صراحة نيوز – مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين افتتح الأمير الحسن بن طلال صباح اليوم الأربعاء المنتدى والمعرض الزراعي الأردني الدولي الأول وذلك في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت .
ويهدف المؤتمر الترويج للقطاع الزراعي وعرض قصص النجاح والمنتجات الزراعية الرائدة، حيث يعتبر القطاع الزراعي في المملكة الأردنية من اهم القطاعات الإنتاجية، فهو يتعدى كونه مصدر للدخل الى كونه نظم حياة وامن غذائي واجتماعي و محور التنمية الريفية.
كما يهدف المنتدى الى تعزيز التبادل التجاري للسلع الزراعية و تحفيز الشركات التجارية الزراعية، في اطار السعي للنهوض بالقطاع الزراعي الأردني والترويج للقطاعات الزراعية الرائدة وتشجيع الاستثمارات الزراعية.
وقال الامير في كلمته التي القاها امام الوفود والحضور إنه إذا اعتبرنا الماضي مقدمة للمستقبل فإن الزراعة تعود للعصور الحجرية في الأردن.
واشار الى ان الزراعة تمكنت من نقل المجتمعات من مستهلكة الى مجتمعات منتجة مستقرة.
وبين الامير اثار التغير المناخي على منطقة الشرق الاوسط ودلتا النيل وما تحدثه من قضاء على المساحات الزراعية داعيا اللجان المتخصصة للتباحث في آلية وكيفية احداث التغيير لصناعة اراض زراعية منتجة.
وأكد الامير الحسن بن طلال اهمية الاهتمام بالزراعة وزيادة المساحات الزراعية في الوطن العربي بشكل عام، مشيرا الى ان الاستمرار على ذات الحال سيؤدي الى مضاعفة العجز الغذائي عام 2030.
وقال إنه لا بد من تحديد الأولويات واستنهاض الثروات البشرية الكامنة في وطننا العربي وتدعيم الإدارة المشتركة للشعوب على المستوى الإقليمي وتفعيل الحوكمة الرشيدة لتحقيق الأمن الإنساني بجميع محاوره ودون تمييز.
وأشار سموه إلى الحاجة إلى إنشاء قاعدة معرفية إقليمية مبنية على أساس الجغرافيا والجيولوجيا والجيوفيزياء، إضافة إلى صياغة سياسات إقليمية تنسيقية متكاملة بعيدا عن السياسة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الأممية بهدف إيصال الصوت المدروس من الإقليم إلى الخارج.
وأضاف انه لا بد أن تُبنى السياسات والبرامج التنموية على تعزيز العلاقة بين الأمن الغذائي والحماية الاجتماعية لضمان توزيع متكافئ للغذاء.
وأعرب سموه عن أمله أن تتحول بعض الهيئات الإقليمية إلى مجلس اقتصادي اجتماعي يمثل المنطقة؛ داعيا المنظمات والهيئات العربية والإقليمية لتقديم بحوثها ودراساتها الحيادية حول الفقر والبطالة وتنمية الموارد البشرية وغيرها.
وأكد سموه أهمية زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية والاستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، لافتا إلى الحاجة لتمكين المزارعين من استخدام أحدث الأساليب والتقنيات الزراعية لتحسين مداخيلهم وانتاجهم واعتباره من الحقوق الأساسية.
ودعا سموه إلى التواصل مع الناس وتقوية الشبكات الانتاجية الاجتماعية للمجتمع المدني، وتعزيز الشراكة بين الجانب السياسي والاقتصادي والمدني لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
واقترح سموه تبنى سياسات لتحقيق الأمنِ الغذائي، ومن ضمنها تمتين التعاون الإقليمي بين البلدان العربية والحفاظ ِعلى التنوع الحيوي وتطبيق الخيارات المتوفرة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسينِ مستوياتِ الاكتفاء الذاتي وتخصيص استثماراتٍ إضافية للبحث العلمي الزراعي وبرامج التطوير الهادف.
من جانبه، قال وزير الزراعة الدكتور خالد الحنيفات إن الزراعة في الأردن تعتبر أولوية وإحدى روافد الاقتصاد، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تطوير القطاع والارتقاء به بشقيه الحيواني والنباتي.
وبين ان المنتجات الاردنية تتمتع بجودة عالية نظرا لما يتميز به المناخ الاردن وتحديدا في منطقة الاغوار، لافتا إلى ان المنتدى يعتبر مكملا للجهود الاقليمية والدولية التي تهدف الى تحسين مستوى الامن الغذائي ومحاربة الجوع وتحفيز السياسات الحكومية لإدراج القطاع الحكومي ضمن اولويات الخطط الاقتصادية.
واكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعة البرفسور ابراهيم احمد الدخري ان المنظمة تسعى لتحقيق التنمية الزراعية وتحسين مستوى اوضاع الامن الغذائي العربي، ونفذت برامج عملها وانشطتها السنوية في اطار برنامج الاستراتيجية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي.
واكد ان المنظمة تسعى لمساعدة الدول العربية على تنفيذ مكونات البرنامج الطارئ للأمن الغذائي في اطار ثمانية مشاريع لتحسين الانتاجية في الزراعات القائمة، وساعدت على استدامة واستقرار الانتاج الزراعي وزيادة انتاجية القمح والشعير.
وأعرب مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” عبد السلام ولد أحمد عن شكره للأردن على إقامة المنتدى الذي يشكل فرصة لعرض التجربة الأردنية في السنوات الأخيرة واستمرارها في تحسين الامن الغذائي، لافتا الى ان هناك فرصاً كبيرة للاستثمار في المحاصيل ذات القيمة العالية والتي لها مردود اقتصادي واجتماعي عال، وزيادة فرص التشغيل والتصدير.
ويناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين اوراق عمل حول الامن الغذائي واستدامة الزراعة في ضوء ندرة المياه والتغير المناخي والاستثمار والتسويق المحلي والخارجي والتحول الزراعي ودوره في إيجاد فرص العمل، إضافة إلى عرض قصص نجاح في التنمية الريفية والتعاونية.