صراحة نيوز – بقلم عبدالله اليماني
يحرص القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في كل لقاءاته في التأكيد على الاهتمام في المتقاعدين العسكريين وذلك من خلال دعم مسيرة المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى . وإن هذا الحرص والتأكيد الملكي يدل دلالة واضحة على ( اعتزازه بالمتقاعدين العسكريين الذين هم ((ذخيرة خط الدفاع الثاني عن الوطن)).وثقته بإخوانه المتقاعدين العسكريين لكونه يعرف جيدا مدى إخلاصهم لله والوطن والملك وتفانيهم في بناء الوطن وحماية منجزاته .
من هنا يأتي التأكيد الملكي المستمر على دعم المتقاعدين العسكريين عبر مؤسستهم كنوع من الاهتمام الخاص بهم . أولاها : أنهم رفاق جلالته في السلاح . وثانيها : يعتبرون رديف هام لأجهزة الدولة، والقوات المسلحة والاجهزه الأمنية.وثالثها: كونهم أصحاب كفاءات عالية وخبرات متراكمة في مختلف المجالات.ومؤسستهم هي مرجعيتهم الأولى والوحيدة الراعية لهم . فلذلك تعتبر صلة الوصل والاتصال في الداخل والخارج بين المتقاعد والجهات الراغبة في الاستفادة من خبراتهم . بمعنى هي بيت (الكفاءات والخبرات) . وانطلاقا من ذلك نجد أن جلالة الملك عبد الله الثاني يكرر دوما اعتزازه وفخره بما قدم المتقاعدون العسكريون من تضحيات وانجازات للوطن وأبنائه .ومن هنا يأتي الحرص الملكي على تقديم أفضل الخدمات لإخوانه المتقاعدين العسكريين وتحسين ظروف حياتهم المعيشية.
من خلال إصرار جلالته على دعم المؤسسة لتتمكن من الارتقاء في تقديم خدماتها الجليلة المختلفة للمتقاعدين وتذليل الصعاب التي قد تواجههم ومساعدتهم على تحسين ظروفهم حياتهم المعيشية. والعيش في كرامة في وطن الكرم والجود كما هم أهل الكرم والشهامة والشجاعة والإقدام .
لقد استطاعت المؤسسة من خلال مسيرتها المباركة أن تبني شركات حقيقية مع المتقاعدين وكيانا خاصا لها معهم رغم المعوقات التي واجهتها . حيث تحتضن تحت سقفها شريحة كبيرة من المحاربين الذين جمعتهم رسالة نبيلة لا يؤديها إلا هم ألا وهي( التضحية بالأرواح والدماء) من اجل ( حماية الوطن وصون حقوق المواطنين ) . هؤلاء المتقاعدون منذ انخراطهم في سلك الجندية وهم في ريعان الشباب نظروا أنفسهم فداء للوطن أرضا وإنسانا وقيادة حكيمة . واقسموا قسم الرجال الرجال ب ( الروح بالدم نفديك ) .
وتقديرا لتضحياتهم صدرت الاراده الملكية السامية في عهد المغفور له الملك الحسين الباني في إنشاء مؤسسة المتقاعدين العسكريين لتكون لهم بيتا يرعاهم بعد إحالتهم على التقاعد . تجمعهم تحت سقفها وتعمل على رعاية مصالحهم وتقوي من عزائمهم . وتأخذ بأياديهم . (( تجمع ولا تفرق)) ، تنبت فيها (بذور الخير والعطاء ، ونبعا للمحبة وليست مكانا للفرقة) .
في جنباتها يلتقون وتشعل ذكرياتهم تلك الزوايا سواء في مبنى المؤسسة أو النوادي . التي أقيمت على ارض الأردن ،الوطن الذي يحتضن الجميع وللجميع وما هذه الخدمات المميزة إلا جزء مما أمر به قائد الوطن حبيب العسكر الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للمحافظة على عزة وكرامة المتقاعدين،حيث تعيدهم إلى ميادين البطولة والفداء أيام المناورات والمسير الليلي،ومراكز تأهيل الرجال والتدريب، والقفز بالمظلات والنوم في الخنادق والآليات ، وطوابير الجزاء والحرمان من الإجازات . والتفتيش الإداري ،والدورات والمهام الخارجية …الخ . هذه أحاديث العسكر( ذكريات جميلة) معطره بالعرق المتصبب من الجباه . يا لها من ذكريات رائعة ومشوقه. يسترجعون فيها محطات مضيئة من محطات حياتهم العسكرية التي أخذت من أعمارهم أكثر مما أخذت أسرهم . تدور حول الأم ( الوطن ) .
من هنا تعمل المؤسسة على دعم قضايا المتقاعدين والمحاربين عبر تقوية أواصر التواصل معهم . بحيث تبقى همزة الوصل على أكمل وجه . انسجاما مع مكانتها المرموقة ودورها المشرف في خدمة المتقاعدين أينما وجدوا . الذين لم يخذلوا الوطن وقائدهم الأعلى يوما ، فكانوا جنودا أوفياء وقفوا مع الوطن خلف قائدهم في أحلك الظروف والمواقف . مؤيدين وداعمين له ولقيادته الحكيمة الشجاعة . يحمون ((الوطن ومقدراته)) . فهم ((الذخيرة الحية )) والطلقة التي في بيت النار والأصابع على الزناد في يد القائد المفدى يتصدون لكل من تسول له نفسه بالمساس بأمن واستقرار الأردن . هم كما كانوا وما زالوا رجال المواقف الصعبة الذين صنعوا المعجزات وصانوا تراب الأردن وساهموا في استمرارية عجلة البناء والتطور والازدهار والنماء .
فالتقاعد بالنسبة لهم ليس نهاية المشوار ، وإنما هو استمرارية لمسيرتهم وهم على رأس أعمالهم يواصلون العطاء في مختلف نواحي الحياة ، الاقتصادية والاجتماعية والصحية والزراعية والمهنية والإدارية والسياسية . الكل منهم لا يبخل بما اكتسبه من خلال خدمته العسكرية وإنما يعطى لدفع عجلة البناء والتنمية .
يرفدون مؤسسات الدولة بخبراتهم التي اكتسبوها أثناء حمايتهم للوطن . ينقلونها إلى شتى مجالات العمل في الحياة المدنية .هؤلاء خريجو مصانع البطولة والرجولة والفداء ( الجيش العربي ) هذا الجيش الذي منذ نشأته كان ولا زال مدرسة للرجال يزرع الوفاء في قلوب الأردنيين ويعلمهم معنى الوفاء (كيف يبقى الوفي وفيا وقلبه ينبض بالحب) وهدفه وهمه حماية الوطن وصون كرامته والإبقاء على حصنه منيعا .
لعيونهم ومن اجلهم أبطال الوقفات المشرفة في كل المحن والشدائد التي تعرض لها الوطن ، الذين قدموا أرواحهم وكتبوا بدمائهم حروف البطولة،ورفعوا رايات النصر عالية خفاقة تحرسها البنادق في الأيادي ، وترفرف في الأعالي . بعد أن أذاقوا العدو طعم مرارة الهزيمة . فكم هو جميل منظر الجندي وهو يقبل تراب الوطن بكل حب ويقدم روحه رخيصة فداء له . تسعى مؤسسة المتقاعدين في العمل على توفير فرص العمل لهم ومساعدتهم في شتى نواحي الحياة ماديا ومعنويا واجتماعيا واقتصاديا .
ويحظى رفاق السلاح برعاية خاصة من مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء بالتواصل معهم ودعوتهم لحضور الاحتفالات الوطنية والاجتماعات التي تقيمها المؤسسة في المحافظات كافة ويتم تكريم ذوي الشهداء والجرحى والمصابين العسكريين . حيث لا تألوا جهدا عن مساعدتهم . للاستفادة من الخدمات والمشاريع التي تقدمها المؤسسة .
هذي حكايات الجند ، حكاية مجد خالد عابق بأريج العطور ومتوج بتوقيع أنا (والدي شهيد) ، وذاك (أبي جريح ) وآخر ( طاعن في السن شارك في حروب جيشنا العربي بفلسطين والجولان ) ولا يقوون على الوصول إليكم .
إنها حكايات جيشنا العربي البطل . ما أحوجنا إلى الوقوف أمامهم بكل إجلال واحترام عندما نتذكر قامات أبناء الوطن الذين ضحوا بأعز ما يملكون وكتبوا بالدم حروف معنى كيف نعيش في امن وأمان . ( إننا مدعوون جميعا إلى معرفة كم هو غال ثمن عشق الحرية ) . وهناك شعوب ما أحوجهم لها .
هؤلاء هم من كتبوا نصرك يا بلادي عاشقو الوطن ومحبي القائد جيش الخط الثاني على مدى الأيام والأزمان يخوضون المعارك يوم ينادي المنادي . شعارهم (الشجاعة والرجولة والإقدام في الميدان ) .
يا سقى الله على أيام فرشة الليف والصاك والقايش والشماغ والتاج .