صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
الطالب ، هو من يَنشد العِلم ، يَطلبه ، يَبتغيه ، يسعى اليه ، ليحصل عليه ، يبحث عنه ، يُجهد نفسه فيه ، لكن يجب ان لا تتعقد نفسيته ليحصل عليه ، او ليطاول عنان السماء في درجاته . يجب ان يسعى اليه بهدوء ، وروية ، وإجتهاد ، دون إجهاد ، وتعقيد ، لان نوع التخصص ، والدرجات ( العلامات ) ليست مؤشر مطلقاً على النجاح في الحياة ، ولا الحصول على أفضل الوظائف والمرتبات والمزايا . النجاح في الحياة له متطلبات بعيدة عن العلامات والتخصصات الدراسية .
لا تُثقلوا على أبنائكم ، لا تُرعبوهم ، وجِهوهم بشكل غير مباشر ، ولا تفرضوا عليهم تخصصاً معيناً ، فأغلب العلماء الذين ساهموا بنهضة البشرية ، لم يكونوا متفوقين دراسياً ، هذا ان لم يكونوا قد فُصلوا دراسياً ، ومنهم من طُرد من المدرسة ، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً .
نظامنا التعليمي متخلف ، متحجر ، تقليدي ، يعتمد على الحِفظ ( الصَمّْ ) دون الفَهم ، وإعمال العقل ، وبعيد عن تنمية القدرة العقلية على التحليل ، والاستنتاج ، لذلك لا يقود للإبداع ، وتنمية المهارات الإبداعية . وعندما تقارن نظامنا التعليمي ، مع الأنظمة التعليمية الغربية مثلاً ، تحزن ،
وتتعجب ، وتكاد تنفجر غيضاً ، وقهراً ، وحسرة . وللتدليل على ذلك أورد مثالاً واحداً للقياس : في موضوع الإنشاء( التعبير ) ، مثلاً ، في بعض دول الغرب ، يُقَدَّم موضوع الإنشاء مكتوباً ومطبوعاً جاهزاً للطلبة ، ويكون السؤال : عَلِّقً ، حَلِّلْ ، إبدي رأيك .. الخ ، وعليه يتم قياس قدرات الطالب اللغوية والقدرة على التعبير ، ومعها وهو الهدف الغائب عندنا ، انه يساعد على قياس قدرات الطالب الإبداعية والتفكير بحرية خارج الصندوق ، وبهذا يحث على التفكير وإعمال العقل .
منظومتنا التعليمية ، والأصح تسميتها عشوائيتنا التعليمية ، المتخلفة ، قادت الى الفساد ، والإفساد ، من نشوء المدارس الخاصة ، الغش ، انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية ، تسريب الأسئلة ، الواسطة ( للتنجيح ) ، والواسطة لتحصيل القبول في الجامعات …. الخ من عناصر وظواهر الفساد التي نعرفها جميعاً ولا يمكن حصرها .
وأختم بتمنياتي لكل ابنائنا بالنجاح في دراستهم ، وتجاوز مرحلة الثانوية العامة تحديداً .