صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
الحكومة الاردنية التي تدّعي محاربة الفساد ، اتعبتنا ، ومللنا ، من اسطواناتها المشروخة ، الممجوجة ، بتوظيفها وسائل اعلامها ثقيلة الظل ، روتينية الاداء ، وهي تكرر يومياً بانها تلاحق الفساد ، والمتهربين ضريبياً ، وتعمل لقاءات مع ابواقها ، لتقنعنا بانها جادة في محاربة الفساد ، وفي بياناتها تُرسل اشارات عن عزمها وتصميمها على محاربة الفساد ، نَسمعُ جعجعةً ولا نرى طحناً . ومن يقرأ ويتابع ولا يعرف الواقع ، يتوقع ان الحكومة شريفة نظيفه، نهجها قويم ، وادائها مستقيم ، لكن المشكلة فينا نحن الشعب ، هذا ضَعفٌ وسُخف ٌوالله .
انا المواطن الاردني البسيط ، المهمش ، المتضرر ، وطني وابناء وطني ضد الفساد والمفسدين ، اعلن لحكومتنا غير الرشيدة ، بانني افوضكم نيابة عن الشعب الاردني المغلوب ، المنهوب ، باطلاق يد الحكومة في مكافحة الفساد والمفسدين ، واذا باستطاعتكم ، ويتوافق مع رغبتكم ان لا تبقوا ولا تذروا ولا ترحموا لا فاسداً ولا مُفسداً ، ولا مُطبلاً ولا مُتزلفاً لفاسد ، لكن وفق الأسس التالية :-
اولاً :- ان لا يتم استثناء فاسد بالمطلق مهما علا شأنه ، وان تتبعوا قاعدة الرجل الشريف المفكر العملاق / مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق ، عندما قال وقوله الفصل بان تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى ، وبدأ بنفسه .
ثانياً : – ان تتم مراجعة كل ملفات الفساد برمتها دون استثناء ولو ملف واحد .
ثالثاً : ان يبدأ جرد ومحاسبة الفاسدين منذ ثمانينيات القرن الماضي ، وخاصة ملف الملكية الاردنية . بالاضافة الى الذين اثروا وكانوا من كبار موظفي الدولة على مستوى الرؤساء وزبانيتهم الذين يتحدثون بالمليارات .
رابعاً: التركيز على الثلاثة عقود الماضية وتفحص كل ملفات الفساد وبيع كل مقدرات الوطن ، بأبخس الاثمان ، وتبخر هذا الثمن البخس ، خاصة وان رئيس الوزراء كان قد كُلف بمراجعة ملفات الخصخصة ، وهو من فبركها وبرأ من نهبوا .
خامساً : التركيز والتمحيص والتدقيق ، ( وتنفيل ) كل ملفات الفساد التي رائحتها ازكمت انوفنا خلال العقدين المنصرمين .
سادساً :/ جلب المُدمر المُختفي عن الانظار / باسم عوض الله واخضاعه لتحقيقات مشددة ، امام قُضاة مشهود لهم بالكفاءة ، والنزاهة ، والاستقامة ، ومن هم ليسوا من فئة اصدار القرارات ( بالألو ) ، هذا اذا بقي منهم احد بعد موجات ( الفرم ) للشرفاء ، مؤكداً ان قضاؤنا لا يزال بخير رغم كل ما جرى له .
سابعاً :- عدم استثناء احد من التهرب الضريبي ، والاكتفاء بغرامات موجعة .
ثامناً :- ان تتم عمليات التدقيق والتفتيش والزيارات ، باسلوب حضاري محترم ، لان المتهم بريء حتى تثبت ادانته ، وان لا تستثني احداً وان لا تكون انتقائية .
تاسعاً :- ان لا يتم استثناء فاسد واحد في لفلفة العطاءات ، والأوامر التغيرية .
عاشراً :- ان يُستند الى رأي وتقييم المهندسة / هدى الشيشاني ، الاردنية الشريفة النظيفة ، العفيفة مصدر فخر لكل اردني ، والتي استُبعدت من عملها من دوائر الفساد والفاسدين ، وان تُطلق يدها في كل ملفات وزارة الاشغال .
حادي عشر :- أؤكد لكم ان شرفاء الشعب الاردني يؤكدون للمرة المليون ، ان لا حصانة لفاسد ، ولا عشيرة لفاسد ، ولا حماية لفاسد ، لان العشائر الاردنية الكريمة تربأ بنفسها وتتبرأ من الفاسدين من ابنائها ، ويفوضكم الشعب الاردني بملاحقة ومعاقبة المطبلين ، والمصفقين ، والمنتفعين من الفاسدين .
ثاني عشر :- ان يتم اطلاع الشعب الاردني على المبالغ التي يتم تحصيلها من الفاسدين ، وان تودع الأموال في حسابات الخزينة الاردنية .
يا حكومة ، عليكِ ان توقني ، وتتاكدي ، وتعرفي بان الشعب الاردني لن يكون عائقاً امام جهودكم وخططكم لمكافحة الفاسدين ، كفوا ، واصمتوا ، واخجلوا من انفسكم من تكرار هذه الاسطوانة الممجوجة المشروخة ، وعليكم ان تعلموا ان الشعب يعلم بان مشكلتكم فيكم ، وكما يقول المثل ( دوده من عوده ) اذا كان هناك مقاومة وعرقلة لمطاردة ومحاسبة الفاسدين ، نحن نعلم علم اليقين انها من المسؤولين السابقين والحاليين ، هم الذين يفتعلوا لكم العوائق ، وليس الشعب الاردني ، وهل يعقل ان يُعطِل الشعب محاسبة سارقيه !!؟؟ اخجلوا ، وارعووا ، وارتقوا ، واستحوا اذا مازال لديكم عِرق حياء !!؟؟
الفاسد ضد الدين ، وضد الناس ، وضد الفطرة البشرية السوية التي خلق الله البشر عليها . الفاسد بلا ضمير ، بلا اخلاق ، بلا قيم . الفاسد ممكن ان يطأ هو بعرضه ، الفاسد لا يحلل ولا يحرم ، الفاسد لا يميز بين المحرمات ، الفاسد لا شرف له ، الفاسد بلا كرامة ، الفاسد لا يمكن ان يكون نبيلاً ، ولا عفيفاً ، ولا شريفاً ، الفاسد لا يكترث لو وطيء في عِرضه وفراشه ، الفاسد تنازل عن كل القيم النبيلة واستهتر بالمتمسكين بها واصبح همه الوحيد الأوحد جمع المال بغض النظر عن الوسيلة ومصدره وحُرمته ، الفاسد ميكافيللي النهج ، الغاية عنده تبرر الوسيلة . الفاسد خنزير ، زنديق ، الفاسد رعديد ، الفاسد لو بصقت بوجهه ينتشي وينشرح صدره اذا كان لها ثمن ، الفاسد لا يهمه عِرض ولا شرف ولا اخلاق . الفاسد يعتبر الشريف متخلفاً متحجراً ، ويعتبر قيمه بالية ، الفاسد مُنحل ، الفاسد ساقط ، الفاسد رعديد ، الشريف صنديد ، الفاسد ذليل ، الشريف نبيل . الفاسد لا يعرف الله ولا يؤمن به ، الفاسد يعبد الدينار ، الفاسد لا يغار . الفاسد عدو الله ، الفاسد عدو الشعب ، الفاسد عدو الانسانية .
الشعب الاردني ، لا يمكن ان يعيق محاربة الفساد والمفسدين . الشعب الاردني منذ عقود يناشدكم ان لا ترحموا الفاسدين ، وان تضربوا منهم كل بنان . الشعب الاردني يقول لكم دققوا على كل حساب وكل دينار نُهب حاسبوا منهم كل صفيق اقطعوا عليهم كل طريق . الشعب الاردني ضد الفساد وضد الفاسدين ، الشعب الاردني العظيم يحتقر الفاسدين ويُجل الشرفاء النزيهين الطيبين .
ايتها الحكومة الضعيفة ، الهزيلة ، المترددة ، كُفي عن إيراد التبريرات بان الشعب يقف عائقاً امام محاربة الفساد لا تلميحاً ولا تصريحاً ، العوائق التي تواجهكم ممن كانوا مسؤولين قبلكم ، واثروا بالحرام ، عوائقكم منكم فيكم ، ومن المطبلين المنتفعين من الفاسدين ، العوائق تكمن في جُبنكم وانتقائيتكم ، الا تعلموا ان الظلم اذا عمّ اصبح عدلاً !؟ أُكرر (( دودكو من عودكو )) فلمن نلتجيء !؟ وأختم ببيتٍ من الشِعرِ :-
يا رِجاَلَ العِلمِ يا مِلْحَ البَلدْ / مَن يُصلِحِ المِلحَ إذا المِلحُ فَسَدْ ؟؟