر الأجهزة المختصة العسكرية والمدنية قد تخندقوا كل في مجاله لمواجهة الحادث المؤسف قدوتهم الملك وولي عهده في انتمائهم لوطنهم وقيامهم بواجباتهم كما هو شأنهم مع مختلف الأحداث والأزمات التي تعصف بالوطن ولنا في مواجهتهم تداعيات جائحة كورونا خير شاهد حيث لم ينتظروا رئيس حكومة أو وزير ليدلهم على ما يجب القيام به .
ما الذي قدمه رئيس الحكومة وبعض الوزراء الذين رافقوه حين وصلوا العقبة والذين اذا ما استثنينا القائد الميداني وزير الداخلية غير عقد المؤتمرات الصحفية والتراكض نحو الكاميرات والميكروفونات والشو فيما قادة المؤسسات العسكرية والأمنية ومعهم وزير الداخلية باشروا مهامهم في متابعة تنفيذ الخطط الجاهزة لمواجه الأحداث بحسب نوعيتها وفي مقدمتهم مدير الأمن العام اللواء حسين الحواتمة الذي كان أول مسؤول كبير يصل العقبة وكذلك مدير الخدمات الطبية العميد الطبيب يوسف زريقات .
مأساة الأردن ليست بالكوادر البشرية في كافة أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والمدنية الذين اغلبهم يعون واجباتهم وفي مستوى التعامل مع الأحداث التي تعصف بالوطن بل في تلك الفئة من القادة الذين لم يتدرجوا في الرتب وهبطوا على مواقعهم تنفيعا أو توريثا ولا يعنيهم سوى ما يتحقق لهم ولإبنائهم من مكتسبات .
الحقيقة الثابتة ان ما يهم الشعب الأردني بغالبيتهم مواطنين وعاملين في مختلف المؤسسات العسكرية والمدنية وعندما تدلهم الخطوب سلامة الوطن وسلامة ابناءه لا ينتظرون حمدا من احد أو توجيها من متكسب أو مُنظر لكي يقوموا بواجباتهم .
الأردن بخير والحمد لله ليس بجهد حكومات التنفيعات والفزعات وسيبقى بعون الله بخير ما دام أهله يتصفون بما يجب من نخوة وعزيمة صادقة ليبقى الوطن الحضن الدافىء والآمن .