بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
البتراء الوردية ، النقية ، التي لم تُلوث طيلة آلاف السنين ، والتي أنشأها ، وحفرها في الصخر ، الأنباط العرب الأقحاح ، المُكابدون ، الأشداء ، الذين لم يهادنوا ، والذين أتصفوا بالإصرار ، والتميز في العمار ، حيث طبّقوا المثل القائل (( يحفرون في الصخر ) ) ، الذي يدل على الإصرار على النجاح . ما حدث للبتراء ، كشف عُقم ، وضعف ، وضحالة الإجراءات الحكومية ، كما بينت عدم وجود تنسيق بين الاجهزة المختصة ذات العلاقة بموضوع او تخصص معين .العذر الأقبح من الذنب انهم قالوا بان الصور قديمة تعود لعام ٢٠١٣ .. يا ضيقي الأفق ، يا ضعيفي النهج .. هذا يعني أنكم تؤكدون باننا مُخترَقون في ذلك المكان منذ ستة أعوام .. ثم اذا حدث الاختراق قبل هذا التاريخ ما هي الإجراءات التي اتبعتموها لمنع تكراره !؟ وما هي الإجراءات الاحترازية الفعلية التي إتُخذت لقطع الطريق على الصهاينة للدخول الى مقام النبي هارون وتدنيسه !؟ وتضيف الحكومة فقيرة النهج ، رديئة الأداء ، انهم دخلوا خِلسة ، ما هذه المهزلة !؟ لم يبقَ في وطننا الحبيب تسمية رديئة الا وطُبقت : الإختلاس ، والخِلسة ، والخِسة ، فبعد إختلاس مقدرات الوطن ، أدخلنا الاعداء خِلسة ، وهذا دليل قاطع على خِسة الإجراءات الحكومية .
ما حدث في مقام النبي هارون عليه السلام ليس نتيجة ملابسات معينة حدثت ، بل تدنيس للمكان .والإشارة الى أنهم دخلوا بطرق إحتيالية ، مُضحك ، لأن من يختلس وطناً هل يصعب عليه إختلاس مقاماً !؟ الصهاينة إحتالوا ، وسرقوا ، واختلسوا فلسطين كلها ، هل نأمن جانبهم من الاحتيال والاختلاس لزيارة مقام نبي !؟ كما أكدت وزارة الأوقاف على ان ما قام به السياح إعتداء مرفوض ولن يسمح به ، والأصل ان لا يسمح لهم بدخول البلاد حتى لا يدنسوا تراب الاْردن الطهور ، او على الأقل ، يجب ان يكون لدى حكوماتنا المتعاقبة ، رديئة الاداء ، ان يقرروا التعامل بالمثل مع الاعداء الصهاينة ، حيث ترفض دولة الاحتلال منح تأشيرات للأردنيين الا ما ندر ، بينما الصهاينة يدخلون تراب الاردن الطهور بدون تأشيرات او اية إجراءات تشعرهم على الأقل انهم ذاهبون الى دولة يفترض ان تكون لها سيادة ، وان يحترموا انظمتها وقوانينها وحتى عاداتها وتقاليدها ، لكن من يَهُن يَسهل الهوان عليه ، ما لجرحٍ بميت إيلام ، ولا بد من التوضيح والفصل هنا لتبيان الأمر ، ان الهوان طال حكوماتنا ، أما شعبنا الأردني ، فلا يهن ، ولا يستسلم ، اما عن الشعور والإحساس بالألم ، فلا تشعر به حكوماتنا لان الاحاسيس والمشاعر تبلدت حتى ماتت .
لمن لا يعرف ، ان الاْردن لا يستفيد مطلقاً من سياح العدو ، لانهم يدخلون ليوم ، وليس لليلة ، اي يدخلون الاْردن ويغادرونها في نفس اليوم دون مبيت ، ولا ينفقون شيئاً اثناء زيارتهم ، لانهم يحضرون حتى المياه معهم ، والشيء الوحيد الذي كانت تستفيده الاْردن هو رسم الدخول ، وهاهم يدخلون للاماكن خِلسةً او إحتيالاً !!؟؟ والعجيب انهم يُدخلون معهم الأزياء التي يستخدمونها في عباداتهم ، والأعجب انهم يُحضِرون معهم آثاراً مكتوب عليها باللغة العبرية ، ويدفنونها في الأرض ، وهذا مخطط حتى يُحضروا خبراء آثار بعد زمن ، ليدّعوا يهودية المكان ، وهذا ما يفعلونه في القدس الشريف ، حيث يفكفكون مبانٍ أثرية ، ويعيدون إنشائها ، بعد ان يرقِّموا الحجارة ، ليُدخلوا حجراً واحداً منقوش عليه الشمعدان او نجمة داود . والمضحك المبكي ان وزارة الأوقاف صرحت بانها تراعي رمزية المكان ، لكن الحقيقة بينت انها تراعي يهودية المكان . وصرحت وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب ، بان اتفاقية السلام سمحت لهم بالقدوم الى الاْردن ، بينما حكومة الاحتلال لا تعامل الاردنيين بالمثل ، واضافت بانها حاولت وضع حدٍ لوقاحتهم ، لكن وكلاء السياحة الاسرائيلين اضربوا ، وان السفير الاسرائيلي إشتكاها للحكومة الاردنية ، وعليه خرجت من وزارة سمير الرفاعي في أول تعديل ، كما اشارت الى ان السائحين اليهود يدفنون آثاراً عبرية في واد بني حماد وطبقة فحل أيضاً . يا حكومات ، الوهن ، والويل ، لقد أضعتم هيبة الاردن ، بعد ان ضيعتم مقدراته ، ماذا بقي من أجندتكم الخارجية لتنفذوه ، ولتمعنوا في الوطن إستهتاراً ، وهواناً ، وضياع لهيبة وهوية الدولة !!؟؟ الهوان لكم ، والعزة للأردن والأردنيين ، المُبتلين بكم .